"الحوار الوطنى" بدون معارضة.. علام: محاولة لتحسين الصورة المزيفة للإخوان.. دعبس: أبعدونى بعد علمهم بانتمائى للمؤسسة العسكرية.. جمال: هدفه إرسال صور الجلسات للإدارة الأمريكية
اعتبرت عدد من القوى السياسية أن الدعوات المتكررة من الرئاسة للحوار الوطنى، مجرد عملية ديكورية لا تمس للواقع بصلة، وأن الهدف منها إصباغ تفرد الإخوان بالسلطة كنوع من الديمقراطية المزيفة، خاصة أن هناك إقصاءً واضحًا لمعظم الرموز الوطنية من الحوار سواء بالتجاهل أو تفريغ الحوار من مضمونه بسيطرة قيادات التيار الإسلامي عليه، حيث اعتبره بعض السياسيين لا يرقي لمسمى الحوار، رافضة مزاعم البعض بأنها أضاعت على نفسها وعلى الشعب فرصة الحوار والاتفاق مع النظام السياسى للخروج من النفق المظلم والتفرغ لبناء الدولة.
من جانبه أكد "محمد علام"، رئيس اتحاد الثورة، أن دعوات الحوار الوطنى هى دعوات "صورية لتزيين الشكل الديمقراطى للنظام".. مشيرًا الي أنه استجاب لأول جلسة حوار، تلك التى أعلن الرئيس في خطابه، يوم السبت الساعة 12 ظهرًا، ولكنه مُنع من علي البوابة الرئيسية، على الرغم من وصول دعوة للاتحاد.
وقال علام إنه وجد أسماءً وشخصيات غريبة ليست لها علاقة بالثورة والمعارضة علي قائمة المدعوين مثل الداعية عمرو خالد ورجل الأعمال رامى لكح وقيادات الحرية والعدالة والتيارات الإسىلامية، وعندما هدد بمؤتمر صحفى لكشف حقيقية الأمر وافقوا علي دخوله القصر فقط، دون السماح بالمشاركة في الحوار الوطنى.
وأضاف رئيس اتحاد الثورة أن دعوة الرئاسة للحوار "شو إعلامى" الهدف منه إظهار ديمقراطية الإخوان، والغريب في الأمر أن الشخصيات التى حضرت جلسات الحوار وتم التقاط الصور لها مع الرئيس كانت علي قائمة المرشحين لتعيينات مجلس الشورى.
وأوضح علام أنه شخصيًا غير معترض علي شخص الرئيس محمد مرسى، ولكن اعتراضه علي تدخل الإخوان المسلمين، وسيطرتهم علي الحكم، ومحاولتهم إقصاء وتجاهل باقى شركاء العمل السياسى والثورة، لافتًا الانتباه إلى أن الحوار وبناء الوطن يتطلب احتواء شباب الثورة وكل من أسهم فيها.
نفس الموقف تعرض له الدكتور نبيل دعبس، رئيس حزب مصر الحديثة، الذى تم منعه من دخول القصر في الجلسة الخامسة، موضحًا أنه اتصل بسكرتارية الرئيس فأبلغته بأن قائمة الأسماء أعدتها اللجنة القانونية بمعرفة أمين اللجنة المهندس أبوالعلا ماضى وأنه لم يتم إدراج اسمه.
وقال دعبس: إن المهندس أبوالعلا ماضى كان متحفزًا ضده فى الجلسات السابقة، مؤكدًا أنه لا توجد خصومة شخصية مع (ماضى)، لكنه يرفض وجود حزب مصر الحديثة، خاصة بعد علمه بانتمائي للمؤسسة العسكرية.
من جانبه أكد "مصطفى جمال"، عضو المكتب السياسي لاتحاد شباب الثورة، أن لديهم سابق خبرة بطريقة حوار الإخوان المسلمين، منذ أن كان يحضر معهم جلسات الحوار الوطنى التى عقدها المجلس العسكرى، فلاحظ فى طريقتهم الاستعلاء وقدرتهم علي الحشد والنظر لمصلحتهم الشخصية علي حساب المصلحة العليا.
وفي أكثر من مناسبة قدم الاتحاد لهم اليد طالبًا التعاون معهم، مثل تقرير الذى أعده الاتحاد لنجاح خطة الــ 100 يوم، ولكنهم لم يهتموا بمناقشته، مشيرًا إلى أن عادة الإخوان الحديث في اتجاه واحد.
وقال جمال إنه لا توجد النية لـ"الحوار" او ضمانات أو حتى حسن النية، مقترحًا أن يتم تأجيل سن أى تشريعات جديدة في المواد الخلافية، حتى يتم الاتفاق عليها.
وجدد عضو المكتب السياسي لاتحاد شباب الثورة، رفضه حضور جلسات الحوار الوطنى، موضحًا أن الهدف منها التقاط صور مع الرئيس وإرسالها للإدارة الأمريكية، لتأكيد تنفيذ سياساتهم، كما حدث مع الدكتور محمد البرادعي وحمدين صباحي دون أن يهتموا بما طلبوه.
وقال السيد الديداموني، نائب ريس حزب الأمة، إن الفرصة مازالت متاحة، أمام القوى المعارضة، ولكن لن يستجيب لها أحد، مؤكدًا أن مشروعية الرئيس سقطت بإصراره علي اختراق القوانين والأعراف.
كما أضاف أن طبيعة الإخوان ترفض المعارضة، وتفعل ما تريد، بدليل تصريحات الرئيس قبل توليه الرئاسة وتصريحاته بعدها.
ووصف نائب رئيس حزب الأمة جلسات الحوار الوطنى بـ"حوار الطرشان"، فكل يغني نغمته الخاصة ولا يستمع أحد، لافتًا إلى أنه موافق علي حضورها والنقاش والتحاور لما فيه من مصلحة الوطن، ولكن ما ضمانات التنفيذ؟!
وطالب الديدامونى بتشكيل حكومة إنقاذ وطني تتألف من كل القوى السياسية، وإلا تتحمل "الإخوان المسلمين" المسئولية كاملة.