رئيس التحرير
عصام كامل

أمريكا تعاود الضغط بورقة «المساعدات».. واشنطن توقف إرسال 180 مليون دولار إلى القاهرة.. والتقارب الروسي السبب.. «العرابي» المعونة انخفضت للنصف خلال السنوات الماضية.. والخارجية المصر

الرئيس الأمريكي باراك
الرئيس الأمريكي باراك أوباما

 مراوغة جديدة قامت بها الولايات المتحدة الأمريكية بعد أن أعلن الرئيس الأمريكي باراك أوباما بالأمس، أن واشنطن حولت أكثر من 100 مليون دولار كانت تخصصها كمساعدات لمصر، إلى دول أخرى، بذريعة وجود "معوقات" تحول دون استخدامها على نحو فعال.


وفي بيان للخارجية الأمريكية، أشارت إلى إنها أعادت توجيه 108 ملايين دولار كانت مرصودة كدعم اقتصادي لمصر عام 2015 لكنها لم تنفق بسبب تأخير أعاق التنفيذ الفاعل للعديد من البرامج، مضيفة أن هذه الأموال تم تحويلها إلى أولويات واحتياجات أخرى دون تحديد ما هي هذه الأولويات.

الخارجية المصرية
وفي أول رد رسمي قال المستشار أحمد أبو زيد، المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية، إن تلك الأموال هي التي سبق وأن تحفظ عليها الكونجرس الأمريكي العام الماضي.


ضغوط سياسية
في البداية يرى السفير محمد العرابي، رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب، أن شريحة المعونات الأمريكية بدأت بمبلغ 750 مليون دولار وانخفضت أكثر من النصف دون وجود أسباب مقنعة للانخفاض، مما يشير – من وجهة نظره – إلى استخدام الولايات المتحدة الأمريكية للمعونات كورقة ضغط سياسي.

واستنكر "العرابي" ما وصفه بـتناقض المؤسسات الأمريكية، مشيرًا إلى أن وفد الكونجرس الأمريكي أكد قريبًا على قوة العلاقات بين القاهرة وواشنطن، متسائلًا: فلماذا تضغط واشنطن على القاهرة؟!

وعن علاقة التقارب المصري الروسي بالقرار الأمريكي، قال: "إن مصر تمتلك الحق في إنشاء علاقات دولية دون التدخل الأمريكي، مستبعدًا أن يكون التقارب بين القاهرة وموسكو خلف قرار واشنطن".

قرار مؤقت
ويرى السفير جمال بيومي أن القرار مؤقت حتى يتم الاتفاق على برامج واضحة لصرف المعونة، مشيرًا إلى أن البيروقراطية هي السبب الأساسي خلف تأخر المعونة، مستبعدًا أي أسباب سياسية.

وأضاف "بيومي" أن المعونة الأمريكية تستهدف برامج تطوير البنية التحتية المصرية، وحال الاتفاق على برنامج محدد ستُسلم واشنطن – القاهرة المعونة المتفق عليها، لافتًا إلى أن الكونجرس الأمريكي كان قد تقدم بطلب مبلغ مالي لتقديمه معونة إلى تونس، فاتجهت واشنطن إلى استعارة المعونة المصرية وتقديمها إلى تونس ـ على حد قوله.

كما نفى السفير قدرة واشنطن على وقف المعونات المصرية بصفتها التزامًا دوليًا، فضلًا عن استيراد القاهرة منتجات أمريكية بنحو 7 مليارات دولار سنويًا، المبلغ الذي يمثل أضعاف أضعاف المعونة الأمريكية.

التقارب المصري الروسي
ومن جانبه، قال السفير حسين هريدي مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن التقارب المصري الروسي أدى إلى توتر العلاقات المصرية الأمريكية، الأمر الذي دفع واشنطن إلى التلويح بـ"كارت المعونة الأمريكية" بصفته ورقة ضغط على القاهرة.

الجريدة الرسمية