دراسة: الزلازل لا تؤثر على السلامة الإنشائية للمسلات الفرعونية
أجرى الدكتور أشرف شلبى الباحث بقسم الهندسة المدنية بشعبة البحوث الهندسية بالمركز القومي للبحوث، دراسة عن السلامة الإنشائية للمسلات المصرية القديمة تحت تأثير الزلازل.
وقال الباحث خلال دراسته أن مصر عانت في الآونة الأخيرة من الزلازل والتي قد تؤثر على استقرار الآثار، موضحا أنه من أكثر الآثار عرضة لأخطار الزلازل هي المسلات على اعتبار أن استقرار المسلات يأتي من وزنها، مضيفا أن الهدف الرئيسي من هذه الدراسة هو عمل رفع ثلاثي الأبعاد للمسلات الموجودة لمعرفة الوضع الفعلي للمسلة في الفراغ، وذلك لتوثيق الوضع الحالي للمسلات ودراسة وتقييم سلامتها الإنشائية على الوضع الحالي وأيضا حين تعرضها لأحمال وتأثير الزلازل.
وتابع أن مصر تعرضت في الثلاثين عاما الماضية إلى زلزالين عنيفين؛ الأول كان في 12 أكتوبر عام 1992 وكانت بؤرة الزلازل بجوار منطقة دهشور وبقوة 5.8 بمقياس ريختر، أما الزلزال الثاني فكان في 22 نوفمبر عام 1995 وكانت بؤرة الزلزال في العقبة وبلغت قوة الزلزال 7.3 بمقياس ريختر.
وأضاف الباحث أنه تمت دراسة استقرار هذه المسلات تحت تأثير زلزال العقبة والاحتياطات التي يجب اتخاذها لتجنب الضرر بالمسلات، موضحا أنه تم إنشاء نموذج ثلاثي الأبعاد لثلاثة مسلات باستخدام الأجهزة المساحية الحديثة لتوثيق الوضع القائم للمسلات الثلاثة وهم؛ رمسيس الثاني، حتشبسوت، وتحتمس الثالث.
وأشار إلى أن تلك المسلات قد شيدت من الجرانيت الأحمر الأسواني، مضيفا أنه تم أخذ عينات من هذا الجرانيت لتحديد الخصائص الفيزيائية وأنه تم اختبارها في مختبر الرخام والجرانيت بالمركز القومي للبحوث، وذلك لمعرفة مقاومة الضغط ومقاومة الشد وكثافة الجرانيت بها، مؤكدا أنه بموجب الرفع المساحي وكذلك نتائج الاختبارات للجرانيت الأحمر المصنع منه المسلات، تم عمل نموذج إنشائي للمسلات تحت وضعها القائم باستخدام أحد برامج التحليل الإنشائي ثلاثية الأبعاد لتقييم سلوك المسلات تحت زلزال العقبة.
وأظهرت نتائج الدراسة أن تقنية المسح المستخدمة قامت بنجاح بتوثيق الوضع القائم للمسلات، والتي أوضحت وجود ميل واضح بالمسلات لا يؤثر على سلامتها الإنشائية في وضعها الحالي أو حتى إذا تعرضت إلى زلزال بنفس قوة زلزال العقبة وأن سلوك المسلات تحت مثل هذه النوعية من الزلازل آمن.