رئيس التحرير
عصام كامل

«مدينة غرناطة» بمصر الجديدة معجزة يقتلها الإهمال.. تتحول من «ركن ملكي» إلى «مقلب قمامة كبير».. مخازن الأدوات الميكانيكية تشوه المبنى التاريخى.. و«الحكومة» تدرس

فيتو

تقع في أرقى أحياء العاصمة، تخطف نظرك مجرد مرورك أمام حديقة الميريلاند، فتبهرك بتصميمها الرائع، الذي وضعه البارون إمبان مؤسس مصر الجديدة، الذي حرص أن تكون على الطراز الأندلسى محاكاة لمدينة "غرناطة" الأندلسية، لذلك سميت على اسمها، إنها مدينة غرناطة بمصر الجديدة التي تم تشييدها على أربعة أفدنة في أوائل القرن الماضى.


منصة ملكية
كانت مدينة غرناطة، منصة ملكية للملك فاروق، حيث استغلها لمشاهدة سباق الخيل الذي كان يجرى بشارع السبق والذي بدأ تنظيمه في 1910، خلال ثلاثة مواسم في العام الواحد، وكان الموسم الأول يبدأ بالقاهرة ثم الخرطوم ثم الإسكندرية، وكان يتم تنظيمه أسبوعيا في موسم الشتاء، ويحضره ملوكا وأمراء، لذلك سميت "بنادي سباق الخيل"، وكان يشارك بالسباق الأرمن والشركس واليهود والإنجليز.

غرناطة المصرية
غرناطة المصرية عبارة عن مدرجات وساحة كبيرة ومسجد وبرج ذو سلم حلذونى، وقبة على الطراز الأندلسى، وبعد أن كانت منصة ملكية للملك فاروق استضاف بها ملوك وأمراء الدول الأخرى، تحولت في عهد الرئيس الراحل محمد أنور السادات حسب روايات أهالي مصر الجديدة، إلى ملهى، حيث أكدوا أن غرناطة تحولت بعد ثورة يوليو إلى حديقة ومطاعم في الطابق الأول وملهى ليلى لتقديم الخمور في الطابق الثانى، إلى أن وصل بها الأمر الآن لمدينة مهجورة، يطولها الإهمال من كل جانب.

مقلب قمامة
وتحولت غرناطة من مدينة تستضيف ملوك العالم لجراج للسيارات ومقلب للمخلفات ومخزن لأدوات الميكانيكا، وذلك بعد أن أصبحت في قبضة شركة مصر الجديدة للإسكان والتعمير، بل كثر الحديث منذ عام ونصف عن قيام الشركة بهدم المدينة من أجل أبراج سكنية بدلا منها وذلك بعد أن أكد أهالي الحى رؤيتهم لمعدات الحفر إلا أن ثورتهم جعلت محافظة القاهرة تنفى تماما استخراجها رخصة هدم لهذا المبنى الأثرى.

إحياء التراث
ومنذ شهرين، عاد الحديث مرة أخرى عن غرناطة أو الركن الملكى، ولكن هذه المرة ضمن مبادرة "إحياء تراث مصر الجديدة" والتي أطلقتها محافظة القاهرة منذ شهرين والهدف منها عودة مصر الجديدة لسابق عهدها واستعادة رونقها، وإزاحة التراب من على الأماكن التاريخية والأثرية بها. 

خطة التطوير
وأكد المهندس إبراهيم صابر رئيس حي مصر الجديدة، أن تطوير مدينة غرناطة يأتى ضمن مبادرة إحياء تراث مصر الجديدة والذي يشمل تطوير حديقة الميريلاند بتكلفة تصل إلى 30 مليون جنيه، فضلا عن تطوير الميادين وواجهة المبانى التراثية العريقة وذلك بالتنسيق مع الجهاز القومى للتنسيق الحضارى.

وأضاف «صابر» في تصريحات خاصة لـ«فيتو»، أنه سيتم تحويل مدينة غرناطة إلى مسرح مكشوف يتبع دار الأوبرا المصرية، لافتا إلى أن الحى انتهى من تراخيص ترميم المبنى والذي من المتوقع أن يصل تكلفته إلى 15 مليون جنيه على أن يتم الانتهاء خلال عام من عملية التطوير.
الجريدة الرسمية