رئيس التحرير
عصام كامل

بالفيديو والصور.. حكاية «شنق صبي» في دار أحداث بالقليوبية.. والده: ابني تنبأ بمقتله والشرطة عذبته بتهمة «سرقة بط».. «الأمن»: انتحر.. ومطالبات بتفريغ الكاميرات

فيتو

تضاربت الروايات حول واقعة "شنق" صبي داخل دار أحداث بمحافظة القليوبية، عقب ترحيله من قسم شرطة طوخ إلى الدار منذ منتصف أغسطس الماضي لاتهامه في واقعة سرقة أحد الجيران بدائرة القسم، ففي الوقت الذي تؤكد فيه أسرة الضحية براءته من الواقعة، وتورط شرطة الدار في قتله، يشير الأمن إلى أنه شنق نفسه بعد محاولات عديدة للانتحار بالدار.


سرقة بط

البداية كانت بتحرير "س.ج" بلاغًا في قسم شرطة طوخ، ضد ابن أحد الجيران، وهو حمدي شعبان عبدالشافي، يتهمه فيه بسرقة "بط" من أعلى سطح منزله، مؤكدًا في بلاغه أنه اعتلى سطح منزله وسرقه، بعدما سمع شقيقه يعايره بواقعة السرقة ـ بحسب قوله.

وأضاف جار الضحية أنه بالفعل اصطحب "حمدي" إلى القسم بعد أن قرر تسليم نفسه، وتم تحرير محضر، وعليه تم حبسه بعد اعترافه بارتكاب واقعة السرقة ـ حسب قوله ـ نافيًا ما تردد على لسان أهل الضحية عن وجود خلافات جيرة بسبب مشاجرة بين الضحية وابنه، ومطالبته جيرانه بالرحيل عن الشقة.

وذكر أنه فور أن استغاثت به شقيقة "حمدي" بعدما أكدت له سوء حالته الصحية داخل الحبس، قرر بالفعل التنازل عن المحضر، إلا أنه فوجئ بوفاته بعد التنازل، مؤكدًا أنه لم يتخيل مصرعه في مقر الاحتجاز، وكان هدفه من تقديمه للشرطة تسجيل واقعة السرقة.

والد الضحية

أما والد الضحية، شعبان عبد الشافي مصطفى  ـ سايس، فأكد أن إن ابنه "حمدي" 17 عامًا، شُنق على يد رجال شرطة الدار منذ نحو أسبوعين، عقب ترحيله من القسم إليها، على خلفية اتهامه في واقعة سرقة منزل جاره.

وأضاف "شعبان" والد المجني عليه لـ«فيتو» أنه تردد كثيرًا على قسم الشرطة لاستطلاع مجرى التحقيقات في الواقعة، إلا أنه لم يجد تعاونًا من مأمور القسم أو رئيس المباحث، مشيرًا إلى أن ابنه قُتل، والشرطة تكتمت على الواقعة ـ بحسب قوله.

بداية الواقعة

وأشار "شعبان" إلى أن الواقعة بدأت عندما اتهم أحد الجيران نجله بسرقة "بط" من أعلى سطح منزله، ليفاجأ بعدها بوجود نجله في قسم الشرطة، وتحرير بلاغ ضده، ثم حبسه على ذمة قضية السرقة، وجددت النيابة حبسه لمدة 4 أيام، ليتم ترحيله للدار بعد ذلك.

وعن واقعة الشنق في دار الأحداث، ذكر "شعبان" أنه تم ترحيل نجله إلى دار الملاحظة والرعاية بنامول بعد قرار تجديد حبسه، ليفاجأ بعدها بأيام بأمين شرطة، يبلغه بأن ابنه في مستشفى جامعة بنها.

الصدمة

وكشف "شعبان" أنه فور وصوله مستشفى بنها فوجئ بأحد الأطباء يؤكد له وفاة ابنه بعد شنق نفسه، بحسب الطبيب، والتحفظ على جثته بمشرحة المستشفى، متابعًا: "فوجئت بجثة ابنى وعليها آثار شنق، وسقطت مغشيًا عليَّ، وبعدما أفقت أخبروني أنه انتحر في قسم الرعاية عن طريق شنق نفسه بملابسه".

وتابع والد الضحية: "مستحيل ابني يشنق نفسه.. ابني مايعملش كدا"، مشيرًا إلى تحريره بلاغا برقم 43165 - جنح لـ2016 طوخ، بتاريخ 3 أكتوبر الجاري، ضد دار الأحداث.

وأضاف أيضًا: "ابني كان مقبلًا على الحياة، منهم لله، طفوا نور عنيَّا، ضربوه وشنقوه وعلقوه في دار الرعاية، وقالوا إنه انتحر".

الطب الشرعي

وعن تقرير الطب الشرعي، أكد والد حمدي أنه لم يتسلم التقرير حتى الآن، رغم أنه تسلم الجثمان ودفنه بعد أن أكدوا أنه "مات مشنوقًا"، متابعًا: "قتل ابني في دار الأحداث، هي دار قتل وليست دار أحداث.. حسبنا الله ونعم الوكيل.. القصاص، فقط أريد القصاص".

وطالبت أسرة حمدي بسرعة تفريغ الكاميرات دار الأحداث لكشف حقيقة الواقعة.

زيارة حمدي

وفى السياق ذاته أكد "شعبان" أن شقيق زوج ابنته زار "حمدي" في الدار قبل أيام من وفاته، لافتًا إلى أن "الضحية" تنبأ بقتله في الدار، واشتكى لأخيه من سوء المعاملة، مؤكدًا له أنه "يموت بالبطيء تحت التعذيب" على حد قوله، وبعد أيام تلقوا خبر الوفاة.

رد الأمن
وعلى الجانب الآخر، نفى مصدر أمني بقسم شرطة طوخ تورط الحراسة المكلفة بالإشراف على الدار بقتل الضحية، مؤكدًا أنه شنق نفسه بعدما حاول الانتحار أكثر من مرة، نظرًا لوجوده وحيدًا في الدار.

وذكر المصدر أن حمدي شعبان عبد الشافي قتل نفسه بعد محاولات عدة للانتحار، عن طريق ربط ملابسه ببعضها، وتعليقها في مروحة السقف داخل غرفته بالدار، ثم صعد أعلى السرير، وعلق رقبته بالمشنقة التي صنعها، ولقي مصرعه بعدها بدقائق، مشيرًا إلى أن قوة من القسم برفقة خبراء الطب الشرعي توجهوا للدار لاستطلاع الأمر، واكتشفوا وجود آثار خنق على الجثة، وأمرت النيابة بعرض الجثة على الطب الشرعي لتشريحها ومعرفة سبب الوفاة، موضحًا أن المناظرة الأولية أكدت أنه "مات مشنوقًا"، ولم يصدر تقرير "الصفة التشريحية" حتى الآن.

كاميرات المراقبة
وأوضح أنه لم تُفرغ كاميرات المراقبة حتى الآن، لافتًا إلى انتظارهم تقرير الطب الشرعي النهائي، رغم دفن الجثمان، لاستكمال الإجراءات.

شهادة الجيران
وعن شهادة الجيران، فأكد أحمد حمو، جار "حمدي" أنه "كان في حاله"، لافتًا إلى حسن السمعة، ولم يشكو أي من سكان الشارع منه أو أسرته، لافتًا إلى أن الأمر يتعلق بـ"مشاجرة صِبية" دخل الضحية في إثرها قسم الشرطة، ليلقى مصرعه في دار الأحداث، مضيفًا: "حمدي كان غلبان وفي حاله بشهادة الكل هنا"، مؤكدًا أن واقعة شنقه صدمت جميع سكان المنطقة.

شبهة جنائية
وتضيف شقيقته، هبة شعبان عبد الشافي: "زرته في القسم، وقلت للمأمور أبوس رجلك طلع أخويا.. أخويا بريء والله.. دا طفل، والبلاغ كيدي" بحسب قولها.

وذكرت: "تحايلت على جارنا حتى يتنازل عن المحضر، ووعدته بترك الشقة، لكنه رفض، وتم ترحيل أخي حتى قتلوه".

القصاص
وأوضحت أنه بعد أيام من ترحيله إلى دار الرعاية، توجهت إليه لاستطلاع أوضاعه، واصطحبت معها "ملابس وطعام وعصائر"، إلا أن المسئولين عن الدار رفضوا السماح لها بالدخول، وأخذوا ما حملته لأخيها، وعادت لبيت زوجها ـ وفقًا لروايتها.

وبالنسبة لأوضاع دار «الملاحظة والرعاية اللاحقة بنامول»، تقول "هبة" إنها تقع في منطقة مهجورة تشبه الثكنة العسكرية، تحيطها الأسلاك الشائكة من كل اتجاه، ولا يقصدها غير الحراس والمسئولين، وهناك امرأتان فقط تعملان، إحداهما تحمل ابنتها الرضيعة على كتفها، مشيرة إلى أنها تحايلت عليهم للسماح لها برؤية أخيها، لكنهم رفضوا، فعادت لبيتها بعد فشل محاولاتها.

حدث وحيد
وتابعت: "أخي تنبأ بقتله هناك، كان الوحيد في الدار التي تحيطها الزراعات، وقالنا خرَّجوني هموت هنا"، وتابعت: "نريد القصاص وحق أخي، ومحاسبة القتلة.. بأي ذنب قتل؟".

جدير بالذكر أن التقرير النهائي للطب الشرعى لم يصدر حتى الآن، في ظل تصاعد مطالبات أسرة الضحية بمحاسبة المسئولين عن الواقعة، وسط التباطؤ في تفريغ الكاميرات، وإصدار تقرير نهائي عن الواقعة.
الجريدة الرسمية