"إخوان" تونس تتفنن فى التنصت على المعارضة.. احتفظت بمنظومة "بن على" ودعمتها بأجهزة حديثة من فرنسا.. العاصمة تحتوى على 3 مراكز رئيسية.. تركز على تتبع المحامين والمعارضين وأعضاء التيار السلفى
كشف الناشط الحقوقى والصحفى التونسى "معز الباى"، أن حركة النهضة الإسلامية فى تونس – الإخوان- تمتلك منظومة تجسس كان يمتلكها الرئيس السابق زين العابدين بن على، عقب تزويد الولايات المتحدة لتونس بأجهزة تنصت خاصة إبان فترة التوتر بين العقيد معمر القذافى فى ليبيا والنظام الأمريكى، لكن وجهة تلك المعدات تحولت بداية من سنة 1991 لتصبح مسلطة على الداخل التونسى، خاصة مع انطلاق المواجهات ضد المعارضة، بعد أن توخى نظام "بن على" نهج التصفية معهم.
وأوضح "الباى"، وفقًا لما نشرته جريدة "آخر خبر" التونسية، أن تلك الفترة يطلق عليها المناضلون السياسيون والحقوقيون سنوات الجمر، مؤكدًا احتفاظ حركة النهضة بهذه المنظومة وتطويرها باستيراد أجهزة فرنسية جديدة لتدعيمها، وأن هذه المنظومة لم يتم إلى اليوم تفكيكها، وبقيت تعمل، كما أكد ذلك وزير الداخلية السابق ورئيس الوزراء الحالى "على العريض" فى أكثر من مناسبة.
وحسب المعطيات المتوفرة فإن مراكز التنصت تتوزع اليوم بين العاصمة وعدد من الجهات، ففى العاصمة ما لا يقل عن ثلاثة مراكز تئويها فى ظاهر الأمر فيلات عادية فى ضواحى المروج والبحيرة و"ميتيال فيل"... وهى مجهزة بأحدث المعدات.
كما تتوزع مراكز التنصت فى بعض الجهات، وتتركز خاصة فى مكاتب سرية داخل بعض مناطق الأمن، أو على مقربة منها، مثل صفاقس وسوسة ونابل، إلى جانب مقر خاص بالقصبة بالكاف.
ويؤكد الناشط السياسى أن بلاده اقتنت مؤخرًا معدات تنصت عالية الدقة من شركة فرنسية بمبالغ مالية باهضة، وأن وزارة الداخلية فضلت العرض الفرنسى على نظيره التركى، رغم احتمال وجود ثغرات أمنية فى الأجهزة الفرنسية.
وأكد عدد من النشطاء والحقوقيون أنهم ما زالوا يتعرضون للتنصت على مكالماتهم، حيث كشف "وليد زروق"، كاتب عام نقابة أعوان السجون، أن مكتب التنصت بسجن المرناقية وقع تعزيزه برجال أمن إضافيين ممن تم استبعادهم فى وقت سابق بسبب انتمائهم لجماعة الإخوان، وإنه يقع التنصت اليوم على لقاءات المحامين بموكليهم، وخاصة المحسوبين على التيار السلفى، ويراقبونهم حتى فى غرف إقامتهم.