رئيس التحرير
عصام كامل

رسالة السيسي لسلمان «٢»


رغم أن توقف شركة آرامكو السعودية عن الوفاء باتفاقها التجاري مع مصر، وعدم توريد حصة المنتجات البترولية لشهر أكتوبر لنا أثار غضبا واسعا في مصر، إلا أن الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي عندما تناول هذا الأمر كان شديد الهدوء وغير منزعج وغير غاضب وغير منفعل، وتركز تناوله لهذا التصرف من شركة آرامكو على أن مصر سارعت بتدبير احتياجاتها من المواد البترولية، تعويضا عن الحصة الشهرية منها، التي لم تف بها الشركة السعودية.


لم يهاجم أو حتى ينتقد الرئيس السيسي موقف شركة أرامكو وتصرفها الذي يعد خرقا لاتفاق تجاري بحت، ولم يقل إن ذلك التصرف الذي اقترن بنقد سعودي علني من مندوبها في مجلس الأمن للموقف المصري تجاه سوريا، هو نوع من الضغط السعودي غير المقبول على مصر.. وإنما قال السيسي كل ذلك عمليا من خلال تدبير مصر ما لم تف به الشركة السعودية من منتجات بترولية، كان من المفروض أن تصدرها لمصر خلال هذا الشهر.

وهذا معناه أن السيسي أراد القول للقادة السعوديين: هذا الأسلوب لا يجدي معنا ولا يفيد، ويتعين أن تعدلوا عنه وتراجعوا مواقفكم وسياستكم، خاصة أنه في الوقت الذي دبرت فيه مصر احتياجاتها من المواد البترولية، أكد الرئيس السيسي أن مصر لن تحيد عن سياستها المستقلة.. بل وزاد موجها كلامه للمصريين: إن السياسة المستقلة مكلفة ولها أعباؤها ويجب أن تتحملوا تكاليفها.

وهكذا كانت رسالة السيسي للسعودية شديدة القوة.. وهذا ما فهمه السفير السعودي في القاهرة فغادرها، ليبحث الأمر مع القادة السعوديين.. ونكمل غدا.
الجريدة الرسمية