مجانين تحكى ومهابيل تسمع
حالة مزرية تعيشها تلك "النخب الثقافية" التى تدير بعض وسائلنا الإعلامية إلا العقلاء منهم وقليل ما هم!!
(هَمَجٌ رَعَاعٌ أَتْبَاعُ كُل نَاعِقٍ يَمِيلُونَ مَعَ كُل رِيحٍ لَمْ يَسْتَضِيئُوا بِنُورِ الْعِلْمِ ولَمْ يَلْجَئُوا إلى رُكْنٍ وَثِيقٍ).
آخر افتكاسات تلك النُخب التى اعتادت أن تشرب ثمالة كئوس الآخرين وتقدمها للشعوب المستضعفة المغلوبة على أمرها ما صرح المدعو "عبد الله النفيس" واستقبله هؤلاء العجزة المشوهون بالبشر والترحاب على طريقة "ألا تكبرون" أن "إيران عرضت على مرسى 30 مليار دولار استثمارات مقابل تسليمها مساجد الفاطميين، فضلا عن إرسال 20 ألف شاب مصرى للدراسة فى قم".
ألا تكبرون!!
مجنون يحكى وليس ثمة عاقل يسمع!!، فالعقلاء ممنوعون من الحضور، أما إذا سمح لهم بالحضور فلا يسمح لهم بالقول، وإذا سمح لهم بالقول فلا بد أن يحاصرهم ألف مجنون كما حدث مع العبد لله ليلة أمس فيما يسمى بقناة التحرير.
أى تحرير؟!، إنه تحرير العقل من العقل عبر دفعه إلى الجنون!! لو كان ثمة "عاقل يحكى" لأيقن أن الـ"30 مليار" التى وعدت بها إيران كاستثمارات فى مصر "إن صدق الحكى" تكفى وتفيض لوضع الاقتصاد المصرى تحت السيطرة الإيرانية الكاملة أيها الحمقى الذين لا يتدبرون ولا يعون ما يقولون.
لقد استولت قطر العظمى على الإرادة السياسية لمصر التى لم تعد عظمى بمبلغ مليارين من الدولارات، ناهيك أن المعونة الأمريكية التى تكبل إرادة مصر بأسرها لا تصل إلى مبلغ المليارين، يا عقلاء المجانين!!
مجنون يحكى وأكثر منه جنونا يهلل ويصفق فى مشهد سريالى يؤكد على أن مصر مبارك ومن بعده مرسى لم يعد فيها للعقل ولا للعقلاء مكان.
الأسوأ من هذا هو الانبهار بهؤلاء الأعراب المستوردين بعد أن نضب نبع الفكر والعقل فى مصر، فتارة يأتون لنا بالعريفى والآن بالنفيسى، أما إذا تعلق الأمر بالنفيس فلا بد من محاصرته فكريا وزمنيا بدعوى "التوازن" حيث يتعين إتاحة فرصة توجيه السباب والشتائم لكل من هب ودب وسماه أشباه الناس شيخا، وصولا لحقه فى إبداء الغضب على العبد لله لأنه "يرتدى جاكت وقميص" بينما يصر الشحات على ارتداء الشحتوف!!
بالأمس جاء معدو برنامج "الشعب يريد" أو "السلفيون يريدون" بكل من يريدون بدءا من النفيسى وحسن وأبو إسحق والشحات فضلا عن ذلك الصبى الذى جاءوا به للاستوديو ليردوا على النفيس، ولم يبق سوى الاستعانة بعزبة الشحاتين وموتاهم الأمويين المقبورين للدفاع عن منطقهم المهترئ، وكان الرد المختصر المفيد.
يقول ابن تيمية فيما يسمى بالعقيدة الواسطية: "وَيُحِبونَ أَهْلَ بَيْتِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَيَتَوَلوْنَهُمْ، وَيَحْفَظُونَ فِيهِمْ وَصِيةِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، حَيْثُ قَالَ يَوْمَ غَدِيرِ خُم: أُذَكِّرُكُمُ اللهَ فِى أَهْلِ بَيْتِى. وَقَالَ أَيْضًا لِلْعَباسِ عَمه ـ وَقَدِ اشْتَكَى إليه أن بَعْضَ قُرَيْشٍ يَجْفُو بَنِى هَاشِمٍ ـ فَقَالَ: وَالذِى نَفْسِى بِيَدِهِ؛ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتى يُحِبوكُمْ؛ للهِ وَلِقَرَابَتِى. وَقَالَ: إنّ اللهَ اصْطَفَى بَنِى إسماعيل، وَاصْطَفَى مِنْ بَنِى إسماعيل كِنَانَةَ، وَاصْطَفَى مِنْ كِنَانَةَ قُرَيْشا، وَاصْطَفَى مِنْ قُرَيْشٍ بَنِى هَاشِمٍ، وَاصْطَفَانِى مِنْ بَنِى هَاشِمٍ".
فقط نريد أن نعرف ما هى قصة "غدير خم" التى ذكرها ابن تيمية، ولماذا يعرض الوهابيون عن ذكرها؟!أما نحن فنذكر لهم بعض ما ورد فى غدير خم من كتبهم.
صحيح مسلم
36 - (2408) حدثنى زهير بن حرب وشجاع بن مخلد، جميعا عن ابن علية، قال زهير: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم، حدثنى أبو حيان، حدثنى يزيد بن حيان، قال:
انطلقت أنا وحصين بن سبرة وعمر بن مسلم إلى زيد بن أرقم، فلما جلسنا إليه قال له حصين: لقد لقيت، يا زيد خيرا كثيرا، رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وسمعت حديثه، وغزوت معه، وصليت خلفه، لقد لقيت يا زيد خيرا كثيرا. حدثنا يا زيد! ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال: يا ابن أخى، والله لقد كبرت سنى وقدم عهدى، ونسيت بعض الذى كنت أعى من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فما حدثتكم فاقبلوا، وما لا فلا تكلفونيه. ثم قال: قام رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما فينا خطيبا، بماء يدعى خما، بين مكة والمدينة، فحمد الله وأثنى عليه، ووعظ وذكر، ثم قال: "أما بعد، ألا أيها الناس فإنما أنا بشر يوشك أن يأتى رسول ربى فأجيب، وأنا تارك فيكم ثقلين: أولهما كتاب الله فيه الهدى والنور فخذوا بكتاب الله، واستمسكوا به" فحث على كتاب الله ورغب فيه. ثم قال: "وأهل بيتى، أذكركم الله فى أهل بيتى، أذكركم الله فى أهل بيتى، أذكركم الله فى أهل بيتى"، فقال له حصين: ومن أهل بيته؟ يا زيد، أليس نساؤه من أهل بيته؟ قال: نساؤه من أهل بيته، ولكن أهل بيته من حرم الصدقة بعده، قال: وهم؟ قال: هم آل على، وآل عقيل، وآل جعفر، وآل عباس، قال: كل هؤلاء حرم الصدقة؟ قال: نعم.
36- م - (2408) وحدثنا محمد بن بكار بن الريان، حدثنا حسان -يعنى ابن إبراهيم- عن سعيد بن مسروق، عن يزيد بن حيان، عن زيد بن أرقم، عن النبى صلى الله عليه وسلم، وساق الحديث بنحوه، بمعنى حديث زهير.
36- م 2 - (2408) حدثنا أبو بكر بن أبى شيبة، حدثنا محمد بن فضيل ح. وحدثنا إسحاق بن إبراهيم، أخبرنا جرير، كلاهما عن أبى حيان، بهذا الإسناد، نحو حديث إسماعيل، وزاد فى حديث جرير: "كتاب الله فيه الهدى والنور، من استمسك به وأخذ به، كان على الهدى، ومن أخطأه ضل".