الحكومة تحسم الجدل حول تعويم الجنيه.. نبحث عن بدء الإجراءات.. وخبراء الاقتصاد: تصريح رئيس الوزراء يفتح الباب أمام المضاربة.. مطالبات بالكف عن الإعلان.. ورشاد عبده: نتائجه كارثية
بعد أكثر من شهر، حسم المهندس شريف إسماعيل الجدل حول نية الحكومة لتعويم الجنيه، لافتًا إلى أن الحكومة بالفعل تبحث طريقة للبدء في إجراءات التعويم.
وأضاف شريف إسماعيل، خلال لقائه مع عدد من الكتاب حول الأزمة الاقتصادية التي تمر بها البلاد بالأمس: «أن الحكومة ستلجأ لذلك لأن سعر الصرف الموجود في السوق غير حقيقي»، معترفًا بصعوبة وجود إصلاح اقتصادي وهناك سعران للصرف.
وخلال المرتين اللتين لجأت فيهما الحكومة إلى التعويم لم تكن لتعلن قبلها حتى لا يضطرب السوق، وتبدأ المضاربات ويتحمل تلك التكلفة المواطن البسيط قبل صدور القرار، وهو ما دفع البعض إلى مهاجمة شريف إسماعيل للتصريح بذلك.
في غير محله
وفي البداية، طالب الخبير الاقتصادي وائل النحاس، كافة الجهات الحكومية بالتوقف عن التصريحات والإعلان المسبق عن قراراتها، مشيرًا إلى أن تصريح الحكومة بدراستها لتعويم الجنيه في غير محله.
وأوضح «النحاس» في تصريحات خاصة لـ«فيتو»: «أن تعويم الجنيه في حد ذاته أمر إيجابي، ولكن الإعلان عنه مسبقًا، مع وجود عجز بالأساس في العملة الصعبة، يسمح بزيادة سعر الدولار عن طريق المضاربات في السوق السوداء، بالإضافة إلى تربح المضاربين بنسبة كبيرة»، لافتًا إلى أن القرارات الاقتصادية الكبرى لابد وأن تفاجئ الجميع.
تحديد سعر الصرف
من جانبه، قال الخبير الاقتصادي شريف دولار: «إن الحكومة لن تتجه إلى التعويم بالشكل المتعارف عليه، وتصريح رئيس الوزراء يقصد من خلاله تحديد سعر واحد للصرف بدل من سعرين»، مضيفًا أن القرار سيشمل تثبيت سعر الصرف عند حد معين.
ولفت الخبير الاقتصادي، إلى أن الكتلة الدولارية خارج البنوك كبيرة، وتعاني الحكومة من نزيف في العملة، مشيرًا إلى أن أخطر ما يواجه الاقتصاد وجود سعرين للصرف.
نتائج كارثية
وفي نفس السياق، أكد الدكتور رشاد عبده الخبير الاقتصادي: «رئيس الوزراء مالوش في الاقتصاد وبيخبط»، لافتًا إلى أن شروط صندوق النقد الدولي كانت واضحة وصريحة حول ضرورة تطبيق إجراءات مرنة للإصلاح الاقتصادي، من خلال طريقين الأول تعويم الجنيه، والثاني تخفيض العملة.
وأشار «عبده» إلى أن الأنسب لوضعنا الحالي هو تخفيض العملة أو ما يسمى بـ«التعويم المدار»، لافتا إلى أن تصريح رئيس الوزراء يعبر عن عدم فهم وقد يؤدي إلى كارثة لو كان يقصده؛ لأنه من الممكن أن يزيد سعر الدولار مقابل الجنيه ليصبح الدولار بـ22 جنيهًا.
وحذر الخبير الاقتصادي من حجم الضرر الذي قد يؤدي إليه التعويم.