رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

الخلاف «التركي - العراقي» يهدد عملية تحرير الموصل

فيتو

مع انطلاق عملية تحرير الموصل، يبقى موضوع الخلاف-التركي العراقي قائمًا بخصوص المشاركة التركية في هذه العملية. فإلى أين تتجه العملية في ضوء هذا الخلاف؟ وكيف سينعكس التراشق الكلامي بين الأطراف على عملية تحرير الموصل؟

من داخل مقر العمليات المشتركة وبرفقة عدد من القادة العسكريين، أعلن رئيس الوزراء العراقي والقائد العام للقوات المسلحة العراقية، حيدر العبادي، في كلمة ألقاها عبر التليفزيون الرسمي في الساعات الأولى من صباح الإثنين، 17 أكتوبر 2016، بداية انطلاق عمليات تحرير مدينة الموصل من يد تنظيم "الدولة الإسلامية" الإرهابي.

وحسب هذا الإعلان فإن المشاركة تقتصر على القوات العراقية والبيشمركة وأنه تم استثناء "الحشد الشعبي" و"قوات حزب العمال الكردستاني" من المشاركة في هذه العملية.

تصعيد كلامي
اندلع الأسبوع الماضي خلاف وتراشق كلامي علني بين أنقرة وبغداد على خلفية الحديث عن مشاركة تركيا في عملية تحرير الموصل.

وكان الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، قد ذكر خلال مؤتمر القمة التاسعة "للمجلس الإسلامي" في إسطنبول، الأسبوع الماضي موجها كلامه لرئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي قائلًا: "لستَ من مستواي، ولا كفؤا لي، لست بمنزلتي ولن تصبح كذلك، صراخك وصياحك في العراق لا أهمية له لدينا، عليك أن تعرف أننا سنمضي في طريقنا".

ورد العبادي في حسابه على تويتر: سنحرر أرضنا بعزم الرجال وليس بالسكايبي"، مشيرا بذلك إلى كيفية تواصل إردوغان مع قناة تليفزيونية أثناء محاولة الانقلاب الفاشلة في يوليو الماضي.

وعاد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ليؤكد اليوم الإثنين، 17 أكتوبر 2016، أنه من "غير الوارد" بالنسبة لتركيا أن تبقى خارج العملية. وأضاف أردوغان في خطاب متلفز "سنكون جزءا من العملية، سنكون متواجدين على الطاولة".

ويُشار إلى أن مدينة الموصل هي المعقل الكبير والأخير ل"تنظيم الدولة"، الذي استولى على المدينة في يونيو عام 2014.

باتجاه الحل ؟
الدكتور سمير صالحة أستاذ القانون الدولي العام والعلاقات الدولية في جامعة كوجالي التركية يرى في تصريح خاص بـ DW "أن تواجد قوات تركية بالقرب من الموصل لن يؤثر على سير المعركة".

ويعود السبب في ذلك، حسب رأيه، إلى أن المسألة "حُسمت بشكل كامل بعد دخول أمريكي مباشر على الخط، في اجتماعات لوزان الأخيرة، التي كانت مخصصة للملف السوري. إلا أن المجتمعين كما يبدو تطرقوا لمعركة الموصل".

واعتبر المتحدث أن رئيس الأركان التركي، الذي شارك في اجتماع رؤوساء أركان حلف شمال الأطلسي، نقل تصورًا تركيًا مفصلًا. "وكان لهذا دور كبير في دفع بغداد لمراجعة مواقفها حيال التواجد العسكري التركي، وقد فتح ذلك الطريق كما يبدو، باتجاه الحلحلة".

ظهور بوادر التهدئة والانطلاق نحو الحل يمكن استنتاجها من تقرير لصحيفة "حرييت دايلي نيوز". إذ أفاد تقرير للصحيفة عن مصادر، طلبت عدم ذكر اسمها، أن وفدًا تركيًا يترأسه أوميت يالجين نائب وزير الخارجية، ويضم مسؤولين من مختلف الأجهزة الأمنية، سيجري محادثات في بغداد. والهدف من هذه الزيارة هو إقناع بغداد بإعادة النظر في معارضتها لوجود القوات التركية في شمال البلاد، حسب الصحيفة.

"تركيا خارج المعادلة"
المحلل السياسي العراقي، جاسم محمد، يرى من جهته في تصريح خاص بـ DW أن الولايات المتحدة قامت بضغوطات على تركيا لعدم المشاركة في العملية. وأضاف المتحدث أن "إنطلاق العملية قبل وقتها المعلن سابقًا،( أي بعد يومين)، يعبر عن خطوة استباقية لعزل تركيا عن القيام بأي دور قد يعرقل عملية تحرير الموصل".

ويضيف جاسم محمد: "على صعيد العمليات أجد أن القوات التركية خارج المعادلة وقد يكان يكون غير موجود، حيث إن غرفة العمليات استثنت القوات التركية. والقوات التركية الموجودة في بعشيقة محدودة جدًا".

وحسب مصادر إعلامية فإن من بين عدد الجنود الأتراك الموجودين في العراق ( نحو 2000 جنديًا)، هناك نحو 500 منهم في معسكر بعشيقة، والذي يبعد مدينة الموصل بنحو 12 كيلومتر شمالا.

وجود تنسيق من عدمه
وذكرت مصادر في الجيش التركي اليوم الإثنين إن نحو نصف عدد المقاتلين العراقيين الذين دربتهم تركيا في معسكر بعشيقة بشمال العراق، أي 1500، يشاركون في عملية طرد تنظيم الدولة الإسلامية من مدينة الموصل.

وتُعرف هذه القوات بـ"الحشد الوطني". هل هناك ما يشير إلى وجود تنسيق بين أنقرة وبغداد حول موضوع تحرير الموصل في سابقا؟ الدكتور صالحة يرى أن "التنسيق ربما قد تم عبر وساطة أمريكية".

وتطالب تركيا، حسب صالحة، بأن تكون الولايات المتحدة ضامنًا أساسيًا للجميع بعدم الخروج عن السيناريو المرسوم للعملية.

ويعتقد الدكتور صالحة أنه قد تكون زيارة رئيس الأركان التركي إلى واشنطن في هذه الساعات قد ساهمت بذلك".

وتشير معلومات الخبير العراقي جاسم محمد إلى "نفي قيادات عسكرية من داخل كردستان-العراق مشاركة وحدات من "الحشد الوطني" بقيادة أسيل النجيفي وأن قوات البيشمركة هي من قامت بتحرير تسع قرى بالقرب من بعشيقة". أسيل النجيفي كان محافظ الموصل وقت سقوطها وهو يقود قوات "الحشد الوطني"، التي تضم الآلاف المقاتلين، حسب مصادر إعلامية.

"مخاوف وتحفظات وقلق ومطالب"
يبدو أن مسألة مشاركة تركيا من عدمها في عملية تحرير الموصل تشكل الجزء الطافي من جبل الجليد؛ فالخلاف العراقي-التركي يعود إلى أسباب أعمق من ذلك.

ويرى الخبير سمير صالحة أن "هناك قلق تركي حول المساس بالتركيبة الديموغرافية والعرقية والمذهبية للمدينة". الأمر نفسه تحدث عنه رئيس الوزراء التركي، بن على يلدرم، الأسبوع الماضي عندما قال: "الوجود التركي سيبقى لمحاربة تنظيم الدولة وتفادي حدوث تغيير قسري للتركيبة السكانية في المنطقة".

وليس هناك من إحصائيات مؤكدة عن عدد سكان الموصل، غير أنها تعتبر ثاني أكبر مدن العراق بعد بغداد، ويسكنها قبل استيلاء داعش عليها أكثرية من العرب السنة وتركمان وأكراد وإيزيديون وآشوريون وغيرهم.

ويضيف الدكتور صالحة: "أعتقد أن ما أقلق تركيا أكثر هو فتح المجال لدور أكبر لإيران في الملف العراقي.

وتتحفظ تركيا كذلك على إشراك حزب العمال الكردستاني، وينتابها القلق من المساس بالبنية التحتية للمدينة خلال المعارك". ويعبر الخبير عن اعتقاده بـ"حصول على تركيا على ما تريده بضمانات أمريكية".

من جهته يرى محمد جاسم أن "موضوع ديموغرافية الموصل هو موضوع شائك وموضوع خلاف بين الأطراف السياسية التركية". كما يؤكد على تلك المخاوف القائمة بالفعل، ولكنه يعتبرها شأنا عراقيا داخليا، "لا يجب على تركيا التدخل فيه". وأشار إلى أن الخلاف العراقي-التركي له جذور "تاريخية وجغرافية وديموغرافية".

ولم يستبعد محمد الجاسم حصول تركيا على ضمانات "فيما يخص ضبط الديموغرافية أو ضبط حزب العمال الكردستاني أو ربما فيما يخص أطماع تركيا في تقسيمات إدارية، وسط حديث عن مشروع لتقسيم الموصل إلى أربعة أو خمسة أقاليم يكون أحدها مرتبط بتركيا".

هذا المحتوى من موقع دوتش فيل اضغط هنا لعرض الموضوع بالكامل


Advertisements
الجريدة الرسمية