محللون كويتيون عن «حل مجلس الأمة»: جاء لقطع الطريق أمام المعارضة.. لخروج الحكومة من مأزق العجز المالي.. لتفويت الفرصة على «البراك» صاحب فرصة النجاح المضمون.. ومبررات الحل واهية وال
رأى محللون سياسيون كويتيون أن إصدار الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير الكويت، اليوم الأحد، مرسومًا أميريًا بحل مجلس الأمة الكويتي "البرلمان"، هو خطوة استباقية لقطع الطريق على المعارضة.
مرسوم ملكي
واستقبل أمير الكويت، عصر اليوم الأحد، بالقصر الملكي، ولي العهد الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح، والشيخ جابر المبارك الحمد الصباح، رئيس مجلس الوزراء، حيث رفع إليه مشروع مرسوم بحل مجلس الأمة وفقًا للمادة 107 من الدستور.
انتخابات مبكرة
وكان رئيس مجلس الأمة الكويتي، مرزوق الغانم دعا في حوار تليفزيوني، مساء أمس السبت، إلى انتخابات تشريعية مبكرة، لتكون المرة الأولى في تاريخ البلاد التي يدعو فيها رئيس السلطة التشريعية إلى حلها.
تحديات داخلية
وقال الغانم إن المرحلة القادمة فيها تحديات داخلية وخارجية محيطة بنا وتتطلب فريقًا حكوميًا جديدًا والعودة إلى صناديق الاقتراع، مضيفا: "نقلت رأيي بإجراء انتخابات برلمانية مبكرة وتقديم موعدها المقرر في يوليو 2017 إلى القيادة السياسية، وأن العودة إلى صناديق الاقتراع هو خيار ديمقراطي وتقليد سياسي عريق.
قطع الطريق
ورأى محللون سياسيون كويتيون، أن حل المجلس الحالي، وتقديم موعد الانتخابات النيابية، جاء لـ"قطع الطريق أمام المعارضة كي لا تستعد جيدًا للانتخابات المقبلة"، و"فرصة للحكومة للخروج من مأزق العجز المالي"، وفقًا لما نقله موقع "هافينجتون بوست" الأمريكي.
مبررات الحل
ووضع رئيس مجلس الأمة عدة مبررات لحل مجلس الأمة وتبكير الانتخابات، ومن تلك المبررات قال رئيس البرلمان إن "المرحلة القادمة فيها تحديات داخلية وخارجية محيطة بنا، وتتطلب فريقًا حكوميًا جديدًا والعودة إلى صناديق الاقتراع"، وأن المواعيد الدستورية للانتخابات من 22 يونيو إلى 6 أغسطس 2017، غير مناسبة".
وتعليقًا على مبررات مطلب رئيس البرلمان قال الكاتب أحمد المليفي، "لن يقتنع أحد بأن هذه المبررات هي السبب الحقيقي للحلّ، بل الجميع بدأ يتحدث وبصوتٍ عالٍ أن السبب الحقيقي غير معلن".
مسلم البراك
ورأى المليفي أن طلب حل البرلمان وتعجيله هو "لتفويت الفرصة على من يطلق عليهم الأغلبية "مجموعة من نواب مجلس 2012 المبطل قاطعوا الانتخابات الماضية وجزء منهم قرر المشاركة في المقبلة" وذلك قبل ترتيب أوراقهم وأيضًا قبل خروج مسلم البراك "المعارض البارز وأمين عام حركة حشد"، من السجن الذي لم يتبق من مدة سجنه سوى شهور قليلة".
حيلة هزيلة
وأضاف أن الكل بدأ يتحدث وبصوت عال أن فكرة الحل هي مجرد حيلة هزيلة ومكشوفة لتفويت الفرصة على مسلم البراك صاحب فرصة النجاح المضمون فيما لو قرَّر خوض الانتخابات".
مجرد تمثيلية
وتابع المليفي: إن بعض الاستجوابات الاستعراضية التي يتسابق عليها بعض الأعضاء في الوقت الضائع فالكل يعلم أنها مجرد تمثيلية، ووسيلة ضغط وسبب إضافي لإيجاد مبرر حتى لو كان واهيًا إلا أنه قد يقنع ويصلح عذرًا للسلطة للحل الذي طلبه رئيس المجلس وأتباعه".
ورطة الحكومة
من جهته قال رئيس قسم العلوم السياسية في جامعة الكويت، النائب السابق في البرلمان، حسن جوهر "إن حل المجلس في هذه الأجواء قد ينقذ الكثير من النواب الحاليين، ويمكّن بعضهم من المنافسة في الانتخابات القادمة، خصوصًا أمام النواب السابقين المخضرمين والأقوياء سياسيًا"، مشيرا إلى أن الحل الدستوري قد يراد منه إعطاء قيمة لهذا المجلس ويجعله في مصاف المجالس السابقة ذات الشعبية الواسعة".
وأوضح جوهر أن أسباب ومبررات حل المجلس تكمن في ورطة الحكومة للخروج من مأزق التحكّم في العجز المالي، عبر رفع غطاء الدعم عن بعض السلع والخدمات من جهة، أو فرض رسوم مالية وربما الضرائب على المواطنين".
تيارات مفككة
وشدد جوهر على أن "حل المجلس في هذا التوقيت وقبيل انتهاء موعده الدستوري، والدعوة إلى انتخابات جديدة مبكرة تكون فيها التيارات السياسية، وخاصة قوى المعارضة، مفككة ومترددة، قد يضمن تشكيلة قريبة من المجلس الحالي، حتى في حال تغيير عدد كبير من نوابه".