وكالة الفضاء الأوروبية تدرس ملابسات سقوط «شياباريلي» على المريخ
كشفت صورة التقطها المسبار "مارس ريكونيسيس أوربتر"، التابع لوكالة الفضاء الأمريكية "ناسا"، عن ظهور علامات جديدة على سطح كوكب المريخ يعتقد بأنها مرتبطة بمركبة الهبوط "شيابارلي"، ضمن مشروع "إيكسو مارس 2016" التابع لوكالة الفضاء الأوروبية بالتعاون مع روسيا.
وكان المسبار "شياباريلي" دخل الغلاف الجوي لكوكب المريخ يوم الأربعاء الماضي، عند الساعة 2:42 مساء بتوقيت غرينتش ولمدة 6 دقائق، حيث كان يهبط باتجاه السطح؛ ولكن الاتصال معه انقطع قبل ملامسته للسطح بفترة وجيزة، كما أن البيانات التي تم جمعها من خلال المركبة المدارية "تريس قاز أوربتر" التي تقوم بالمهمة مع المسبار والتابعة لوكالة الفضاء الأوروبية يتم تحليلها في الوقت الحالي لفهم ماذا حدث خلال مرحلة الهبوط.
ونشرت كاميرا منخفضة الدقة على متن المسبار "مارس ريكونيسيس أوربتر"، عدة صور للموقع المفترض للهبوط في منطقة تسمى "ميرديني بلانوم" كجزء من حملة تصوير مخطط لها، وهذه الصور تظهر اثنين من المعالم على سطح المريخ، إحداها هو البراق الذي يمكن ربطه بمظلة الهبوط البالغ قطرها 12 مترًا، والتي استخدمت في المرحلة الثانية من هبوط "شياباريلي".
بينما تكشف الصورة أيضًا وجود علامة جديدة مظلمة ضبابية حجمها تقريبًا 15×40 مترًا تقع بنحو 1 كيلومتر شمال مظلة الهبوط، وهذه البقعة السوداء تم تفسيرها مبدئيًا بأنها نقطة اصطدام "شياباريلي" نفسه، وذلك بعد أن سقط بشكل حر عكس المتوقع، حيث تشير القياسات إلى أن المسبار "شياباريلي" سقط من ارتفاع ما بين 2 إلى 4 كيلومتر، وأنه اصطدم بسطح الكوكب بسرعة كبيرة تزيد على 300 كيلومتر بالساعة.
ومن المخطط القيام بتصوير ذلك الموقع من جديد هذا الأسبوع من خلال كاميرا عالية الدقة على متن المسبار "مارس ريكونسيس أوربتر" التابع لوكالة الفضاء "ناسا"، ونظرا لأن مسبار الهبوط "شياباريلي" تم رصده من مواقع مختلفة فإن الفريق العلمي للمهمة مقتنع بأنه قادر على إعادة رسم سلسلة الأحداث التي مر بها "شياباريلي" بدقة كبيرة، وتحديد المشكلة التي حدثت على المسبار وأدت لانقطاع الاتصال به.
وفي هذا الوقت فإن الفريق العلمي مستمر في تحليل الإشارات التي جمعتها المركبة "تريس قاز أوربتر" عن هبوط المسبار "شياباريلي"، بهدف إنشاء ارتباط مع بيانات التلسكوب الراديوي الضخم "جمرت" الموجود في الهند وأيضًا مع بيانات المركبة المدارية "مارس أكسبريس" التابعة لوكالة الفضاء الأوروبية.
يذكر أن وكالة الفضاء الأوروبية نفذت يوم الأربعاء الماضي، هبوطًا تاريخيًا على سطح كوكب المريخ ضمن مهمة "إكسو مارس 2016"، والتي قامت بها المركبة المدارية "تريس قاز أوربتر" والمسبار "شياباريلي" التابعين للوكالة، حيث إن الهدف من هذه المهمة هو اختبار التكنولوجيا الأوروبية في الهبوط على كوكب المريخ، وتسجيل بيانات خلال عملية الهبوط تتضمن العثور على علامات لحياة مجهرية محتملة ودراسة الغلاف الجوي والطقس على سطح الكوكب، بالإضافة إلى اكتساب مزيد من المعرفة بهدف التحضير للمهمات المستقبلية.