رئيس التحرير
عصام كامل

بالصور.. مواطن يتهم الشرطة بقتل ابنه في «دار أحداث» بالقليوبية

فيتو

اتهم أحد أهالي مدينة طوخ بمحافظة القليوبية، الشرطة بقتل ابنه في دار لرعاية الأحداث بقرية نامول، عقب ترحيله من قسم شرطة طوخ إليها، على خلفية اتهامه بـ«سرقة بط» من بيت الجيران، مؤكدًا أن البلاغ «كيدى»، وأن أحد الجيران تربص بابنه حتى تخلص منه بمساعدة زملائه بالقسم.


بداية الواقعة
كشف الحاج شعبان عبد الشافي مصطفى، «سايس» اتخذ من جراج فسيح بجوار فرع بنك الإسكندرية مأوى له، لـ«فيتو»، تفاصيل الواقعة، مؤكدًا أن البداية كانت بـ«خناقة مع ابن الجيران» في شهر رمضان الماضي، حيث اشتبك الأخير مع نجله «حمدي» (17 عامًا) أكثر من مرة، وعلى إثر ذلك تدخل والد الطفل «أمين شرطة متقاعد»، وهدده بحبس ابنه، كما طالبه بمغادرة الشقة المقيم بها فورًا، وإلا لن يعرف مصير ابنه، بحسب قوله.

حبس واحتجاز
وأضاف «شعبان» أنه أمر ابنه بعدم الخروج، وحاول منعه من الاقتراب أو المرور من أمام بيت الجيران، إلا أن «جاره» أصر على موقفه بطردهم من الشقة، وأجبره على ذلك وإلا سينفذ تهديده، لافتا إلى أنه حينما رفض، وأكد تمسكه بالشقة نظرا لامتداد عقد الإيجار إلى عامين مقبلين، قرر جاره التنكيل به على طريقته الخاصة، وفقا له.

بلاغ كيدي
وذكر «الأب المكلوم» أن جاره تربص لابنه، أثناء عودته للمنزل، خلال حضوره برفقتهم عرس بالشارع، وسحب (حمدي) بصحبة زملائه من أمناء الشرطة إلى قسم طوخ، واتهمه بسرقة «بط ودواجن» من أعلى سطح منزله، وكسر زجاج الشقة، متابعًا: «قالى ضاع من عندنا بط.. ابنك سرقه، قلتله أثبت إن ابنى سرق، قالى هضرب ابنك بالنار، عزل بسرعة أحسن لك» بحسب قوله.

وواصل «الأب» حديثه وعيناه تذرفان بالدموع: «اقتحم جارنا الشقة أثناء حضورنا أحد الأفراح بالشارع، وانتهز فرصة وجودنا في الفرح، في ظل عودة ابنى للشقة لتغيير ملابسه، وسحبه إلى قسم الشرطة بصحبة أصدقائه، بعد أن تعدوا عليه بالضرب، واتهمه بسرقة منزله، رغم أنه لم يتم القبض عليه متلبسًا، فقط جامله الضباط على حساب ابنى، وبالفعل تحرر بلاغًا بالواقعة» حسب حديثه.

وأشار «عبد الشافى» إلى أن «البلاغ» كان كيديًا، ولُفق للانتقام من صبى في مقتبل العمر، لإجبارهم على مغادرة الشقة، مؤكدًا أنه بالفعل تم حبس نجله لمدة 9 أيام في قسم طوخ، وأمرت النيابة بتجديد الحبس لمدة 4 أيام أخرى، ومن ثم تم ترحيله إلى دار رعاية في قرية نامول.

قتل أم انتحار
وتابع: «زارته أخته في دار الرعاية إلا أنهم رفضوا السماح لها بلقائه، وبعد أيام، فوجئت بأمين شرطة، أخبرنى أن ابنى محتجز في مستشفى الجامعة في بنها، بعد مرضه في دار الرعاية»، لافتا إلى أنه توجه على الفور إلى المستشفى، فلم يجد ابنه، ثم توجه إلى المستشفى العام بعد أن أخبروه أنه محتجز هناك، موضحًا أن عندما ذهب هناك، توجهوا به إلى المشرحة، ليتفاجئ بجثة ابنه وعليها آثار شنق، وفقا لروايته.

واستطرد: «فوجئت بجثة ابنى وكأنه مشنوق، وسقطت مغشيًا، وبعدما أفقت، أخبرونى أنه انتحر في قسم الرعاية عن طريق شنق نفسه بملابسه، ودا مستحيل.. ابنى ميعملش كدا»، مشيرًا إلى تحريره بلاغا برقم «43165- جنح لـ2016 طوخ» بتاريخ 3 أكتوبر الجاري، ضد الجناة.

طفوا نور عنيا
«عم شعبان» أضاف أيضًا: «ابنى كان مقبل على الحياة، منهم لله طفوا نور عنيا، ضربوه وشنقوه وعلقوه في دار الرعاية، وقالوا أي أنه انتحر».

الطب الشرعي
وعن تقرير الطب الشرعي، أكد والد «حمدي» أنه لم يتسلم التقرير حتى الآن، إلا أنهم سلموه الجثة منذ أسبوعين، ودفن نجله، متابعًا: «في دار الأحداث قتل ابنى.. هي دار قتل وليست دار أحداث.. حسبنا الله ونعم الوكيل.. القصاص.. فقط أريد القصاص».

رواية الأخت
أما شقيقته «هبة شعبان عبد الشافى»، فسكنت في بيت زوجها في حالة يرثى لها، وروت وهى تكفكف دموعها قصة وفاة شقيقها، قائلة إنه «قُتل» داخل دار رعاية، مشيرة إلى أنها زارت «حمدى» في مقر احتجازه بقسم طوخ، بعد أيام من حبسه، واكتشفت آثار تعذيب على جسده، مضيفة: «قلت للمأمور أبوس رجلك طلع أخويا.. أخويا بريء والله.. دا طفل والبلاغ كيدى»-بحسب قولها-.

وذكرت: «تحايلت على جارنا حتى يتنازل عن المحضر، ووعدته بترك الشقة، لكنه رفض، وتم ترحيل أخى حتى قتلوه».

القصاص
وأوضحت أنه بعد أيام من ترحيله إلى دار الرعاية، توجهت إليه لاستطلاع أوضاعه، واصطحبت معها «ملابس وطعام وعصائر»، إلا أن المسئولين عن الدار رفضوا السماح لها بالدخول، وأخذوا ما حملته لأخيها، وعادت لبيت زوجها- وفقا لروايتها-.

وبالنسبة لأوضاع دار «الملاحظة والرعاية اللاحقة بنامول»، تقول «هبة»، إنها تقع في منطقة مهجورة تشبه «الثكنة العسكرية»، تحيطها الأسلاك الشائكة من كل اتجاه، ولا يقصدها غير الحراس والمسئولين و هناك امرأتان فقط تعملان، إحداهما تحمل ابنتها الرضيعة على كتفها، مشيرة إلى أنها تحايلت عليهم للسماح لها برؤية أخيها، لكنهم رفضوا، فعادت لبيتها بعد فشل محاولاتها.

حدث وحيد
وأضافت أيضًا أن شقيقها الأكبر «حسام» توجه بعد أيام من زيارتها، لزيارة شقيقه بعد استصدار إذن رسمى، وفوجئ بتواجد (حمدي) في مقر الرعاية وحيدًا، بعد أن سمحوا له برؤيته من بعيد، مضيفة: «تنبأت بقتل أخى هناك.. كان الوحيد في الدار التي تحيطها الزراعات»، وتابعت: «نريد القصاص وحق أخى، ومحاسبة القتلة.. بأى ذنب قتل؟».

شهادة الجيران
وتقول إحدى الجيران، إن «خناقة» وقعت بين الأطفال، فاشتبكوا، ومن ثم هدد «أمين شرطة متقاعد» والد الطفل الحاج عبد الشافى، بالتنكيل بابنه حال الإصرار على الاستمرار في الشقة، مؤكدة أنه استدعى زملاءه أمناء شرطة، وسحبوا ابنه إلى القسم، لمجاملته على حساب الرجل «الغلبان» وابنه، ولفقوا له تهمة «سرقة بط»، رغم أنه ليس لديه أي طيور أعلى السطح- بحسب قولها-.

وتطالب أسرة «حمدى»، وزير الداخلية اللواء مجدى عبد الغفار، ومحافظ القليوبية اللواء عمرو عبد المنعم، ومدير أمن القليوبية اللواء سعيد شلبي، ومأمور قسم طوخ العقيد إيهاب هاشم، بكشف حقيقة وفاة ابنهم، مع سرعة إصدار تقرير الطب الشرعى، ومحاسبة القتلة.

ونقلت «فيتو» رواية أسرة «حمدي» وتفتح المجال أمام الطرف الآخر للرد، وكشف حقيقة الواقعة.
الجريدة الرسمية