رئيس التحرير
عصام كامل

4 مشاهد تكشف تفاصيل أغرب جريمة بالقاهرة.. «أمل» اعتادت مساعدة المحتاجين فكان جزاؤها القتل.. أحد الجناة اغتصب المجنى عليها أمام والدها قبل خنقها.. الضحية كانت تساعد أسرته.. والإعدام لـ2 والمؤ

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

داخل أروقة المحاكم، وبين ملفات القضايا، قصص وحكايات أغرب من الخيال، فيها من قتل أبويه، أو ذبح زوجته أو صديقه، ومن اغتصب جارته، أو سرق متاعها أو احترف تجارة المخدرات والممنوعات، وغيرها من شتى أنواع الجرئم البشعة..

 غير أن الواقعة التي يسرد محقق «فيتو» فصولها في السطور التالية، فاقت في بشاعتها أية جريمة أخرى، فيها ارتكب سائق وعامل ثلاث جرائم في جريمة واحدة، فقد اشتركا في اغتصاب سيدة، ثم قتلاها هي ووالدها، وسرقا محتوىات شقتهما وكمية من المشغولات الذهبية ومبالغ مالية، الأمر المثير في تلك الجريمة الثلاثية، هو أن المجنى عليها، كانت تغدق أموالها على أسرتى القاتلين، ولم تبخل يوما في مد يد العون لهما.. أما تفاصيل الواقعة فتحمل المزيد من الغرابة والإثارة، يرويها المحقق في مشاهد متتالية.

المشهد الأول: خطة جهنمية

داخل أحد المنازل المتواضعة بمنطقة الزاوية الحمراء، جلس “محمد” مع زوجته “نصرة” يتبادلان الحديث عن ظروف الحياة الصعبة والضائقة المالية التي يمران بها، وفى سياق الكلام تحدثت الزوجة عن “الست أمل”، تلك السيدة الثرية التي لا ترد سائلا، والتي تغدق عليها الأموال ولا تتردد في مساعدتها هي وصديقتها “سميرة” كلما طلبتا ذلك.. لمعت عينا الزوج ببريق شيطانى وقرر سرقة شقة “أمل”، حتى لو تطلب الأمر قتلها، وعرض الأمر على زوجته التي وافقت على الفكرة دون تردد، ثم تواصلت مع صديقتها سميرة، واتفق الثلاثة على التوجه إلى منزل السيدة الثرية في منطقة مصر الجديدة، حتى يتعرف “محمد” عليه وعلى مداخله ومخارجه، وهو ما حدث في اليوم التالى..

 في مساء ذات اليوم التقى الزوج صديقيه “شرف الدين”، و”محمد.ح”، وعرض عليهما الأمر طالبا منهما مشاركته في الجريمة، وافق الإثنان دون تفكير وتم وضع خطة الجريمة، والتي تضمنت ذهاب “محمد”، و”شرف الدين” إلى منزل المجنى عليها لتنفيذ الجريمة، في حين يتواجد “محمد.ح” في منطقة سكنهما بالزاوية الحمراء، كى يجلب شهود زور يؤكدون تواجد المتهمين معه بالمنطقة في وقت تنفيذ الجريمة.

المشهد الثانى: 3 جرائم في وقت واحد

كانت عقارب الساعة قد تجاوزت التاسعة صباحا، عندما وصل “شرف الدين”، و”محمد” إلى شقة المجنى عليها.. طرقا الباب واستقبلتها “امل” بابتسامة صافية تظاهرا بأنهما يمران بأزمة مالية طاحنة وحضرا إليها طلبا للمساعدة، وكعادتها لم تردهما وعندما أدارت ظهرها كى تدخل لإحضار الأموال لهما، انقض الإثنان عليها ودفعاها إلى الداخل وأغلقا الباب، وعندما سقطت السيدة على الأرض، جثم “شرف الدين” عليها محاولا كتم أنفاسها لمنعها من الصراخ والاستغاثة، غير أن الشيطان وسوس له بأن يغتصبها..

 في هذه الأثناء فوجئ الصديقان بخروج والد المجنى عليها وهو رجل مسن، وحاول الدفاع عن ابنته وتخليصها من بين يدى “شرف الدين”، غير أن “محمد” تصدى له واستطاع السيطرة عليه وشل حركته، ليواصل الأول جريمته ويتمكن من اغتصاب السيدة أمام والدها، وبعد أن فرغ من فعلته كتم أنفاسها باستخدام قطعة قماش ولم يتركها إلا جثة هامدة، ثم شارك صديقه في قتل والدها المسن خنقا باستخدام حبل عثرا عليه داخل الشقة.. بعد ذلك بدأ المجرمان يتجولان في الشقة بحرية تامة، واستطاعا الوصول إلى أماكن المشغولات الذهبية والأموال، فسرقاها وفرا هاربين، بعد أن أغلقا الباب خلفهما على الجثتين.

المشهد الثالث: تقسيم الغنائم

اجتمع الجناة الخمسة “شرف الدين”، و”محمد”، ومحمد.ح”، و”نصرة”، و”سميرة”، في منزل أحدهم ووضعوا أمامهم المشغولات الذهبية والأموال التي سرقها الأول والثانى من منزل المجنى عليهما، وراحوا يقتسمون الغنيمة، ثم تواصلوا مع بائع ملابس واعطوه بعض المشغولات الذهبية كى يتصرف فيها بالبيع لمصلحتهم، وهو ما حدث بالفعل حيث باعها لتاجر مجوهرات وسلم ثمنها للجناة..

 في ذات الوقت كان رجال المباحث والنيابة العامة وخبراء المعمل الجنائى، يجرون معاينة جنائية لجثتى أمل ووالدها، ويفحصون محتويات الشقة بحثا عن خيط يقودهم إلى مرتكبى الجريمة.. أشارت التحريات إلى أن “نصرة”، و”سميرة”، كانتا من أكثر المترددات على شقة المجنى عليهما، وربما تربطهما علاقة ما بالجريمة، وبعد اتخاذ كافة الإجراءات القانونية، تمكن رجال المباحث من إلقاء القبض عليهما، وعند مناقشتهما بدت عليهما علامات الارتباك، وبتطوير المناقشة، انهارتا واعترفتا بتفاصيل الجريمة، تم استئذان النيابة العامة مجددا، وألقى القبض على المتهمين الثلاثة الباقين، وعثر بحوزتهم على كمية من المشغولات الذهبية الخاصة بالمجنى عليها، وبعض الأموال التي لم يتصرفوا فيها، وبمواجهتهم اعترفوا تفصيليا بجريمتهم، وأرشدوا عن بائع الملابس والصائغ اللذين تصرفا في المشغولات الذهبية.

المشهد الرابع: اعترافات تفصيلية

أمام وكيل النائب العام، راح ضابط المباحث الذي أجرى التحريات عن الواقعة، يسرد تفاصيل الجريمة، مؤكدا أن المجنى عليها، كانت حسنة السمعة وهى ميسورة الحال، واعتادت إنفاق أموالها في أوجه الخير، ولا ترد سائلا يطرق بابها ومن بينهم الجناة، الذين قابلوا الإحسان بالإساءة، وانساقوا وراء الشيطان الذي زين لهم قتلها، والاستيلاء على أموالها ومشغولاتها الذهبية، ووضعوا خطة محكمة استطاعوا من خلالها تنفيذ جريمتهم..

 وأوضح الضابط أن جميع الأدلة وأقوال الشهود، أشارت إلى ثبوت الاتهام عليهم.. وبعد أن انتهى من شهادته، استمع وكيل النائب العام لاعترافات المتهمين التفصيلية، والتي أكدوا فيها ارتكاب الواقعة، وأعاد المتهمان “شرف الدين” (سائق – 23 سنة) وشهرته “هشام الأبيض”، و” محمد” (عامل – 23 سنة) وشهرته “بقه”، تمثيل الجريمة وتصويرها جنائيا.. بعد انتهاء التحقيقات، تمت إحالة المتهمين إلى محكمة الجنايات، وأعاد المتهمون جميعا اعترافاتهم أمامها في عدة جلسات، أصدرت المحكمة حكما بإعدام منفذىَ الجريمة، ومعاقبة باقى المتهمين بالسجن المشدد.

"نقلا عن العدد الورقي.."
الجريدة الرسمية