صباع العسكرى..! (قصة ذات دلالة)
اكتشف طبيب وحدة التجنيد أن "سبابة" المجند الريفى المستجد يعانى من انثناء فى العقلة الأمامية من الإصبع.. بما يعنى استحالة ممارسته للرماية أو قدرته على استعمال البندقية أو المسدس.. أجرى عليه الكشف الطبى فلم يعرف سر هذه الحالة الغريبة.. فأمر بتحويله إلى لجنة أعلى فى مركز التجنيد!.
هناك.. اجتمعت اللجنة.. فحصت المجند الريفى الشاب، عصبيا ونفسيا وقبلهما باطنيا وصدريا، وكل الفحوصات اللازمة.. لم يتوصل منهم أحد أو تتوصل اللجنة كلها إلى شىء.. نفس العرض العجيب..انثناء فى العقلة الأولى من السبابة فى اليد اليمنى!.
قررت اللجنة أن تحيله هى الأخرى إلى لجنة عليا فى منطقة التجنيد ذاتها.. وهناك وصل حشد من كبار الأطباء والاستشاريين.. التفسير العلمى يبدو قريبا خصوصا وأن الحالة وصلت للصحف وأصبحت حديثا لعدد منها ومنها إلى بعض وسائل الإعلام.. وصار إصبع صاحبنا محورا لاهتمام الناس.
شاهدت لجنة المنطقة الأشعة والتحاليل.. حاولوا استخدام دبوس لشكه فى إصبعه وقياس مدى الاستجابة له.. وفشلوا، وضعوه تحت عدد من أنواع الأشعة بل والليزر.. وفشلوا أيضا!!.
بات من المؤكد أن يحصل المجند الريفى على الإعفاء من أداء الخدمة العسكرية.. فإصبعه غير صالح للعمل بشكل طبيعى..ولكن.. هذا من اختصاص لجنة عليا فى المقر الرئيسى للتجنيد بالقاهرة.. وهم وحدهم من لهم صلاحية مثل هذا القرار!.
وفى الوقت المحدد باليوم المحدد كان المجند الريفى أمام اللجنة العليا.. دقائق ويحصل على الإعفاء رغم أنه لا يريد ذلك.. إنه يرغب فى أداء الخدمة الإلزامية فخرا بها.
فحصته اللجنة العليا فحصا دقيقا شاملا.. لكنها قررت خلاف ما توقع الجميع.. قررت الاستفادة من بروتوكول التعاون مع الدولة الكبرى وإرسال المجند الريفى إلى هناك.. فربما استفادوا من هذه الحالة العجيببة الغريبة الفريدة، وكيف يمكن تفسيرها طبيا وعلميا فربما تكررت مرة أخرى!.
فى واشنطن.. وقف المجند الريفى أمام الطبيب الأمريكى وإصبعه مثنى كما هو.. وهنا أمسك الطبيب ديفيد ويكلى بيد المجند وسأله بالعربى المكسر: "أهلا خبيبى.. خبيبى هابب أأرف أنت صبائك أبل ما يكون متنى كده كان آمل إزاى؟، رد المجند على الفور: "كان عامل كده يا دكتور".. ثم فرد الإصبع كاملا طبيعيا!.
دائما فى بلادنا.. السؤال الأول والمنطقى فى أى موضوع نسأله فى نهاية المطاف، ومن هنا تتعقد كثير من الأمور!.