خريطة القوى المسلحة بمعركة الموصل.. «الحشد الشعبي» تقاتل بدوافع طائفية.. دور خفي للقبائل السنية.. تدريبات سرية مدعومة من دول مجهولة.. الانتقام من «داعش» هدف الجميع
لا تشغل معركة الموصل الحكومة ووسائل الإعلام العراقية فقط بل العالمية أيضًا، نظرًا لأن "الموصل" هي معقل تنظيم "داعش" الإرهابي بالعراق حيث تقاتل القوات العراقية مدعومة بضربات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية هذا بجانب "الحشد الشعبي".
التخطيط لعمليات
ويخشى الباحثون من أن تتسبب تلك المعركة في سيطرة قوات الحشد الشعبي الشيعية على "الموصل" ذات الأغلبية السنية ويتم التنكيل بها، ولكن ترى صحيفة "الجارديان" البريطانية نقلا عن مواطنين فارين من المدينة أن جماعات سنة تخطط للقيام بعمليات ضد الإرهابيين.
وبحسب المواطنين الذين فروا إلى أربيل، فإن المقاومة المحلية، التي ظهرت قبل ستة أشهر، تخطط للقيام بعمليات منسقة، في حال تم إحكام الطوق على المدينة، لافتين إلى أن هذا تحرك يمكن أن يكون له تأثير في المعركة النهائية.
وتستدرك الصحيفة بأنه رغم أن المواجهة النهائية تبدو بعيدة، وقد تستغرق أسابيع أو أشهر، فإن المواطنين قالوا إن هناك مقاومة منظمة مستعدة لمواجهة تنظيم داعش عندما تحصل على دعم كاف.
تدريبات سرية
وقال اثنان وصلا الأسبوع الجاري إلى نقطة تفتيش تابعة للبيشمركة، إنهما تلقيا تدريبات حول كيفية تنظيم أنفسهم سريا، وأضافا أن القبائل في مناطق أخرى من المدينة جاهزة للثورة، وقال أحدهما: "هناك أشخاص يقدمون الدعم لنا، لكننا لا نستطيع الكشف عنهم".
وتلفت الصحيفة إلى أن الشائعات حول وجود ثورة في طور التشكل ضد تنظيم داعش تنتشر منذ نهاية الصيف، مستدركة بأنه رغم أنه لا يوجد أي دليل على أن القوى المضادة لداع تملك السلاح والقوة لمواجهة عدوها، أو أن التمرد بات محتوما، إلا أن المزاعم تضيف بعدا جديدا للقتال الذي يلوح في الأفق، حيث يقف المقاتلون التابعون للتنظيم وقفتهم الأخيرة.
الانتقام سيد الموقف
وأكد رجل آخر اسمه أبو جميل، زعم أنه مسئول أمني سابق، وأنه جزء من خلية، أجبر على الخروج بعدما قتل داعش والده، ووضع جائزة لمن يقدم معلومات عنه: "لا أقول إنها حركة كبيرة، لكننا عرفنا أساليبهم، وسنقوم بتقليدهم، فقد قتلونا في أسرتنا، وسنفعل الشيء ذاته، ولديهم أمن قوي ونحن كذلك، وهناك دم بيننا وبينهم، وتجب تصفيته".
ورأت الصحيفة أن الانتقام كان دافعا رئيسا وراء حالات تمرد ضد داعش في عام 2007، عندما انقلبت قبائل من محافظة الأنبار ضد الإرهابيين، الذين سيطروا على مجتمعاتهم، ولقي التمرد دعما من القوات الأمريكية، التي كانت لا تزال قوة احتلال، وحقق التعاون هدوءا في الأنبار لبعض الوقت، وتم اعتماد تعاون ما عرف بالصحوات مع القوات الأمريكية، بصفته نموذجا لمكافحة الإرهابيين، وتمت مناقشته بين القوات الأمريكية والعراقيين، حيث تباحثوا حول أهمية تقوية القبائل والعشائر في الموصل في مرحلة ما بعد داعش لتعزيز الوحدة والاستقرار.
حياة أفضل
وينقل تقرير الصحيفة عن مسئول كردي في مخيم ديباجة للاجئين في جنوب أربيل، قوله إن عددا من القادمين كانوا راغبين بتقديم معلومات حول مواقع داعش داخل الموصل، وقال مسئول في المخيم: "يأتون إلينا في كل وقت، وتم أخذ بعضهم إلى أربيل للتحقيق معهم أكثر، إلا أن معظمهم أناس عاديون يبحثون عن حياة أفضل".
خطة القبائل
وتذكر الصحيفة أن رجلا آخر، يدعى أبا الجود (23 عاما)، فر من داعش، لأنه طلب منه دفع غرامة بقيمة 20 ألف دولار لتهريبه سجائر، زعم أن رجال القبائل بدءوا بالتخطيط لمرحلة ما بعد داعش، وأضاف أبو الجود: "لدى أعمام لهم علاقة بالمقاومة السرية وقتل الناس، وأقسم أن تنظيم داعش متوحش، ويقطع عناصره الرءوس بالطريقة ذاتها التي يأكلون فيها".