على باب مصر
فى الستينيات شدت سيدة الغناء العربى برائعتها (على أرض مصر)، هذه الرائعة تقص معاناة شعب.. لكنها معاناة نبيلة.. محببة للقلوب.. فهى تصور أحداث عمل وبناء تصور التنافس والتناحر للعمل الجاد تعيش فيها وسط مصنع لإنتاج يعود بالرخاء على شعب مصر....
تصور لك مشروعا قويا التف عليه الشعب جميعه وأقسم ألا يتزحزح قيد أنملة عن قضيته الأساسية، قضية البناء هذه فى ستينيات القرن الماضى أكثر الناس تشاؤما لم يستطعوا أن يتخيلوا حال مصر الآن، جسد مصر ينهش بلا رحمة تسابق شديد للنيل من مصر وتحطيمها، على أرض مصر صورة مشوهة للوطنية والانتماء وحب الوطن فعلى باب مصر لا توجد معارك بناءة إنما معركة هدم معركة تكسير عظام وتحطيم لدولة ذات تاريخ عريق كانت منارة للعالم أجمع.. فماذا على أرض مصر؟!
مندوب لجماعة يقود مصر للتناحر الطائفى والمجتمعى يسعى بكل الأساليب الملتوية وغير القانونية لتحطيم دولة القانون وهدم دولة المؤسسات.. يملك مهارة الشياطين فى التخريب والهدم وتقسيم الشعب المصرى إلى إخوانى ومصرى مؤمن وكافر، والمؤمن هنا ليس المؤمن بالإسلام فقط بل المؤمن بأفكاره وأفكار جماعته ...
على باب مصر رجل يجيد التهديد والوعيد لا يهدف للبناء، لأنه مشغول بأخونة كل مؤسسات الدولة وتهديد كل من لم يرضخ لأجنداته التى هى مطبوخة فى مكتب الإرشاد...رجل يجيد الصدام مع كل مؤسسات الدولة ...رجل يضحى بدماء جنود مصر الأوفياء ليتربع على عرش مصر.
جماعة نازية مؤدلجة مشحونة بشيفونية مفرطة فى شكل من أشكال النازية الجديدة تملك الحق دائما وتتهم غيرها بما فيها تهاجم الكل لتغير الحقائق ..جماعة لا تقبل النقد هى فوق الكل مرشدها هو الفوهرر الجديد ... جماعة تغتال شباب مصر من النشطاء السياسيين ليركع الشعب تحت أقدامهم ... جماعة سخرت معظم الأجهزة أذرع طويلة لأيديولوجيتها، فأعمال وزارة الداخلية مخططة من الجماعة مع تحصين كامل من نائب خاص لضرب العدالة .
على باب مصر شيوخ وقنوات لا تجيد تقديم صحيح الدين من حب وسلام وعدل... قنوات دينية لا تجيد سوى السباب واللعن للمخالف.. شيوخ فهموا الدين خطأ فأصبح ظهورهم مرتبط بوجوه عابسة وألفاظ مقززة ..... على باب مصر تحول الحوار إلى ألفاظ جارحة والتعليم إلى شكل من أشكال الفتونة.
على باب مصر المحافظات مشتعلة والشعب ثائر للبقاء والعيش بكرامة من حاكم مستبد فاشى لا يجيد سوى قراءة التعليمات يومياً، على باب مصر يعلو الصخب صخب الراقصين من رياضيين سابقيين وكتاب وأنصاف متعلمين محامين ورؤساء أحزاب يرقصون للمكسب الخاص مضحين بمستقبل وطن.
على باب مصر جماعة طاردة لكل ما هو مصرى، جماعة اختزلت الوطنية فى جماعتها واختزلت الاقتصاد فى شاطرها واختزلت الخارجية فى عصامها والعدالة فى ميكيها والإعلام فى مقاصدها وقريبا المخابرات فى بلتاجيها .... وربما يحين الوقت الحربية فى عريانها.
على باب مصر الكل مهدد، قناة السويس، الآثار ..لأجل شىء واحد بقاء الجماعة ..على باب مصر دويلات صغيرة تتحكم فى مستقبلها .... وأنصاف رجال يبيعون الكل فى سوق نخاسة .
على باب مصر دماء تهدر أرواح تزهق ...أمهات تبكى ...بيوت تخرب ... على باب مصر شباب ثائر ضد الظلم لشروق شمس جديدة .. وكلنا فى انتظار الشروق.
Medhat00_klada@hotmail.com