رئيس التحرير
عصام كامل

حاكموا مسئولي «بيريل» وهذه هي التهم !


تهمتان أساسيتان يستحق مسئولو شركة الأهرام للمشروبات المنتجة لمشروب "بيريل" المحاكمة بسببها.. الأول إهانة القوات المسلحة بالزعم أن عدم تأدية الخدمة العسكرية أمل من آمال المصريين.. والثاني هو العكس باتهام المصريين من الفرار من الواجب الوطني.. الاتهام الأول متروك للحكومة والسلطات المختصة أن تقوم به.. والثاني متروك لأي مصري غيور على بلده وكل من أدى الخدمة العسكرية وكل من يتطلع إلى تـأديتها للتقدم ببلاغات لما تعرضوا له من إهانة وتجريح ترتبط بالوطنية وهي أسوأ وأقسى مراحل الإهانة والتجريح !


قبل أشهر كتبنا عن إعلانات رمضان وبروموهات المسلسلات.. وكان لإعلانات الشركة المذكورة نصيب من الانتقاد لما احتوته من بذاءة.. وقلة أدب.. ووقاحة.. وبالفعل بعدها تم منع اللقطات المنحطة التي كتبها مؤلف إعلانات منحط.. وكانت تتصادم مع قيم المصريين وتقاليدهم وأعرافهم.. وقلنا أيضا، في المقال وفي برنامجنا الإذاعي، إن اختراقا قد يكون متعمدا لتفكيك أوصال الأسرة المصرية -أكثر مما تفككت- بتسريب مشاهد الخلاعة والانحراف تحت زعم الأعمال الفنية والضرورة الدرامية أو الحملات الإعلانية.. الهدف أن يتحول المحظور لأسباب قيمة إلى مباح وعلني.. وهي أخطر خطوات ضرب قيم أي مجتمع في الصميم.. واليوم تكتمل الصورة من داخل الشركه نفسها.. ولا ندري كيف يكون الأمر صدفة في المرتين!

قد يقول أحدهم من فلاسفة الغبرة "أي دولة هذه التي يهزها إعلان" ؟! وهؤلاء الآخرون هم شركاء الأولين.. يقذفون بقنابل الدخان لتبرئة المجرم ولهروبه من الاتهامات.. لأن لا توجد دولة يهزها إعلان بالفعل.. ولم يقل أحد بذلك أصلا.. إنما هناك قانون يجب أن يحترم والقانون مصادره الأساسية هو العرف الموجود بالمجتمع ومن أعراف بلادنا احترام الواجب الوطني إلى حد التقديس!

إنما المجتمعات تفككها الحملات الإعلامية المنظمة.. فإعلان بجانب أعمال درامية مع فيلم سينمائي مع رواية أدبية مع أشرطة مسربة مع نكت بذيئة مع تقاليع مستوردة متصادمة مع قيمنا مع أفكار خارجة تناقشها برامج فضائية كلها معا تعطي رسالة إجمالية لها هدف نهائي مقصود.

حاكموا مسئولي هذه الشركة.. نرفض أي مساس لا بقواتنا المسلحة ولا بثوابت شعب مصر.. وإن لم تقم الدولة بذلك لتقييمها الخاص بها للموقف فعلى المحامين الشرفاء أو آحاد المصريين القيام بالمهمة.. إن لم يحدث ذلك فانتظروا المزيد من خلط الهبل على الشيطنة في أحداث كثيرة قادمة !

المقاطعة ليست حلا لأن الشركة مصرية في الأول والأخير والمقاطعة عقاب جماعي سيتضرر منها عمال لا ذنب لهم.. والفاعل الحقيقي يستحق العقاب وحده.. اللهم بلغت اللهم فاشهد.
الجريدة الرسمية