رئيس التحرير
عصام كامل

«فجر العرب».. حروب الشباب والنظم السياسية

كتاب فجر العرب.
كتاب فجر العرب.

أصدر المركز العربي للأبحاث ودراسة الدراسات كتابا جديدا تحت عنوان "فجر العرب.. شبابه وعائده الديموجرافي"، ويقع في 224 صفحة من القطع المتوسط .


وينقسم الكتاب إلى أربعة فصول وخاتمة، يستعرض طلب الشباب العربي إلى كسب الرزق والخبز، والرغبة في الحصول على الكرامة الاقتصادية والعمل المنتج، وعلى الرغم من عدم وجود نقص في أعداد الشباب العرب المتعلّم، يواجه هؤلاء تحديات كثيرة عندما يبحثون عن فرص تتيح لهم الاستفادة من تعليمهم.

فيبقى كثير من الشباب عاطلًا عن العمل كليًا أو جزئيًا بعد التخرّج، وتتضمّن هذه التحديات النظام السياسي والاجتماعي الفاسد الذي يتميّز بمحاباة الأقارب والشبكات العائلية للحصول على الوظائف، ما يحد من قدرة الشباب المتعلّم على التنافس بالاعتماد على الجدارة.

وترتفع نسبة ريادة الأعمال بشكل غير مسبوق في العالم العربي، مع تراجع الخيارات التقليدية، وهي من الوسائل التي تعتمدها الشابات العربيات خصوصًا لمواجهة التحيّز الجنسي في أماكن العمل.

كما يسلط الكتاب الضوء على عملية تحدي روح الشباب الريادية وأفكارهم الخلاقة لحارس المحسوبية القديم، إضافة إلى موضوع الحرية، وتفكير الشباب العرب في ما يخص الحكومة والسياسة، واعتمادهم على منتديات شبكات التواصل لتحدي الوضع السياسي الراهن ومواجهته.

فخلافًا للأجيال السابقة التي وافقت على حكم "الأقوياء"، يبحث الشباب العرب اليوم عن قادة يمكنهم إنجاز المهمات، وساد الاعتقاد مدة طويلة في الدوائر السياسية، خصوصًا في واشنطن، أنّ العرب يريدون رجالًا أقوياء ليكونوا حكامًا مستبدين، لكن هذا الاعتقاد لم يساعد في تفسير سياسة المنطقة، في الأقل لأنه ينحدر إلى مستوى الحجج الثقافية التي تقول إنّ العرب يحترمون المسيء لهم، أو يرون ببساطة "القوة حقًّا".

فقد كشف الربيع العربي زيف الرأي القائل بقبول العرب بالمتسلطين والأقوياء حكامًا، بالنظر إلى خلو هذه الثورات من القادة الذين يتمتعون بشعبية، فالشباب العرب لا يبحثون عن قادة جدد فوق المعتاد، ولا عن قادة يحتلون المنابر ويطلقون التصريحات لإعادة الثقة بالوعود الفارغة، بل يتوقون إلى حكومات تخضع للمساءلة، ويمكنها تحقيق الخطط، بدلًا من تبرير فشلها على أساس وجود عدو خطر.
الجريدة الرسمية