رئيس التحرير
عصام كامل

تفاصيل خيانة «أردوغان» لـ«أمير قطر» في سوريا.. «أنقرة» تتخلى عن جبهة النصرة وتكتفي بـ«السوري الحر».. «الجولاني» مهدد بالموت في حلب.. وفك الارتباط مع ا

الرئيس التركي رجب
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان

ماذا أمام جبهة «فتح الشام» النصرة سابقًا الآن؟ سؤال طرحته الكثير من وسائل الإعلام السورية أو الغربية عن الفصيل الأكبر بين فصائل المعارضة المسلحة في سوريا، والذي يسيطر الآن على حلب؟


كافة الدراسات والأبحاث التي أجريت على الوضع الحالي أشارت إلى أن هناك خيارين لا ثالث لهما أمام فتح الشام، فإما الاستسلام وهو خيار مستبعد في الوقت الحالي، أو الاستمرار في المعركة وهو ما تريده القوات السورية نظرًا لأن طرق الإمداد أصبحت شحيحة للغاية ما دفع المجتمع الدولي إلى المناشدة بوقف الغارات السورية – الروسية، فيما ترى الحكومة السورية أن ذلك هو الوقت الأمثل.

لم يكن الحال الذي وصلت إليه «فتح الشام» من صنع يديها، بل إن وقف الإمداد من جانب «أنقرة» كان هو السبب في ضعفها خلال الفترة الماضية، فيما اعتبر البعض أن قرار «أردوغان» هو في الحقيقة خيانة لأمير «قطر» من أجل التقارب مع روسيا.


وتعتبر فتح الشام «النصرة سابقًا» إحدى التنظيمات العسكرية التي مولتها «قطر» منذ اللحظة الأولى لإسقاط «بشار الأسد» وشارك في ذلك تركيا في البداية، إلا أن الأمور تغيرت بعد دخول القوات الروسية إلى دمشق وتغيير موازين القوة على الأرض.

الموازين الجديدة للقوة دفعت إلى تقارب «تركي - روسي» خلال الفترة الأخيرة، فيما لعبت الأحداث المتزايدة من انقلاب عسكري فاشل في تركيا إلى إنصراف «أردوغان» عن ما يدور في دمشق مكتفيًا بإقامة شروط حدودي يمنع أي تواجد للأكراد «أعداء أردوغان». 

تقارير سورية كشفت أن بدء تخلي تركيا عن «النصرة» وقائدها محمد الجولاني كان من خلال اقتراح فك الارتباط مع القاعدة كإجراء أولى لإضعف الجبهة الداخلية لـ«تنظيم الجولاني» في ظل وجود الكثيرون ممن يؤمنون بفكر القاعدة، وكانت الحجة التي صاغها «أردوغان» وقدمها لأمير قطر وفق تلك التقارير أن ذلك سيجعل من جبهة النصرة فصيل معتدل وسينتج عن ذلك «غسيل سمعة».

تم فك الارتباط وتمت استضافة «الجولاني» على قناة الجزيرة مع الإعلامي «أحمد منصور» ضمن عملية غسيل السمعة، إلا أن نتائج القرار لم تكن جيدة فجاءت ردود روسيا وأمريكا بأنها ستبقى على تصنيف جبهة النصرة التي تحولت إلى «فتح الشام» تنظيم إرهابي لتخسر «قطر» أولى الأوراق.

داخل الجبهة نفسها أعلن عدد من القادة انفصالهم بعد فك الارتباط مع القاعدة، فيما أعلنت مجموعة «خراسان» انشقاقها بالكامل ما دفع «المحيسني» أحد قادة النصرة إلى التأكيد أن الخلافات الشخصية هي تؤخر التقدم.

أنتهى الأمر برفع يد تركيا عن جبهة النصرة وتراجع الدور القطري الذي لم يصبح له أي تواجد قوى في تلك الفترة، فيما اعتمد «أردوغان» على الجيش السوري الحر كذراع عسكرية لتحقيق أهدافه في سوريا.
الجريدة الرسمية