إحسان عبد القدوس يكتب: «شهوة الصحافة»
في مجلة روزا اليوسف عام 1958 كتب الأديب إحسان عبد القدوس تعليقًا على ما نشر من أزمة اتهم فيها الكاتب أحمد رشدى صالح الأديب توفيق الحكيم بالسرقة الأدبية فكتب يقول:
ترددت كثيرا قبل أن أدلى برأيى في الحملة التي أثارها رشدى صالح ضد توفيق الحكيم، ترددت لأنى كاتب ولست بناقد، وترددت أكثر لأنى لم أكن أريد للحملة أن تتسع، وأن نجر إليها المزيد من الأقلام.. لكن الحملة اتسعت ولن يزيدها قلمى اتساعا.
رشدى صالح يتهم توفيق الحكيم بأنه يقتبس إنتاجه من إنتاج كتاب غربيين ما عدا روايتيه عودة الروح،ويوميات نائب في الأرياف.
ورشدى كان يعتبر بيننا ناقدا جادا وباحثا أدبيا لا يكتب كلام في الهواء.. لكن استطراده في اتهام الحكيم بمجموعة مقالات جعل لها طعم الاتهام.
وقامت ضجة أدبية لهذا غلبت عليها الإثارة الصحفية اختفت خلالها كل الجهود التي بذلها رشدى صالح ليحتفظ بمكانته كناقد أدبى جاد.
ولعل رشدى لم يقصد الإثارة الصحفية، ولا إلى الجريدة التي يعمل بها كما قالت جريدة الشعب وجريدة الجمهورية، لكن رشدى لا يعمل وحده في الصحيفة بل له زملاء ولا نقاد.. لكن فنهم هو فن الصحافة وقد غلب فنهم فن رشدى.
في رأيى أن الضحية الحقيقية لهذه الضجة هو أحمد رشدى صالح نفسه لأنه ضحية للصحافة وللفن الصحفى.
وتوفيق الحكيم ليس ضحية.. إنه لا يزال توفيق الحكيم وسيبقى توفيق الحكيم في حاضرنا ومستقبلنا، وليست هذه هي المرة الأولى التي يتهم فيها الحكيم بالاقتباس، وأذكر أنهم اتهموه من قبل بسرقة روايته "الرباط المقدس".. وراح هؤلاء منذ عشرات السنين وبقى توفيق الحكيم يكتب ويؤلف، وسر بقائه أنه فنان.
أتمنى أن ترتفع مناقشاتنا إلى مستوى المبادئ الأساسية، وما يهمنى هو أن نحمى أدبنا من "شهوة الصحافة".