وأعشق عُمري لأني "جبان"
"وأعشق عمرى لأني.. إذا متّ، أخجل من دمع أمي" بكلمات الشاعر الفلسطينى الراحل محمود درويش أوجدت لنفسى - الأمَّارة بالسوء طبعًا- مائة مليون سبب لكى أظل دائما على هامش الحياة هنا فى " قاهرة ما بعد الثورة " تحولت بإرادتى لضيف شرف فى التظاهرات الغاضبة - مع أو ضد - والمسيرات النضالية، والوقفات الاحتجاجية؛ لأنه ببساطة لو – لا قدر الله- وأصبحت فى عداد القتلى - بالمصادفة- فلن يتغير شيئًا فى الواقع المصرى، اللهم إلا مزيد من الكآبة، وعبارة "الله يرحمه " التى سيرددها الأصدقاء والأقارب على مسامع أهلى برتابة مملة وحزن مصطنع فى المناسبات -فقط لا غير-.
"أنا
موهبتى فى لساني.. ومش موهوب فى شيء تاني".. التقطها من قصيدة "الموت
على الأسفلت " للجنوبى الرائع "عبد الرحمن الأبنودي"، وقلت لنفسى:
لتكتفِ يا ولد بالكلمة، أما التضحية فاتركها لأهلها، وهم بدروبها عارفون، وألحقت كلمات
"الأبنودي" بنصائح ""جاهين" الذى أوصى أمثالى بقوله:
محلا الكلام، ما ألزمه، ما أعظمه
فى البدء كانت كلمة الرب الإله
خلقت حياة والخلق منها اتعلموا
فاتكلموا
الكلمة إيد الكلمة رجل الكلمة باب
الكلمة لمبة كهربية فى الضباب
الكلمة كوبرى صلب فوق بحر العباب
الجن يا أحباب ما يقدر يهدمه
فاتكلموا".
وما بين "درويش" و"الأبنودي"
و"جاهين" وجدتنى، طائعًا، أمر على التظاهرات وأنظر لها من وراء زجاج
نظارتى ببلاهة - أحسد نفسى عليها- ولا أخفيك سرًّا أننى حاولت بشتى الطرق -
المشروع منها والممنوع -التخلص من تلك الحالة، وأنتحى بنفسى جانبًا، وأصالحها
على المظاهرات والنضال لعل اسمى يسبقه - في يوم من الأيام- وصف "ناشط سياسي"
أو "باحث سياسي" ومن الممكن أن أكون سعيد الحظ وأرحل برصاصة طائشة، لن
يعرف صاحبها حتى يوم القيامة، و تحصل أسرتى الصغيرة -المدام والأنسة
هنا- على معاش "شهيد"، ويبقى "موت وعمار ديار"