رئيس التحرير
عصام كامل

فكرى أباظة يكشف أسباب هبوط سعر الجنيه

فكرى أباظة
فكرى أباظة

في مجلة المصور عام 1948 مرت بمصر أزمة اقتصادية عنيفة أدت إلى هبوط سعر الجنيه المصرى أمام العملات المالية الأخرى فكتب فكرى أباظة مقالا قال فيه:


لو كنت رئيسا للوزراء لقررت أن أسافر إلى خارج القطر المصرى في رحلة طويلة أو قصيرة حسب الظروف، فأولى وجهى مرة شطر واشنطون ومعى خبرائى ومستشارىّ، واتصل برئيس الولايات المتحدة ورئيس وزرائها ــــ إن كان لهم رئيس ــــ وأناقشه مناقشة رسمية في المسائل المعلقة بين البلدين..وهى موقف أمريكا في فلسطين وموقف أمريكا من القضية المصرية، لأنى أرى أن السفير المصرى لا يستطيع القيام بهذه المهمة لأنه مغلول اليد محدود التفويض.

ولو كنت رئيس الوزراء لقفزت إلى إنجلترا ومعى خبراتى ومستشارى وفاوضت في الجلاء عن القنال ومستقبل السودان ومستقبل العلاقات المصرية الإنجليزية والمعاهدة.

لو كنت مكان رئيس الوزراء لزرت اليونان وإيطاليا وفرنسا للوصول إلى اتفاق دفاعى عن البحر الأبيض المتوسط بتكوين كتلة إقليمية.
لو كنت مكان وزير المالية لملأت حقيبتى بالوثائق والمستندات ولطفت حول أمريكا وأوروبا ادرسأحال النقد وأسباب هبوط سعر الجنيه المصرى أمام العملات الأخرى ولبحثت عن أسواق جديدة للقطن المصرى ولعقدت الصفقات المباشرة في كل بلد.

ذكرت هذا الآن لأن سياستنا المصرية السياسية والمالية والتجارية درجت على أن تكون سياسة محلية فقط فأصابها العقم وعدم الإنتاج والفشل والبوار.

أليس غريبا أن سياسيا مصريا واحدا لم يزر إيطاليا ولا روسيا ولا فرنسا ولا وسط أوروبا من زمن بعيد منذ عام 1934 بعد جولة النقراشى في مجلس الأمن.
الجريدة الرسمية