رئيس التحرير
عصام كامل

الفنان التشكيلي أيمن السمري: فاروق حسني أكثر من دعم الفن والثقافة في مصر

فيتو


  • *عدت ثانوية عامة 3 مرات لكي أدخل مجال الفنون
  • * النقابة لن تغلق مادام فيها من يخاف عليها

هو فنان من جيل التسعينيات، ولد عام 1965 بالقليوبية حصل على بكالريوس كلية التربية النوعية عام 1990، وتمثل أعماله علامة في فنون مابعد الحداثة وهي أعمال تتألق بتنوع وثراء المجسمات والسطوح والمستويات من التجهيز في الفراغ، ودوما ما يضفي عليها سحر البيئة المصرية، وهذا ما يجعلها أيقونات للأرض والفلاح تتواصل مع أصداء الماضي من الحضارة والتاريخ. 

إنه الفنان التشكيلي أيمن السمرى الذي أجرت معه فيتو هذا الحوار..

*كيف اكتشفت أنك موهوب، وحدثنا عن بدايتك مع الفنون الجميلة ؟
موهبتي في الرسم بدأت منذ طفولتي، فقد تربيت وسط عائلة كبيرة كنا 14 أخا وأختا، وبدأ إخوتي باكتشاف موهبتي في الصف السادس الابتدائي وقاموا بتشجيعي، حتى المعلمين بالمدرسة جعلوني أشارك في جميع الأنشطة الفنية فيها حتى دخلت كلية الفنون الجميلة بعد أن عدت الثانوية العامة لثلاث مرات لأدخل الكلية وتخرجت منها بتفوق، وقد لوحظ عليا خلال سنوات دراستي أنني فارق عن زملائي، وبعد أن تتلمذت على يد فنانين كبار مثل محمود عبد العاطي وغيره من الأساتذة الذين جعلوني أفهم معنى كلمة فن وماهيته وكيف أبتعد عن فن نقل الأشياء كماهي، ومن هنا قررت ألا أصبح مثل أحد، وسأبتعد حتى عن تقليد أي فنان سواء كان محليا أو عالميا، واستطعت أن أقول جملة مختلفة، وأن أضع بصمة مميزة في الفن، ومع التدعيم بالجوائز ومعارض فنون الشباب أصبحت مع كل معرض أتعلم شيئا واستفدت كثيرا من التجارب الجماعية والمعارض والمسابقات، وبدأت أصنع نقلة في أعمالي وأبتعد عن التكرار، فأنا أكره ما يسمى بالأسلوب الواحد المعروف عني، لأن الحياة بطبيعتها متغيرة، وبالتالي فنظرتي ورؤيتي متغيرتين، فمن باب أولى أن المنتج البصري يكون مواكبا للحدث والتغير، ومن وجهة المدارس السيريالية والتكعيبية والتي على شاكلتهم لا يجب أن تكون محورا تنفيذيا في اللوحات، بل الأفضل أن نكتفي فقط بتدريسها في المناهج، ولكن يجب أن لاتفرض على الطالب بل يجب أن يلم بها كتاريخ فني ويبلور رؤيته في شكل معاصر وجديد.

*ماهو الاختلاف الذي طرأ على الفن التشكيلي في الفترة الأخيرة؟
الفن يأتي عليه فترات يثبت فيها، وذلك حال ممارسي الفن، فيأتي عليهم وقت يختارون شكلا معينا يظهرون به في لوحاتهم وأعمالهم الفنية حتى يميز الناس أعمالهم من مجرد النظر، وهذا يسبب فترة من ثبات نوعية المنتج الفني، ولكن عندما بدأت فكرة مشروع صالون الشباب سنة 90 أقبل الفنانون على المشاركة بها، وهذا أدخل على الفن نوعا من التجديد ومَنح الشباب حماسا لقطاع الفنون التشكيلية، فلكي أن تتخيلي الأفكار الجديدة التي دخلت على الصالون، والتي أدت إلى إحداث نقلة نوعية في الفنون التشكيلية في مصر، فقد حرك الفن فيها بشكل جيد.

*ما الآليات التي تقترحها لإدخال فكر جديد يطور في الفن التشكيلي في مصر ؟
أنا أرى أن مصر دولة ليست بسيطة، بل يوجد بها تنوع، وبها أيضا نوع من الثراء البصري يظهر في الشكل والناس والمعمار بها والشوارع وكل ما يحيط ويوجد بها يعطي أفكارا وتصورات فنية تشكيلية بسبب وجود حضارة مترابطة وغنية جدا، والآليات التي اقترحها هي وصف طبيعة وتقاليد مصر وتوصيل ذلك بالفن إلى العالم، فإذا طلب منا أن نسافر إلى أمريكا للمشاركة في معرض ما فمن الطبيعي أني سأنتج منتجا يمثل مصر وتفاصيلها، فما الفائدة لو قدمت حينها منتجا يشبه لأمريكا، وهذا من أهم الآليات التي من الممكن بها تطوير الفن التشكيلي في مصر وهو تعمق أكثر في تراثنا ومحاولة إظهاره.

* ماهو آخر معرض قمت بزيارته وأثار إعجابك فكرته؟
في الآونة الأخيرة قمت بزيارة معرض تشكيلي نحت بجاليري النيل بالزمالك للفنان حسن كامل، وكان المعرض يحل اسم "يوان" وهو الكأس القديم لقدماء المصريين وقد قدمه الفنان بطريقة جديدة، والنحت كان برونزيا، ولكن قدم بشكل جديد ومميز، كما زرت أيضا معرض تصوير مسطحات للفنان رضا عبد السلام وهو دائما ما يستخدم الإيقاع البصري الحاد، والذي يظهر لوحاته مختلفة وبها فكر جديد.

*من أكثر الفنانين تميزا من جيلك ؟ ولماذا؟
العدد كبير جدا وأخشى أن أنسى أحدا، ولكن أهم الفنانين هم.. وائل شوقي، عابد ثروت، فادي النشأتي، طاهر أبو زيد، إبراهيم حسن، هويدا السباعي، ومجموعة كبيرة من الفنانين الذين أثروا بفترة التسعينيات، وأثاروا فيها فكرا جديدا وأدخلوا روحا من الحماس، وأحدثوا بصمة حقيقية في المجال التشكيلي في مصر.

*برأيك كيف أثر فاروق حسني في الحركة الثقافية في مصر وهل أضاف لها أم لا؟
أعتقد أن كل من عاصر فاروق حسني سيتفق معي في وجهة نظري، بأنه داعم للفن والثقافة بشكل كبير، وكان من الكوكبة التي نهضت بالحركة التشكيلية ولعل طول فترة توليه الوزارة كانت أحد أسباب نجاحه، حيث إنه أخذ كل الوقت المطلوب لتحقيق نجاح وتنفيذ الخطط والمشاريع التي وعد بها ووضعها في خطته الزمنية، وأيضا كان في عهده افتتاح الكثير من المتاحف والتي أدت إلى وجود زخم في الحركة التشكيلية وظهرت بشكل متميز.
وعلى المستوى الفني فقد تألق في اللون التجريدي وتعمق به وأصبح متمكنا منه ومتألقا في تقديم هذا النوع ويحب المنتج.

*هل الفن التشكيلي هو آخر الفنون التشكيلية التي تجذب الناس ؟
هذا الكلام غير صحيح، ولكن دعينا نقول إن الفن التشكيلي ليس فنا للعامة كغيره من الفنون من الموسيقى والمسرح وغيرها من الفنون التي ينجذب إليها الناس سريعا، ولكن رغم أنه فن للخاصة إلا أن رجل الشارع يمكنه أن يتذوقه بسهولة، ولكن الشعب المصري بحاجة إلى وجود برامج وآليات تشرح له كيفية قراءة وتذوق اللوحات لفهمها، فمصر تمتلك فنانين تشكيليين وثروة تشكيلية كبيرة ومؤثرة في الحركة الثقافية في مصر.

* ماسبب تراجع الفن التشكيلي في الوطن العربي؟
أنا لا أعتقد أنه تراجع ولكن هو شأنه شأن أشياء كثيرة من حولنا تتراجع وتحتاج إلى إستراتيجيات منظمة لعودتها، أو آليات تفعيلية تتمثل في التسويق السليم وتحويل اهتمام الشعب إلى الفن الراقي وكيفية الوصول إليه والاهتمام بالقوة الناعمة في مصر، فهي القادرة على تعديل الأوضاع الراهنة في مصر وستساعد على حلها بنسبة كبيرة.



* كيف ترى مستقبل النقابة في ظل تلك الأزمات التي تحيط بها ؟ وهل يمكن مع تكرار تلك الخلافات أن تغلق ؟

لا أعتقد أن النقابة ستغلق مادام هناك من يدافعون عنها من كل قلوبهم ويعملون على تحسينها، ونحن من المفترض أن ننزه أنفسنا من الأغراض الشخصية، ونوكل الأصلح لقيادة النقابة في الفترة القادمة وصاحب الخطط الأفضل، ويجب علينا دعمه ومساعدته، وأعتقد أن المجموعة الأخيرة المرشحة برنامجها جيد جدا، إذا نفذ جزء منه على الأقل سيتغير حال النقابة إلى الأفضل، وهذا في حد ذاته شيء مبشر ومطمئن.
الجريدة الرسمية