رئيس التحرير
عصام كامل

تفاصيل تجسس الاستخبارات الإسرائيلية على اجتماع القادة العرب بالمغرب.. تسجيل مشادة بين عبد الناصر والملك حسين طمأنت الاحتلال بشأن انقسام الأمة.. والموساد تأكد من تراجع كفاءة الأسلحة المصرية

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

يومًا بعد يوم تثبت دولة الاحتلال أنها لم تستغن منذ نشأتها عن أساليب التلصص والتجسس ضد العرب للنيل منهم ووضع الفخاخ لهم وهو ما كشفه تقرير إسرائيلي جديد نشر اليوم الخميس لأول مرة في صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، ليوضح كيف توصلت إسرائيل عبر تجسس جهاز الموساد على اجتماع للقادة العرب لحالة الثقة التي دفعتها لخوض حرب 1976 ضد مصر.


اجتماع المغرب 1965

وكشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، عن تفاصيل تنشر لأول مرة حول تجسس الموساد الإسرائيلي على اجتماع خاص لزعماء الدول العربية عقد في المغرب عام 1965م.

وأشارت الصحيفة العبرية إلى أن الاجتماع تناول استعداد الدول العربية لخوض حرب ضد إسرائيل، وتضمنت المناقشات عرض رؤساء أركان الدول العربية لمعلومات عن حجم القوات، وتكلموا بصراحة عن قدرات جيوشهم.

أكبر إنجاز استخباراتي إسرائيلي

ولفتت الصحيفة أن التسجيلات التي حصلت عليها إسرائيل من الاجتماع المذكور، وصفها رئيس الموساد في ذلك الوقت، مئير عميت بأنها واحدة من أكبر إنجازات الاستخبارات في تاريخ إسرائيل.

مشادة عبد الناصر وحسين

وأوضحت الصحيفة أن الاجتماع أظهر انقسامًا حادًا في الرأي بين الملك الأردني آنذاك والرئيس جمال عبد الناصر، والذي وصل لرفع صوتهما ضد بعض.

وقال الجنرال الإسرائيلي، شلومو جازيت، الذي أصبح لاحقا رئيس الاستخبارات العسكرية "أمان" في حديث مع الصحيفة: "إن التسجيلات أبرزت لنا وجه الدول العربية وساعدتنا على فهمها، وأوضحت لنا أن الوحدة العربية وتشكيل جبهة واحدة ضد إسرائيل لا تعكس توافقا حقيقيا بين الدول العربية".

وتابع أن جهاز الموساد الإسرائيلي سجل أحداث تلك القمة دون معرفة المشاركين فيها، وفتحت تلك التسجيلات إطلالة على واقع القيادات العربية خلف الكواليس.

سلاح المدرعات المصري

وأضاف الجنرال الإسرائيلي: "أنه بفضل التسجيلات تأكدت إسرائيل أن الدول العربية غير مستعدة للحرب وولدوا لدينا شعورا بأننا سنكسب الحرب ضد مصر"، وتابع: "استنتجنا أن سلاح المدرعات المصري في حالة مزرية وغير مستعد للمعركة".

مفاوضات سرية

وكشف الجنرال عن تفاصيل أخرى تعود لعام 1985 حين أرسله الرئيس الإسرائيلي السابق، شيمون بيريز لعقد مفاوضات سياسية مع ياسر عرفات، ولكن لم يعرف عن ذلك أحد، ولا حتى وزير الخارجية الإسرائيلي إسحاق شمير. أمر بيريز جزيت ألا يعرف شمير عن تلك المحادثات السياسية، وأن يوضح له أن هدف التفاوض مع عرفات هو تبادل الأسرى والمفقودين فقط.

عساف ياجوري

كما كشف جازيت، عن معلومة أُخرى أيضًا وقعت بعد حرب عام 1973 وهي أن المخابرات الإسرائيلية شكت في المقدم الإسرائيلي، عساف ياجوري، الذي كان في الأسر لدى المصريين. وقد كان أكبر شخصية إسرائيلية تقع في الأسر، وتفاجأ زملاؤه عندما عاد إلى إسرائيل وتملص من الخضوع لفحص كذب عادي ومن التحقيق معه في الشاباك.

واعترت الشكوك جهاز المخابرات الإسرائيلية أن يكون تم تجنيده للعمل كجاسوس لصالح المصريين. تم انتخاب ذلك المُقدم لاحقا ليكون نائبًا في البرلمان الإسرائيلي، وعمل جازيت جاهدا لسد طريقه السياسي، ومنع تعيينه في لجنة الخارجية والأمن، المكشوفة على مواد سرية وحساسة.

الجريدة الرسمية