رئيس التحرير
عصام كامل

من التحرش الثوري لـ«عجينة» لـ«مخاريف»..التطور الطبيعي للحاجة الـ....!


زمان..كان المصري إذا عداه العيب يتركه ويسجد لله شكرا ويحتفي باستحسان الناس لصنيعِه ولايقترف العيب مرة أخرى..المصري الآن إذا عداه العيب ياخد العيب اللي بعده.


يصدمني هراء "بالهاء لا بالخاء وانت ومزاجك"..هراء النائب إلهامي عجينة عن كشف العذرية لبناتنا قبل دخول الجامعة..فأطالب بالكشف عن عذرية بنات أفكار عجينة.. وألمح مصريًا لا يجد حرجًا في الاستجابة لنداء الطبيعة على سور ما زال يحمل دعاية انتخابية لمرشحي برلمان نواب كشف العذرية، فأتذكر أبياتًا للشاعر الكبير "مُظَفَّر النَّوَّاب".. وكأنى أسمع ذلك المصري الذي فعلها على السور يرددها: إنه زمنُ البَوْلِ فوق المناضد والبرلمانات والحُقَراء / أبول عليهم بدون حياء / فقد حاربونا بدون حياء.

من عيب عجينة إلى العيب اللي بعده.. النائب عاطف مخاليف، الذي قال: إن المصري ممكن يفطر بجنيه واحد وكفاية رغد ورفاهية عيش.. أكتفي بهذا القدر دون تعليق وأترك الرأي الحازم والحاسم برنينه المعروف للمدام "انشراح"، للرد المناسب على ابن الدايرة الشهيرة.. دايرة المطرية!!".

والعيب درجات وأنواع.. منها الاستحمار أو استحمار البشر.. ذات مرة وقع حادث إطلاق نار على الشرطة.. وكدت أفقد عقلي عندما قالت إحدى مذيعات الفضائيات الخاصة: إن ملثمًا "ملتحيًا" أطلق النار على قوات الشرطة.. فكيف علمت أنه ملتح بينما هو ملثم أي لايظهر من وجهه سوى عيناه؟!..غير أن المفاجأة المذهلة والمصيبة الكبرى، كانت في تأكيد البعض أن مراسلة لإحدى هذه القنوات، قالت في رسالتها من موقع الحادث.. لقد شاهدت بنفسى ملثمًا ملتحيًا، وهو يطلق النار على الشرطة.. لم أستوعب كيف تأتَّى لها أن تتأكد أن الرجل ملتح وهو ملثم؟!.. ولله في مذيعاتنا شئون.

شاهدت وسمعت خبيرا إستراتيجيا يعلق على صورة تُبَثُّ على الهواء مباشرة لمتظاهرين، ويصفهم بالثوار، فيما كانت الكاميرا ــ وعزة جلالة الله ــ تنقل وقائع تحرش حية أثناء المظاهرات.

وهل بعد التحرش عيب؟.. لا أظن.. والعجيب أننا لم نقلع عن التحرش رغم النقاء الثوري الذي دب في أوصالنا.. إذ تدرجت مظاهر الاحتفالات الثورية من الرقص التعبيري إلى التحرش التعبيري.. ثم التحرش اللإرادى الذي أفضى إلى تحرش بكامل الإرادة بحسب التطور الطبيعي للحاجة السافلة!.. وهناك واقعة شاهدها الملايين على الشاشة تؤكد ما أقول، مراسلة إحدى القنوات كانت تتأهب لبث رسالتها الحية من التحرير، فانتفض جسدها فجأة، وألقت نظرة خاطفة "خلفها" ثم أطلقت ساقيها للريح فرارا من المكان!..اللقطة تؤكد أن الواقفين خلفها قد شَكُّوها..أقصد شَكُّوا فيها!..وتعالوا ناخد العيب اللي بعده.

الحاج رجب شحاتة رئيس شعبة الأرز بغرفة صناعة الحبوب باتحاد الصناعات المصرية -فَلْفَل الله شعره-قال في مداخلة هاتفية على الهواء للحاج سعيد حساسين في برنامج انفراد على قناة العاصمة: المواطن اللي يشتري الرز لو لقاه أزيد من أربعة جنيه مايشتريش.. انتهى الحاج رجب من كلامه ثم كانت أغرب صدفة أقابلها في حياتي.. إذ ضغطت على زر الريموت، فجاءت أول قناة باللقطة الشهيرة للفنان رياض القصبجي في فيلم إسماعيل ياسين في الأسطول وهو يقول: هو بعينه بغباوته وشكله العِكِر.

الجريدة الرسمية