رئيس التحرير
عصام كامل

فاروق شوشة.. عاشق قضى 80 عاما في محراب الشعر.. (بروفايل)

فاروق شوشه
فاروق شوشه

هادئ كما نسيم الربيع.. ذاك الذي يمر على جسدك فيزرع في الخلايا طمأنينة لاتزول، هو كما أثر الفراشة لايرى، ولكن تشعر بمروره الطيب.. إنه فاروق شوشة.


عندليب اللغة
وصفه الإعلامي يسري فودة "عندليب اللغة"، عاش في محراب الشعر ثمانين عامًا، قضاها يغازل اللغة ويهدهد حروب الأبجدية، فيغزل منها قصائد على شاكلة قلبه الهادئ، وكان مولده عام 1936 في قرية الشعراء بمدينة دمياط كان أمر مقدر له من قبل ولادته.

نشأته
تربى شوشة على حفظ آيات الذكر الحكيم، حيث أتم خلال دراسته للتعليم الأساسي في دمياط، فامتلأ قلبه بعشق اللغة العربية التي أصبح أسير لها فيما بعد، ليدخل كلية دار العلوم ويدرس فيها تلابيب اللغة التي لطالما أرقت نومه وسهدت لياليه.

دواوينه الأولى
وفي عام 1966 نشر شوشة أول دواوينه الشعرية، والذي حمل عنوان "إلى مسافرة"، لتكون طرقته المدوية على باب الشعر، ليفتح محراب القصيدة عالمه أمام هذا الشاب الصغير، وسلك طريق الأدب الأكاديمي حيث عمل مدرسًا 1957، والتحق بالإذاعة عام 1958، وتدرج في وظائفها حتى أصبح رئيسًا لها 1994 وأنهى طريقه الأكاديمي أستاذًا للأدب العربي بالجامعة الأميركية بالقاهرة، فقضى من العمر في سراديب اللغة ماسمح الله والقدر به، ليموت في عشق المحراب ذاته.

موقفه من الثورة
وفي عالم السياسة، كان لـ«شوشة» آراءه حيال ثورة يناير وسقوط نظام مبارك، فكان يؤكد أنه سقوط النظام لايعني سقوط أذرعه التي مازالت طليقة، فكان يقول: «هذا النظام هو الأسوأ فسادًا منذ عصر مينا موحد القطرين».

جوائزه
وأخيرًا، حصل الشاعر على جائزة النيل لعام 2016، وقال لـ "الأهرام" في حواره بعد الجائزة: إن الوطن لا ينسى من فيه من المبدعين بالرغم من انشغاله في قضاياه؛ وهى أيضًا لحظة فارقة في تحديد من هم الأصدقاء الحقيقيون ومن هم الزائفون الذين يحاولون أن يظهروا بمظهر الأصدقاء؛ أنها لحظة مراجعة للنفس ومحطة لابد من التوقف عندها والسؤال ماذا صنعت، وماذا أنجزت من المشروع الذي صنعته لحياتى في بداية المشوار الثقافى".

نهاية ثورية
وقبل إطلاق أنفاسه الأخيرة، اختار شوشة لنفسه نهاية ثورية تليق بعندليب اللغة، فكانت آخر قصائدة التي تلاها على جمهور معرض الشارقة للكتاب العام الماضي، قصيدة "خدم خدم" التي وجهها للمثقفين الذي يطرقون أبواب السلطة لنيل مايريدون، وتوفى شوشة صباح اليوم، عن عمر يناهز 80 عاما.
الجريدة الرسمية