وكالة الفضاء الأوروبية في مهمة خاصة على المريخ.. بدء التنفيذ ضمن مشروع «إيكسو مارس»..العمل على مرحلتين تنتهيان عام 2020..استكشاف وجود حياة طبيعية على الكواكب الأخرى..الكشف عن المياه وتصميم ا
بدأت وكالة الفضاء الأوروبية أمس الأربعاء، في هبوط تاريخي على سطح كوكب المريخ ضمن مهمة "إيكسو مارس"، وهى المهمة الثانية للوكالة إلى المريخ، بعد أن شملت المهمة الأولى "مارس إكسبريس" مركبة مدارية ومركبة هبوط واللتان انطلقتا سويا في يونيو 2003، وبينما استمرت المركبة المدارية في العمل بمدار حول المريخ، انقطع الاتصال بالمركبة "بيغل 2" بعد فترة قصيرة من انفصالها عن "مارس إكسبيريس" - مركبتها الأم، ولم يتم التواصل معها إلى الآن.
تنفيذ المهمة
وكان مشروع "إيكسو مارس" في الأساس هو شراكة بين وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا" ووكالة الفضاء الأوروبية، ولكن الأولى انسحبت من المشروع في فبراير 2012، بسبب مشكلات في ميزانيتها، وفى عام 2013 وقعت وكالة الفضاء الأوروبية اتفاقا مع وكالة الفضاء الفيدرالية الروسية بشأن تنفيذ المهمة، لتكون بقيادة وكالة الفضاء الأوروبية كمسئولة عن أجهزة المركبة الفضائية التي تنفذ بالمهمة، أما بالنسبة للوكالة الروسية فيكون عليها تقديم عدة مكونات كصورايخ إطلاق "بروتون" لكامل المهمة ومركبة الهبوط التي من المقرر وصولها إلى سطح المريخ، بالإضافة إلى بعض الأجهزة العلمية على متن المركبة المدارية التابعة للمهمة.
مرحلتا المهمة
وتنقسم مهمة "إيكسو مارس" إلى مرحلتين، حيث أطلقت المرحلة الأولى على متن الصاروخ الروسي "بروتون" من قاعدة بايكونور في كازاخستان في 14 مارس الماضى، وحمل الصاروخ بروتون مركبة مدارية تسمى "تريس قاز أورتبر" ومسبار يسمى"شيباريلي" وكليهما تقرر وصوله إلى كوكب المريخ مساء أمس الأربعاء، بعد رحلة استمرت سبعة أشهر، بينما المرحلة الثانية من المهمة سوف تطلق المسبار "إيكسو مارس" للبحث عن الحياة المجهرية باتجاه المريخ ليكون ذلك في عام 2020.
أصل التسمية
وأطلقت وكالة الفضاء الأوروبية على مسبار الهبوط اسم "شيباريلي" نسبة إلى الفلكي الإيطالي "جيوفاني شيباريلي" والذي كان أحد أوائل الفلكيين على مستوى العالم الذين قاموا بعمل خريطة لسطح المريخ في آواخر القرن التاسع عشر.
الفريق العلمى
وأعلن الفريق العلمي لمهمة "إيكسو مارس" التي تضم المركبة المدارية "تريس قاز أورتبر" والمسبار "شيبارلي" أنهما في طريقهما نحو المريخ، وأن المسبار "شيبارلي" في مساره المحدد الذي سوف يلتزمه حتى هبوطه بالقرب من خط استواء المريخ في موقع يسمى "ميريديني بلانوم"، ليدخل المسبار "شيباريلى" الغلاف الجوي لكوكب المريخ بسرعة 5.8 كيلومتر في الثانية، وسيتم استخدام مظلات ومحركات لإبطاء هبوطه قبل النزول على السطح بسرعة متر واحد في الثانية، كما أنه سيحتوي على طبقة خاصة لتخفيف قوة الارتطام.
وأوضح الفريق العلمي أنه عند وصول المسبار والمركبة المدارية سيتم إدخال المسبار نحو الغلاف الجوي للمريخ في حين أن المركبة المدارية تستمر في حركتها لتتخذ مدارا دائريا حول الكوكب، ويستمر عملها على سطح المريخ لبضعة أيام فقط، لتقوم بإرسال صور من موقع هبوطها وتقارير عن أحوال الطقس على الكوكب.
وظيفة المركبة
ويتمثل دور المركبة المدارية "تريس قاز أورتبر" في استكشاف هواء المريخ من المدار باستخدام أربعة أجهزة علمية بهدف العثور على علامات لحياة مجهرية محتملة، حيث ستقدم المركبة تفاصيل وأرصاد متقدمة للغلاف الجوي للمريخ، بحثا عن دليل لغازات بيولجية هامة محتملة مثل الميثان، كما أن الأجهزة على متن المركبة المدارية سوف تحمل أجهزة أخرى متنوعة للبحث عن موقع وطبيعة ومصدر ذلك الغاز في حالة وجوده.
كما تقوم المركبة المدارية بتصميم خريطة للطبقة ما تحت السطح إلى عمق متر، لاكتشاف وجود مياه جليد مخزنة على المريخ، فيمكن لهذه المعلومات بدورها أن تؤدي لاختيار مواقع هبوط لمهمات مستقبلية، حيث إن مهمة المركبة الرئيسية هي اختبار التكنولوجيات الرئيسية اللازمة لهبوط المسبار "إكسو مارس" بعد ثلاث سنوات.
دور المسبار
ويساعد المسبار "شيباريلي" مستقبلا في تأسيس المرحلة الثانية من مهمة "إيكسو مارس" والتي تطلق المسبار "إيكسو مارس" للبحث عن الحياة المجهرية باتجاه المريخ والذي عام 2020، بحيث تعمل المركبة المدارية كرابط اتصال بين المسبار ومركز التحكم على الأرض.
كما سيقوم المسبار "شياباريلي" بجمع بيانات بيئية على سطح المريخ طوال بقاء بطاريته التي تمده بالطاقة، ومن المحتمل أن تستغرق تلك المهمة وحدها من يومين إلى ثمانية أيام.