رئيس التحرير
عصام كامل

أصدقاء صلاح قبضايا يحيون ذكراه في توقيع «اعترافات صحفية».. عصام كامل: الأب الشرعي لصحافة المعارضة بمصر.. وابنة الراحل: والدي كان «راجل جدع».. حاتم زكريا: ساعد في تخريج جيل يعرف قيم

فيتو

في حفل مهيب حضره كوكبة من سياسيي وصحفيي مصر، نظمت «فيتو» حفل توقيع ومناقشة كتاب «اعترافات صحفية» للكاتب الصحفي الراحل صلاح قبضايا، بالمجلس الأعلى للثقافة، استرجع خلاله الحضور ذكريات "قبضايا" وتفاصيل حياته الدقيقة التي تنم عن شخصية متفردة استطاعت حفر اسمها بحروف من نور داخل ثنايا كل من عرف وعاش إلى جواره.


من جانبه، أكد الكاتب الصحفي عصام كامل، رئيس تحرير جريدة «فيتو»، أن كتاب «اعترافات صحفية» يعد أهم أعمال الكاتب الصحفي الراحل صلاح قبضايا، على الرغم مما يمتلكه الكاتب من رصيد مثل كتاب «الساعة 1405» الذي يعد أول كتاب يصدر عن حرب أكتوبر، وأصبح فيما بعد الوثيقة الأهم لمن أراد أن يكتب عن الحرب.

الأب الشرعي لصحافة المعارضة
وأضاف "كامل" أن صلاح قبضايا عندما كان يتحدث عن الحرب والسلاح تظن أنه نشأ وفي يده سلاح وبالفعل خاض الحرب، فتراه عاشقًا لتراب هذا الوطن، مؤكدًا أن "قبضايا" كان الأب الشرعي لصحافة المعارضة في مصر، باعتباره كان رئيسًا لتحرير جريدة الأحرار، وهي أول جريدة للمعارضة، والتي فُصل منها بقرار من الرئيس الراحل أنور السادات، على الرغم من حبه الشديد له.

وأشار إلى أن الكتاب يحمل أسرار وتفاصيل مهنة الصحافة، قائلًا: "كان صلاح يحكي لنا جزءًا عن الشخصيات التي قرأنا عنها ولم نرها، والوهم الذي قادنا لحرب 1967، فكان يسرد التفاصيل الدقيقة كأنه يتابع بشكل دقيق جميع المعارك، ويحمل في جعبته أسرار المهنة والسياسة، فكنا نقترح عليه تسجيل هذه المذكرات التي تعتبر وثائق للأجيال القادمة، وكان يرفض تسجيلها حتى عام 2009 حين استقال من جريدة الأحرار، فكنا نلتقيه بعد استقالته بشكل أكبر، ونلح عليه أن يخط بقلمه تلك الأسرار حتى اقتنع".

وأكد رئيس تحرير «فيتو» أن "قبضايا" امتلك أسرة "أنيقة"، وفرت له الوقت والمناخ لتسجيل اعترافاته، التي فضل بتسميتها بـ"الاعترافات" وليس "مذكرات"، لأن الاعتراف نوع من أنواع تخليص الذمة.

«راجل جدع»
بينما كشفت الدكتورة هبة صلاح قبضايا، نجلة الراحل، عن جوانب عديدة في شخصية والدها الكاتب الصحفي الراحل صلاح قبضايا، التي حملت في ثناياها البساطة، وقدرا من السخرية فعلمها ما تعنى كلمة الصدق، مؤكدة أن والدها: "كان راجل جدع" فبجانب إلحاقها بالمدارس الأجنبية الكبيرة، غرس بداخلها حب كل ما هو شعبي وبسيط.

جيل مسئول
ومن ناحيته أكد الكاتب الصحفي حاتم زكريا، على دور قبضايا الكبير في إخراج جيل مسئول من الصحفيين يعرفون قيمة الكلمة ويقدرونها، فضلًا عن وعي الصحفي بقيمته الشخصية وما يلعبه من دور مهم في المجتمع.

وأضاف، أنه كان معلمًا حقيقيا فغرس مبادئ الاعتزاز بالنفس للصحفي، ومهاراته في التعامل مع المصادر المختلفة كل بقدره، بالإضافة إلى سعيه الدائم لترسيخ مفهوم الصحفي المثقف والعارف بالأمور والذي يستطيع التحدث في مختلف الموضوعات بما لديه من حجج وبراهين تدفع تجاه وجهة نظره

إنسانية قبضايا
قال الكاتب الصحفي الكبير صبري غنيم: إن الكاتب قبضايا لم يكن صحفيا بارعا فقط وإنما احتل الجانب الإنساني في شخصيته مساحة كبيرة، ظهرت من خلال مواقف إنسانية عدة، في تعاملاته المختلفة.

وأكد "غنيم"، أنه في يوم من الأيام اكتشف "صلاح قبضايا" أن العاملة في بوفيه صحيفة الأحرار مهندسة معمارية، اضطرت للعمل في الأحرار لحاجتها لأموال كى تصرف على امها المريضة، فقرر أن يصرف لها مكافئة كى تدفع فاتوه تليفون منزلها كى تطمئن على والدتها أثناء العمل، وظل مشغولا بالأمر وبدأ بيحث لها عن عمل في مجالها الهندسة المعمارية، وبالفعل تم تعيينها في هذه الوظيفة بمرتب 3 آلاف جنيه.

وحضر الحفل كوكبة من سياسيي وصحفيي مصر، ومنهم: مكرم محمد أحمد نقيب الصحفيين السابق، والدكتور مصطفى الفقي، المستشار فرج الدري الأمين العام لمجلس الشورى، والكاتب الصحفي صلاح منتصر، والكاتبة سناء البيسي، والدكتور زاهي حواس، والدكتور شوقي السيد، والكاتب الصحفي صلاح عيسى، والكاتب الصحفي عباس الطرابيلي، والدكتورة درية شرف الدين، والفنانة هالة صدقي، والكاتب الصحفي صبري غنيم، إضافة إلى مجموعة كبيرة من رؤساء مجالس إدارات ورؤساء تحرير الصحف والمجلات المصرية، وأدار الحفل كل من الكاتب الصحفي عصام كامل رئيس تحرير جريدة «فيتو»، وابنة الراحل هبة صلاح قبضايا.

ويتكون الكتاب من 120 مقالًا كتبها الراحل، يرصد فيه صفحات من ذكرياته في الصحافة، ويقول الكاتب الصحفي عصام كامل رئيس تحرير جريدة «فيتو» في كلمته على غلاف الكتاب:

«أخيرًا اقتنع أستاذنا الدكتور صلاح قبضايا بما أردنا فعله وسجل بقلمه الرشيق صفحات مذهلة في بلاط صاحبة الجلالة.. سطورًا من تاريخ صحافة المعارضة في مصر باعتباره بطلها الأول.. سطورًا من حكايات عربية، وأخرى في مدرسة أخبار اليوم، ورابعة حول جريدة «المسلمون».. بين دفتي الكتاب سترى ملامح لشخصيات حية، نابضة، كانت وستظل رموزًا باقية رغم مرور السنين».
الجريدة الرسمية