رئيس التحرير
عصام كامل

بالصور.. أكوام القمامة تملأ شوارع أسيوط.. تحاصر المدارس ومواقف السيارات.. كارثة بيئية تهدد الأهالي بسبب حرقها المستمر.. سائق: «قضا أخف من قضا».. والمسئولون: «السبب سلوك المواطنين»

فيتو

انتابت حالة من السخط والغضب أهالي محافظة أسيوط؛ بسبب تكدس القمامة بالشوارع الرئيسية والميادين، حيث امتدت لمواقف السيارات التي تربط المحافظة بالمحافظات الأخرى، لتصبح سمة مميزة لمحافظة أسيوط التي عرفت دائما بنظافتها وأنها عاصمة للصعيد.


رحيل المحافظ
وطالب الأهالي برحيل محافظ أسيوط بعد تدهور الأوضاع في الشارع، فلم يسلم سكان المناطق والأحياء الراقية من تأثيرات القمامة، وإن كانت الشوارع بها تبدو أقل تلوثًا من تلك الواقعة بالمناطق العشوائية، وذات الكثافة السكانية العالية، لكن الدخان الناتج عن حرق أكوام وأطنان من القمامة لم يفرق بين أصحاب المناطق الراقية أو العشوائية، في ظل غياب المسئولين الذين يؤكدون دومًا أنهم يقومون بأعمال النظافة وجمع القمامة وأن السبب في ذلك هو سلوك المواطنين.

الاستغاثات
وأكد الأهالي أنهم أرسلوا مئات الشكاوى والاستغاثات للمسئولين من رؤساء الأحيــاء والمدن ومحافظ الإقليم، والنتيجة كانت وعودًا زائفة وتصريحات وردية بالقضاء على القمامة، وتنفيذ مبادرات هدفها فقط الظهور الإعلامي اهتمت بالشوارع الرئيسية بالمحافظة وتركت باقى الشوارع بيئة خصبة لانتشار الأمراض والأوبئة والحشرات والزواحف.

حرق القمامة
يقول محمد حسن، سائق، إن عدم وجود صناديق القمامة الكافية تسبب في قيام المواطنين بإلقاء القمامة بجوار الأرصفة، ما يشكل خطورة على السائقين الذين ينتظرون بجانب تلك الأرصفة، ويقوم بعضهم بإشعال النار فيها للتخلص منها ومن الحشرات التي تنتشر عليها ورائحتها الكريهة، رغم علمهم أن ذلك يؤدي لتلوث الهواء، قائلًا: «قضا أخف من قضا والمسئولين نايمين والحرق لها يطهر المكان من الحشرات ويقتل الأمراض المنتشرة بها».

وأضاف خالد حسن، مدرس، أن انتشار القمامة والمخلفات خلال الآونة الأخيرة زاد بصورة كبيرة وامتد ليصل إلى محيط المدارس ويحاصرها، ويهدد بنقل الأمراض والأوبئة للتلاميذ، خاصة الأمراض الجلدية وأمراض العيون، ورغم الاستغاثات العديدة التي يتم إرسالها من أولياء الأمور أو المدرسين لرفع تلك القمامة بعيدًا عن أسوار المدارس إلا أن الاستجابة لتلك الاستغاثات بات أمرًا من المحال، ما يدفع بعض الأهالي لحرقها ليلًا، مشيرا إلى أن الدخان المتصاعد يملأ الوحدات السكنية القريبة، ويمنع الأهالي من النوم، ويعرضهم للاختناق.

مواقف السيارات
وأشار مصطفى حسن، طالب بجامعة أسيوط، إلى أن القمامة لم تعد قاصرة على الشوارع الفرعية في المحافظة فامتدت للشوارع الرئيسيـة، حتى وصلت إلى مواقف السيارات التي تربط مركز أسيوط بباقى المراكز وتربط المحافظة بالمحافظات الأخرى.

قائلًا: «تقاعس المسئولين في الأحياء عن القيام بأبسط أعمالهم وهي أعمال النظافة جعل القمامة تمتد لمواقف السيارات، فتحول موقف الأزهر أهم مواقف أسيوط إلى محرق للقمامة ومن قبله موقف الشادر الذي سبقه في ذلك وتمتد أكوام القمامة به لعدة مترات ويتم إشعال النار بها ليلًا، في غياب الرقابة بعدما فقد المواطنون الأمل في رفع القمامة».

حملات النظافة
في الوقت ذاته يؤكد رؤساء المدن والأحياء، استمرار شن حملات النظافة لرفع القمامة من شوارع المحافظة، لافتًا إلى أن سلوك المواطنين هو السبب في تلوث البيئة.

ومع تبادل الاتهامات بالتقصير بين المسئولين والمواطنين والجهات المختلفة يبقى المواطن هو الذي يدفع ثمن تلوث الهواء والبيئة، ويحيا على أمل أن يستجيب المسئولــون للشكاوى والاستغاثات التي لم يعد أمامه إلا كتابة العشرات منها، لعل استغاثة تصل إلى مسئول فيستجيب.
الجريدة الرسمية