زواج القصر.. مأساة إنسانية بطلها الجهل.. مأذون زواج قاصرين بعقد رسمي طلب إخفاءه عن المسئولين.. والد الفتاة حبسها وطلب من الزوج 70 ألف جنيه مهددا بخلعه.. مستشار بمحكمة الأسرة: «عقد غير معترف به شر
يظن بعض أولياء الأمور أن زواج بناتهم القاصرات وسيلة منهم لتخفيف الأعباء والمسئولية عنهم، فيوافقون على زواج لا يعدو سوى كونه وسيلة للتخلص من بناتهم، وتحميلهم المسئولية مبكرا، وليس للبنات الصغيرات ذنب في زواج محكوم عليه بالفشل إلا أنهن وقعن فريسة لجهل أسرهن.
زواج طفلة
ويروى رب أسرة مأساة نجله القاصر من زواج فتاة صغيرة قائلا: "أنعم الله علي بطفل وحيد و4 بنات، كبر الطفل وتعلم إلى أن التحق بالمرحلة الثانوية، ففكرت في أن أزوجه من أجل أن أفرح به، وأقنعته بزاوجه من بنت صديقي باعتبارها في مستوى تعليمه ومن سنه حتى يفهموا بعض"، على حد قوله.
وأضاف الأب، أنه تقدم لخطبة الفتاة القاصر وطلبها للزواج لنجله ووافق والدها وفرحت الفتاة الصغيرة التي لا تعلم "ما معنى الزواج" تزوج الشاب والفتاة القاصران بعقد زواج رسمى رغم صغر سنهما، بطلب وإلحاح من والد الفتاة.
إخفاء العقد
وأشار والد الفتاة إلى أن المأذون رفض الزواج من قاصرين بعقد رسمى لأنهما قاصران لم يبلغا 18 سنة وبعد إلحاح وافق المأذون وطلب عدم إظهار العقد لأى جهة حكومية لأن هذا يعرضه للمساءلة، وتزوج القاصران، وكانا سعيدين مع بعضهما وأصرا على استكمال المرحلة التعليمية، طلبت الزوجة القاصر من زوجها الذهاب إلى والدها نظرًا لمرض والدتها التي هي في أشد الحاجة إليها، وعندما ذهبت الزوجة لزيارة والدها، كانت المفاجأة، عندما طلب والدها منها عدم العودة لبيت زوجها، ليتبين لأسرة الزوج أن مرض حماته حيلة مدبرة.
حبس الزوجة
رفضت الزوجة القاصر وبكت بكاءً شديدًا وصممت على الرجوع لزوجها وحاولت الهرب من والدها، ولكن قام أهلها بحبسها في المنزل، ووقفت الأم مع ابنتها القاصر وطلبت من الأب إرجاعها لزوجها وكان رد زوجها "ماتدخليش في حياة بنتى أنا أعرف مصلحتها أكتر منك"، فهددت الأم بإشعال النار في نفسها حال عدم موافقة الأب على رجوع بنتها لزوجها، وبالفعل أشعلت الأم النار في نفسها وظلت تعانى حروقًا حتى توفيت، وعندما علم الزوج القاصر بما حدث ذهب لزوجته لاسترجاعها، رفض والد الزوجة القاصر وطلب من زوج ابنته 70 ألف جنيه، وعندما رفض الزوج القاصر قال له حماه "طلق بنتى"، "مش هترجعلك تانى" وهرفع عليك دعوى خلع".
جريمة جديدة
ولم يكتف والد الفتاة بل حرر محضرًا ضد زوج ابنته القاصر زعم فيه أنه تسبب في وفاة حماته وإشعال النيران فيها هو وأهله، وأنه سوف ينتقم منه، وقام بخطف شقيقة الزوج القاصر، مهددًا بعدم إعادتها إلا بعد دفع المبلغ المالى وتطليق زوجته، ليتحول القرار بالموافقة على زواج قاصر إلى مأساة لعائلتين.
حرام شرعا وقانونا
المختصون بدورهم عارضوا زواج القصر، كون بدايته جريمة تبدأ بتزوير، ويؤكد مستشار بمحكمة الأسرة رفض ذكر اسمه، أنه حال قيام المأذون بكتابة عقد زواج رسمى لقصر، يوجه له تهمة تزوير في أوراق رسمية، وعقوبة تصل إلى الحبس 3 سنوات.
وأضاف مستشار الأسرة أنه في بعض مناطق الأرياف يقوم والد القاصر بعمل ما يسمى شهادة تسنين للابنة ضمانا لتمرير الزواج، مشيرا إلى أن الشرع لم يحرم زواج القاصر والقانون لن يجيز وثيقة رسمية لزواج القاصر دون 18 سنة.