رئيس التحرير
عصام كامل

اللهم قد بلغت


أكره كلمة "مفيش فايدة".. وجملة "ليس في الإمكان أبدع مما كان".. هذه كلمات يأس.. أرفضها رغم كل ما أرى من سلبيات في الشارع المصرى.. ما زال عندى أمل أنه يمكن التغيير للأفضل.. والله ليست أمانى.. بل هي يقين.. ولكن لكى يتحقق هذا علينا أن نبدأ من الآن يدًا بيد.. فـ"إيد لوحدها ما تسقفش".. وكلنا في مركب واحد ولا يمكن أن نسمح بغرق الوطن..


علينا أن نُعيد التربية والأخلاق لبيوتنا ومدارسنا.. وهذا لن يتحقق إلا إذا آمنا أن الإتاوة بأى شكل حتى ولو كانت إكرامية أو شاى حرام مش فهلوة.. وأن الرشوة والبلطجة والفوضى والتسيب آفات يجب مقاومتها بالقانون الرادع وبتطبيقه على الكل دون سواسية..

وأن نؤمن بأهمية حقنا في الصحة والتعليم.. وأن تؤمن الحكومات بأن صحة وتعليم بل ثقافة الشعب هي اليد التي تصفق مع يدها..

وأن القمامة خطر يجب مقاومته وقبح طبع صورته على العيون فلم نعد نفرق بين الجمال والقبح.. وأن النظافة حق للجميع.. حق حياة وضرورة بقاء..

وأن العدالة البطيئة ظلم.. وأن العدالة الناجزة حق لكى تنصلح الأمور.. وأن مقاومة الفساد والفاسدين والمفسدين ضرورة ليبقى الوطن.. وأن الفوضى إساءة وانتقاص لحق المواطن في الحياة.. وأن للأمن مفهومًا أوسع.. يبدأ بالأمان في البيت والشارع.. وأنه مظلة يجب أن تُظل الجميع.. وأن الشهامة والنخوة ليست من مخلفات الماضى بل هي من ضرورات الحياة.. وأن العمل واجب والتكاسل مرض أصاب مجتمعنا..

وأن الإنتاج ضرورة ومواجهة الاستيراد السداح مداح واجب لحماية العامل والإنتاج المصرى.. وأن الوسطاء بين الحكومة والشعب في كل المجالات عقبات وجسور لا ضرورة لها ويجب إزالتها.. لتعود العلاقة بين الحكومة والشعب علاقة مشاركة لا إجبار وإذعان..

و أن. وأن.. وأن.. وكلكم أدرى منى بسلبياتنا وعيوبنا التي تفجرت بعد 25 يناير ومازالت هي سيد الموقف.. وهى التي تحكم الشارع المصرى للأسف تحت مسمى "كسرنا حاجز الخوف".. وكأن الانفلات والفوضى والبلطجة هي دلائل الحرية ووسائل التعبير عن الرأى.. وهذا ضرب لـــ25 يناير في مقتل.. ودون التصدى لهذه السلبيات فكل الجهود التي تُبذل الآن كأنها "حرثٌ في البحر"..
اللهم قد بلغت.. اللهم فاشهد

ملحوظة:
هذا الكلام الموجع للبعض.. والذي سيمر على البعض مر الكرام.. هي أوجاع مواطن.. عاشق لوطنه وأهله.. وليس انتقادًا.. بل محاولة للنقد البناء.. فإظهار العيوب بهدف الإصلاح يختلف عن التنقيب عن العيوب لإحداث فضيحة..

فهل أنتم على استعداد للإصلاح.. أم أنكم من أنصار "يبقى الحال على ما هو عليه وعلى المتضرر اللجوء لله بالشكوى"... مرة أخرى اللهم بلغت.. اللهم فاشهد..
الجريدة الرسمية