سحر نصر: 60% من أراضي الساحل الشمالي الغربي تحتاج إلى تطهير الألغام
اختتمت الدكتورة سحر نصر وزيرة التعاون الدولى زيارتها إلى محافظة مطروح مساء أمس الجمعة.
وجاء ذلك بحضور اللواء علاء أبو زيد محافظ مطروح وراينهولد برندر، القائم بإعمال سفير وفد الاتحاد الأوروبي في مصر، والدكتور المصطفى بن المليح، الممثل المقيم للبرنامج الإنمائى للأمم المتحدة، وشيرى كارلين، مديرة الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية بالقاهرة، وعدد من أعضاء مجلس النواب بالمحافظة.
وزارت الوزيرة ناجية سعد مخزوم في منزلها والتي وفرت لها وزارة التعاون الدولى مشروعا صغيرا عبارة عن كشك تجارى من المنحة المخصصة من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، لمساعدة زوجها المصاب نتيجة الألغام، والذي طلب توفير كرسى متحرك له، وهو ما استجابت له الوزيرة خلال الزيارة.
وعقب ذلك، توجهت الدكتورة الوزيرة إلى مدينة العلمين، لعقد اجتماع مغلق مع كل من القائم بأعمال سفير وفد الاتحاد الأوروبي والممثل المقيم للبرنامج الإنمائى للأمم المتحدة ومديرة الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، بحضور محافظ مطروح، والسفير جون كاسن، سفير المملكة المتحدة لدى القاهرة، وتم الاتفاق على وضع خطة لزيادة دعم الشركاء في التنمية لإزالة الألغام بالساحل الشمالى الغربى، والتوعية بمخاطرها.
وناقش الحضور دعم مشروع تغذية المدارس وعددا من المشروعات الصغيرة والمتوسطة، ومساهمة القطاع الخاص في دعم هذه المشاريع.
وعقدت الوزيرة لقاء مفتوحا بحضور محافظ مطروح والشركاء في التنمية والسفير البريطانى لدى القاهرة، وممثلين عن قبائل مطروح ووسائل الإعلام.
وشاهد الحضور فيلما تسجيليا عن مشروع إزالة الألغام، تتضمن لقاءات مع عدد من المصابين وقيامهم بممارسة عدد من المشروعات الصغيرة والمتوسطة.
وأكدت الدكتورة سحر نصر، أن الهدف من زيارتها إلى مدينة العلمين، هو التحرك سريعا لإزالة الألغام، في ظل توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي، بالإسراع في إنهاء هذا المشروع وتطهير المنطقة بالكامل، ما دعاها إلى الاجتماع مع المحافظ والشركاء في التنمية لوضع خطة واضحة بمعدل زمنى لتطهير الساحل الشمالى الغربى نهائيا من الألغام، حيث تم تطهير 40 % من الأراضى المصابة بالألغام في الساحل الشمالى الغربى ومازال يتبقى 60 % وسيتم الإسراع في تطهيرها.
وأوضحت الدكتورة الوزيرة، أن مصر ليس لها ذنب في أن دول حاربت على أراضيها في الحرب العالمية الثانية، وتسببت في وضع ألغام في مساحة كبيرة من أراضيها، لذلك يجب أن تتعاون هذه الدول مع مصر في دعم مشروع إزالة الألغام، وهذا الأمر لن يقتصر فقط على الساحل الشمالى الغربى ولكنه سيشمل شمال سيناء، مشيرة إلى أنه سيتم عمل توعية للأطفال وتدريب للمدربين لكيفية التعامل مع المصابين من الألغام، وإقامة عدد من المشروعات الصغيرة والمتوسطة في المحافظة.
وأشادت الوزيرة سحر نصر، بالتعاون بين محافظة مطروح وأعضاء مجلس النواب والمجتمع المدنى في المشروعات التنموية بالمحافظة، مؤكدة أن الوزارة ستبذل قصارى جهدها في دعم إقامة هذه المشروعات بمطروح.
وأشارت وزيرة التعاون الدولي إلى أهمية إقامة طرق جيدة للتنقل داخل محافظة مطروح، كما ستقوم الوزارة بالتنسيق مع وزارة الإسكان لإقامة مشروع إسكان اجتماعى في العلمين في إطار دعم إقامة تنمية شاملة بالمحافظة.
وأوضحت الوزيرة أن مصر تمر ببرنامج اقتصادى واجتماعى يتضمن تحسين بيئة الأعمال وحزمة من المشروعات لتقوية البنية التحتية، مشيرة إلى أن مطروح والصعيد وشمال سيناء في حاجة إلى مزيد من الاهتمام نتيجة وجود الكثير من البطالة في هذه المناطق.
وذكرت الدكتورة الوزيرة، أنه يتم العمل على زيادة المشروعات الصغيرة والمتوسطة ودعم المرأة والمشاركة في المجالات الاقتصادية والاجتماعية.
ورحب اللواء علاء أبو زيد، محافظ مطروح، بالدكتورة الوزيرة وممثلين الشركاء في التنمية وأعضاء مجلس النواب.
وأوضح المحافظ أن مركز الأطراف الصناعية يعد ثانى أكبر مركز على مستوى الجمهورية، ويفيد المصابين نتيجة الألغام بتوفير الوقت لهم في ظل أن وجود كثير من ضحايا الألغام في محافظة مطروح.
وأشاد محافظ مطروح بالدعم الذي توفره وزارة التعاون الدولى للمحافظة، مشيرا إلى أن المحافظة تحتاج لإقامة مشروعات تحقق رزقا مباشرا للمصابين نتيجة الألغام، فرغم مرور 74 عاما على الحرب العالمية الثانية، ما زال هناك من يتوفون ويصابون نتيجة الألغام، داعيا الدول التي شاركت في الحرب العالمية الثانية إلى ضرورة دعم تطهير الأراضى المصابة بالألغام، وإقامة آبار مياه جوفية تحتاج لنحو 150 مليون جنيه، وإقامة مشروعات تربية مواشى، ووسائل نقل في المحافظة، حيث تتناسب هذه المشروعات مع الطبيعة الصحراوية للمحافظة.
وقال راينهولد برندر، القائم بإعمال سفير الاتحاد الأوروبي في مصر:"على مر السنين، ساعدت الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي الذين شاركوا في المعركة مصر في دعم إزالة الألغام، وهذا البرنامج أول مساهمة مباشرة من الاتحاد الأوروبي في هذا الجهد، ونحن سعداء جدا بأن نكون جزءا منه، للمساهمة في تحسين حياة سكان الساحل الشمالي الغربي لمصر".
وأشار الدكتور المصطفى بن مليح، الممثل المقيم للبرنامج الإنمائى للأمم المتحدة، إلى أن مشروع إزالة الألغام ليس فقط لتطهير الساحل الشمالى الغربى من الألغام، ولكن لإعادة الأمل لهذه المنطقة، موضحا أن العمل المشترك تحت قيادة الحكومة المصرية وفى ظل شراكة مع الاتحاد الأوروبي والبرنامج الإنمائى للأمم المتحدة والوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، يهدف لتوفير فرص عمل للشباب وإقامة استثمارات وتنمية في المحافظة، مما يساهم في تحقيق هدف وهو أن تكون جميع المناطق في مصر بها تنمية.
وأكد أن البرنامج الإنمائى للأمم المتحدة يسعى لزيادة حجم الشراكة مع مصر في هذا المشروع من أجل جعل محافظة مطروح، من المحافظات الغنية في مصر، وتشارك في تنميتها، مشيرا إلى أن البرنامج يعمل في قضايا مثل إشراك المرأة والشباب في التنمية، ودعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة، والبيئة.
وأوضح أن البرنامج يعمل مع وزارة التعاون الدولى في إعداد الخطة الخماسية وفى تحقيق التنمية المستدامة في جميع مناطق مصر، خصوصا الصعيد ومطروح.
وعرضت شيرى كارلين، مدير الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، عددا من المشروعات التي قام بها الوكالة في إزالة الألغام، حيث دعمت إزالة أكثر من 120 ألف فدان من الساحل الشمالى الغربى لمصر.
وأشاد عدد من أعضاء مجلس النواب وممثلين قبائل مطروح، بجهود الوزيرة في دعم التنمية بالمحافظة، داعيين إلى توفير معدات زراعية لدعم أهالي المحافظة والمتضررين من الالغام، وإقامة عدد من المشروعات الصغيرة والمتوسطة مثل تربية المواشى.