عظمة مصر في ماسبيرو إف إم !!
يوم السادس من أكتوبر عام 2016 ومع احتفالات مصر بالذكرى الثالثة والأربعين للنصر المجيد انطلقت من مبنى ماسبيرو العريق أحدث إذاعة مصرية رسمية وهي ماسبيرو إف إم وهى معنية بالتراث الإذاعي، لأن مكتبة الإذاعة المصرية تحتفظ بالكنوز التي تعكس وتعبر عن عراقة مصر دولة وشعبا، فمن يريد أن يعرف قيمة وقامة بلده العظيم يضبط محطة الراديو على الموجة 91،5 إف إم ليستمع ويستمتع بأصل الراديو يوميا من السابعة صباحا حتى الثالثة عصرا، عمالقة العلم والأدب والفن والثقافة والسياسية من عام 1934، وحتى الآن سوف يعرف الكثير عن أسلحة مصر وقوتها الناعمة..
يكتشف مستوى التعليم فيها، والذي كان يفوق الدول المتقدمة، وكذلك الثقافة والفن والطب وكل مجالات الحياة، من يستمع إلى ماسبيرو إف إم سوف يذهل بالمستوى الثقافي والعلمي للفنانين المصريين، ولن يصدق أذنيه وهو يستمتع بحوار للفنانة القديرة أمينة رزق مع المبدع وجدي الحكيم في منتهى الرقي، من يريد أن يضحك من قلبه فليستمع إلى مسرح المنوعات وجرب حظك وساعة لقلبك، والذي اكتشف عمالقة الكوميديا العربية فؤاد المهندس ومدبولي وخيرية أحمد وأبولمعة وبيجو وغيرهم حتى مونولوج محمود شكوكو وسيد الملاح وعمر الجيزاوي كان هادفا وله رسالة محترمة..
من يريد أن يعرف دور مصر التاريخي في مساعدة أشقائها العرب والأفارقة يستمع إلى ماسبيرو إف إم وحوارات عبدالناصر والملك فيصل وياسر عرفات وغيرهم من الزعماء، من وجهة نظري أن أكبر خطأ ارتكبته الأسر المصرية أنها لم تعلم أبناءها الاستماع إلى الراديو منذ الصغر لأنه يحرك ملكات الإبداع لديهم بل تركتهم فريسة إلى الصورة سواء من شاشة التليفزيون أو الكمبيوتر والمحمول، وفي أحيانا كثيرة كانت هذه الصورة لأفلام العنف والرعب مما كان له تأثيرا سلبيا على شخصيتهم وتفكيرهم..
من يستمع إلى ألف ليلة وليلة للقدير محمد محمود شعبان (بابا شارو) سوف تحرك خياله أفضل مليون مرة من مشاهدتها على الشاشة، ومن يصغي إلى قال الفيلسوف أو إلى المبدع الراحل فاروق شوشة في لغتنا الجميلة سوف يتعلم الكثير عن جماليات اللغة العربية، بالمناسبة هذا البرنامج يدخل في موسوعة جينيس العالمية للأرقام القياسية لأنه أتم عامه الخمسين، فالشاعر والإعلامي المهذب بدأ في تقديم هذا البرنامج عام 67، ولم يتوقف يوما واحدا حتى رحيله يوم الجمعة الماضي (عليه رحمة الله)..
إذاعة ماسبيرو إف إم فكرة جيدة تستحق الشكر والإشادة لأنها سوف تساهم في الحفاظ على تراثنا وتذكرنا بتاريخنا المشرق، ولعلها تكون فرصة للأجيال الحالية أن يتعلموا من السابقين تجويد العمل من أجل حاضر ومستقبل أكثر إشراقا فليس من المعقول والمنطقي أن نظل أمة تعيش دائما على التاريخ وبلا حاضر أو مستقبل، كما أن اختيار الزميلين الدكتور محمد لطفي وتامر شحاتة لإدارة هذه المحطة الوليدة كان اختيارا موفقا لأنهما من الإذاعيين المتميزين ومن الكوادر الكثيرة التي تستطيع النهوض بماسبيرو إذا تم الاعتماد عليها وأخذوا فرصتهم في الإدارة والقيادة.
Egypt1967@yahoo.com