رئيس التحرير
عصام كامل

حملات ترشيد الطاقة بين الدعوات والتطبيق.. أستاذ «اجتماع سياسي»: الحكومة تطالب بالترشيد وتهدر الكهرباء في إنارة الشوارع نهارا.. سامية خضر: فرنسا تطبقها منذ الستينيات..وتفعيل دور الإعلام والأز

الدكتور محمد شاكر،
الدكتور محمد شاكر، وزير الكهرباء والطاقة المتجددة

أعلن الدكتور محمد شاكر وزير الكهرباء والطاقة المتجددة في تصريحات صحفية صباح أمس، نتائج الحملة الإعلامية التي أطلقتها الوزارة للتوعية بأهمية ترشيد الاستهلاك، موضحا أن أقصى حمل على الشبكة القومية للكهرباء بلغ خلال الشهر الماضى28 ألف و700 ميجاوات بانخفاض قدره 0،7% عن أقصى حمل مسجل خلال شهر سبتمبر 2015 والذي بلغ 28 ألف 900 ميجاوات.


وبحسب خبراء، فإن تلك النتائج تُمثل حافزًا على تطبيق حملات توعوية مماثلة للقضاء على سلبيات المُجتمع كأزمة القمامة، وإهدار الطاقة، والزيادة السكانية ، بالرغم من أن الدولة تتبنى حملة للتوعية بمخاطرها إلا أن الخبراء وصفوا الحملة بـ"الفاشلة".

وعن أهمية تطبيق حملات توعية ضد السلبيات المُجتمعية، قال الدكتور أحمد مجدي، أستاذ علم الاجتماع السياسي: إنه من الضروري تنفيذ حملات توعية ضد جميع السلبيات التي تعاني منها مصر،إلا أن العائق الأكبر في تأثير تلك الحملات، يكمن في عدم ثقة المواطن في الحكومة، فبينما تطالب الحكومة المواطن بترشيد استهلاك الكهرباء وترفع أسعارها عليه، تُهدر هي الكهرباء في شتى المجالات، وعلى رأسها إنارة الطرقات التي قد تجدها تعمل في منتصف النهار، ومعدومة في منتصف الليل في أماكن أخرى، متسائلًا: أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم؟

ترشيد استهلاك البنزين
وطرح مجدي مثالًا آخر على ترشيد استهلاك أحد أهم أنواع الطاقة "البنزين" قائلًا: السبب الأساسي خلف إهدار البنزين هو مشكلة الزحام التي تقع عاتق إصلاحها على الحكومة لا الشعب، لذلك يجب على الحكومة البدأ بنفسها.

وأشار مجدي في تصريحات لـ"فيتو" إلى أهمية سلوكيات العقلانية والمنطقية التي يجب تنشئة المواطن عليها منذ الصغر، مؤكدًا أن تلك الصفات هي المِفتاح الحقيقي خلف استيعاب المواطن لأهمية الترشيد الطاقة ومحاربة السلبيات عامةً.

ويرى أستاذ علم الاجتماع أن الحملات الإعلانية تأتي بثمارها حال تطبيقها بشكل علمي أكاديمي عن طريق دراسة الفئة المُستهدفة من الإعلان والتركيز على اهتماماتها، إلا أن ذلك لا يحدث وتبقى العشوائية هي العامل المُسيطر على تلك الإعلانات حال تطبيقها بدون أسس علمية – على حد تعبيره.

التجربة الفرنسية
فيما بدأت الدكتورة سامية خضر، أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس، حديثها لـ"فيتو" بتجربتها في دولة فرانسا، قائلةً: منذ الستينيات وفرنسا تقوم بحملات دعائية توعوية للحد من السلبيات المجتمعية، الأمر الذي نجح في تنشئة أجيال واعية لأهمية تغيير السلبيات ومقاومتها.

وأضافت سامية أن تلك الحملات لا تعتمد على الإعلانات فقط، وإنما للإعلام دور محوري في صياغتها بجانب المدارس والجامعات ودور العبادة، واستشهدت بأغنية يحفظها طلاب المدارس – كجزء من المناهج – عن أهمية ترشيد الطاقة، فضلًا عن تربية الطلاب على أهمية النظافة الشخصية والعامة.

وأشارت سامية إلى تأخر مصر عن تنفيذ تلك الحملات التوعوية، إلا أنها في الوقت ذاته أشادت بنجاح حملة ترشيد الكهرباء، معربةً عن تفاؤلها بحملة ترشيد المياه أيضا.

مشكلة الزيادة السكانية
وأكدت أستاذة علم الاجتماع خطورة مشكلة الزيادة السكانية، محذرةً من استمرار تجاهلها بدلًا من تنفيذ حملة ضخمة لتوعية المواطنين بضرورة تحديد النسل.

وأشارت إلى دور الإعلام والأزهر في تنوير المواطنين وتوعيتهم، مطالبةً ببذل جهد أكبر للقضاء على المُشكلات والسلبيات التي تواجه المُجتمع.
الجريدة الرسمية