رئيس التحرير
عصام كامل

بالأدلة..عن الليثي وأمين وبرامج التوك توك شو !


هل لخص سائق التوك توك حال مصر فعلا؟ هذا المصطلح الذي روجت له اللجان الإلكترونية في كل مكان كما لو كانت تنتظر الفيديو لترسله بالفعل إلى كل الصفحات المليونية فكان ما كان من الانتشار السريع له.. تعالوا نعرف إن كان لخص حال مصر فعلا أم لا..ألستم تريدون الدقة؟ ألستم تريدون المعلومات؟ سنقول لكم وسنذكركم فالذكرى تنفع المؤمنين.. إنما بالأدلة والمصادر..وليس بالإنشا والهمبكة..وفي ختام المقال سنقول الهدف من كل ذلك:


أولا: هل جاءت بعثة من اليابان فعلا عام 1862 للوقوف على تقدم مصر وقتها؟ هذا كلام غير صحيح على الإطلاق.. بعثة "الساموراي" أي المحارب الياباني القديم كانت إلى أوروبا أصلا للوقوف على عوامل النهضة هناك.. لكنها في الطريق وطبقا لخط السير ووسائل السفر وقتها بغير طيران كان لابد أن تمر بمصر، ولذلك أول محطة لها كانت في السويس قدوما من البحر الأحمر.. فوجدوا وطبقا لـ"يوكو أتشى فوكوزاوا " في مذكراته عن الرحلة باعتباره رئيس البعثة فقد انتقلوا إلى القاهرة بالقطار الذي أعجبهم وأبهرهم وزاروا الأهرامات وأعجبتهم الحمامات الشعبية بالقاهرة ! وإذا روينا قصة أول قطار في العالم بعد بريطانيا لقلنا الكثير عن الهدف الأساسي منه وهو الاتصال بالمستعمرات البريطانية في الشرق، وليس من أجل عيون المصريين.. ولذلك كان خط الإسكندرية للقادمين من بريطانيا وكان بعده خط السويس للانطلاق من البحر الأحمر !

ثانيا: هل كانت مصر مدينة لبريطانيا فعلا ؟ ورغم أننا تناولنا هذه الكذبة مرارا إلا أن التكرار يعلم عمرو الليثي وتامر أمين.. ممن لا يقرأون ولا يعرفون شيئا عن تاريخ بلادهم.. والقصة ملخصها أن مصر في الحربين العالميتين قدمت لبريطانيا وبالأمر والإكراه خدمات وسلع لم يتم صرف مقابل لها.. وتقول الدكتورة لطيفة سالم أستاذة التاريخ في كتابها "مصر والحرب العالمية الأولى": إنه ( لم يتوان القائد العام للجيوش البريطانية عن الإلحاح في اتخاذ الإجراءات الفعالة للحصول على العدد اللازم من العمال) وتقدر الدكتورة لطيفة عدد المصريين الذين شاركوا في الحرب العالمية الأولى بأوامر من بريطانيا سواء كانوا من الجنود وفيلق العمال وفيلق الجمال بنحو مليون ومائتى ألف مصرى!

أيوه..مليون ومائتي ألف.. بينما يقدر اللواء أركان حرب جمال شحاتة رئيس هيئة البحوث العسكرية أن عددا من ماتوا منهم يبلغ في أقل تقدير نصف مليون شهيد! وبالطبع اللواء شحاتة وهذا تخصصه يمتلك الأدلة، بينما تقدر مصادر أخرى عددهم بالمليون شهيد في ظل بلد عدد سكانه يتراوح وقتها من 8 إلى 10 ملايين أي ما يعادل اليوم 10 ملايين شهيد!

هؤلاء يقول باحث آخر هو الدكتور أشرف صبري استشاري أمراض أعماق البحار والغوص: إنهم لهم مستحقات وتعويضات بعد أن ماتوا ودفنوا بالكامل خارج بلادهم في أوروبا مع ما قدمناه من خدمات بالإكراه-بالإذلال يعني-هي ديوننا عند بريطانيا!! أي لا إقراض ولا أموال خرجت من عندنا إلى هناك وإلي أي من هذا الكذب..لأنه لا يعقل لدولة محتلة أن تقترض من الدولة الخاضعة لها وقد ابتلعتها كلها.. لكن المقرف والمثير خلاف أبناء مصر الغلابة الذين لم يسأل فيهم أحد ذهبوا إلى بلاد غريبة في حرب لا علاقة لهم بها ولم يجرؤ الملك وحكوماته المطالبة بها.. بينما يتباكون على ألف شهيد في حرب اليمن طبقا لإحصائية الفريق سعد الشاذلي..

نقول عن المقرف والمثير وهو أن ليام برديناد البريطاني الجنسية، والذي كان يشغل منصب المستشار القانوني والمالي لوزارة عبد الخالق ثروت باشا عزل وزيرين طالبا بالديون المصرية !!

هذه هي القصة بالأسماء والوقائع.. ولمصادر لها وزنها "مش حواديت قبل النوم".. ولا لكلام مرسل أشاعوه ليقولوا لنا إن كل ما فعله جيش مصر منذ عام 52 باطل..!! وها هو الهدف الأساسي من تزييف التاريخ ووعي الناس.. بينما البعثة الحقيقية جاءت فعلا عام 1962 من كوريا الجنوبية للتعلم من مصر في عهد الرئيس الكوري " بارك شونج هي" أبو الرئيسة الحالية للتعلم من مصر بعد أن كنا في حكم أبناء الجيش المصري لمصر نسبق كوريا الجنوبية وغيرها..

السؤال الآن: ماذا كان حال مصر يا سيد عمرو الليثي انت والسيد تامر أمين قبل الرئيس السيسي؟ هل تتذكران؟ أنسيتم بهذه السرعة؟

كان الصيع وقطاع الطرق يستوقفونكم على باب مدينة الإنتاج ليفتشوكم.. كان حازم أبو إسماعيل ورجاله يصفعون الخارج والداخل على الأقفية بينما رائحة المكان تهيمن عليها رائحة قضاء الحاجة في الطريق العام من عشرات الألوف ولكم أن تتخيلوا كم القرف!!

هذا هو بعضا من ملخص حال مصر-كما قالوا جهلا وكذبا-في برامج التوك توك شو.. يا من ترددون دون وعي أو فهم أو أي حاجة في أي حاجة.. وللحديث بقية انتظرونا غدا لنرى هل أصبحت مصر فعلا مثل الصومال؟.
الجريدة الرسمية