رئيس التحرير
عصام كامل

23 مليون لغم تهدد التنمية في مصر.. لندن تسلم القاهرة خرائط الألغام في الساحل الشمالي.. وتقدم 10 ملايين دولار مساعدات.. توعية 16 ألف شخص بخطورتها.. خبير عسكري: نواجه أزمة نقص المعلومات

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

تمثل الألغام الموجودة في مصر 1/5 دول العالم بنسبة 22%، وتشغل 10% من مساحة مصر بواقع 23 مليون لغم وقذيفة لم تنفجر حتى الآن على مساحة 683 ألف فدان من أجود الأراضي الصالحة للزراعة بمنطقة الساحل الشمالى الغربى، منها 17 مليون لغم في منطقة العلمين والصحراء الغربية، وتنتشر هذه الألغام على امتداد 287 ألف فدان، بالإضافة إلى 6 ملايين لغم في سيناء زرعتها القوات الإسرائيلية خلال الحروب المختلفة وتنتشر على امتداد 29 ألف فدان.


بداية زراعتها
ويعود تاريخ حقول الألغام في مصــر إلى الحــرب العالمية الثانية، فمنذ أكثــر من 70 عامًا، وبالتحديد عندما تصارعت إنجلترا وألمانيا وإيطاليا على أرض مصر، نشروا ملايين الألغــام في الأراضـى المصرية.

عوائق إزالتها
وهناك العديد من الأسباب التي تعوق مصر عن إزالة الألغام تختبئ بين طيــات أراضيها، والمتمثلة في تعدد أنواع الألغام المضادة للأفراد والدبابات، وتحريك الألغــام من أماكنها بسبب الكثبان الرملية والتغيرات المناخية، فضلًا عن حساسية هذه الألغام للانفجار بعد تقادمها أو بفعل العوامل الجوية، وعدم وجود خرائط لهذه الألغام.

كما يأتي ضمن المعوقات أيضًا عدم وجود طرق ممهدة للمناطــق الملغومة، أو توافــر معدات حديثة متقدمة تكنولوجيا لاستخدامها في عملية إزالة الألغام، فضلًا عن التكلفة المالية التي تحتاجها عملية إزالة نحو 23 مليون لغم، وعدم وجود العدد الكافي من الخبراء، ومن أكبر المعوقات عدم إدراج مصر على خريطة العمل الدولية لمكافحــة الألغام.

نقطة أمل
ويأتي اليوم ليفتح باب الأمل مرة أخرى، في إمكانية إزالتها، وأعلن السفير البريطاني بالقاهرة جون كاسن، على هامش ورشة العمل التي نظمتها وزارة التعاون الدولي، إن بلاده قدمت للحكومة المصرية جميع خرائط ألغام الحرب العالمية الثانية الموجودة في منطقة الساحل الشمالي الغربي.

وأضاف السفير البريطاني - في تصريح خاص لوكالة أنباء الشرق الأوسط - أن بريطانيا قدمت 10 ملايين دولار لجهود إزالة الألغام من الساحل الشمالي الغربي، كما تم توعية نحو 16 ألف شخص عن الألغام على مدى عشر سنوات، مشيرا إلى وجود تقدم ملحوظ في جهود إزالة الألغام خلال العامين الماضيين، وتم تطهير 500 كيلو متر من الألغام، وذلك نتيجة للجهود المصرية بالتعاون مع شركاء التنمية من الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة.

الرأي العسكري
وعن عائد ذلك وكيفية الاستفادة منه، تنبأ "جمال مظلوم" الخبير العسكري والإستراتيجي، بأن ذلك سيكون نقلة في تاريخ التخلص من الألغام المصرية، مشيرا إلى أن العائق الأساسي الذي يحول دون إزالتها كان نقص البيانات والمعلومات عن أماكن تواجدها، وهذه الخرائط ستساعد بشكل كبير في الأمر.

واستكمل قائلا: "كما أن التكلفة العالية تحول دون إزالتها، لذلك تم تقديم مساعدة من بريطانيا، دفعه لبناء مستشفيات بالقرب من الأماكن لإسعاف المصابين، وتسمح بتوفير تأمين عالي، موضحا أنه سيكون ذلك خطوة هامة للاستفادة من خيرات الدولة المنهوبة في تلك المناطق، من ثروات معدنية وتربة خصبة".

وقال "أحمد عبد الحليم" الخبير الإستراتيجي، إن هذه المساعدات لم تفد كثيرا في الملف لأن الألغام وضعت في أواخر الحرب بشكل عشوائي، ولم يكن لها خرائط محددة، كما أن هناك بعض الدول التي لم تقدم خرائط فيما يخص هذه المناطق، وعلي رأسهم ألمانيا العدو الأوحد للإنجليز في ذلك الوقت".
الجريدة الرسمية