رئيس التحرير
عصام كامل

تناول الإعلام للأزمة «المصرية - السعودية» في عيون الخبراء.. معتز سلامة: لا لوم عليه لكونه مرآة تعكس المشكلات.. ياسر عبد العزيز: متسرع.. وحنان يوسف: أصوات غير واعية تورط القاهرة والرياض

فيتو

لم يلبث الإعلان عن الاختلاف المصري السعودي فيما يخص المشروع الروسي بوقف الهدنة في سوريا بضعة دقائق، إلا وانهالت تراشقات إعلامية بين الجانبين، وانتقادات بعيدة كل البعد عن سياسة الدولتين، أوهمت العالم بأن العلاقات المصرية- السعودية وصلت لحافة الهاوية، بما سببته من بلبلة عالمية.



لا ألوم الإعلام
يقول معتز سلامة، رئيس وحدة الدراسات الخليجية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية: إنه لم يكن للإعلام مسئولية أساسية في الخلاف المصري السعودي، لأنه مجرد مرآة تعكس المشكلات ولم تختلفها، مؤكدا على أن المسئولية الأساسية لابد وأن توجه للمسئولين على الجانبين، بعد أن أظهروا الخلافات بينهم للعامة، وتركوا علاقات بين دولتين في حجم مصر والسعودية تخضع للقيل والقال.
وأضاف: «يستغل أصحاب المصالح وبعض الإعلاميين الأزمات للاستمرار في المشهد العام، وتسعي القنوات للربح بالنفخ في الأزمات، كما يرغب معدو البرامج بالحفاظ على رواتبهم، ويتحرك البعض في دوائر تركيا وقطر لضرب العلاقات، وهناك فئات على الساحة المصرية تسعى لهدم العلاقات بهدف إسقاط النظام القائم بعد ٣٠ يونيو، وبالفعل ليس كل القوى الإعلامية صائبة، ولكنهم يستغلون أخطاء وقع بالفعل فيها مسئولون سياسيون، وبالتالي لا أستطيع اللوم على الإعلام، لأنه طالما ظهرت القضية للعامة فمن حق الإعلام مناقشتها».

موقفهم صعب
وعلي الجانب الآخر، أشار "ياسر عبد العزيز" الخبير الإعلامي، إلى أن بعض الإعلاميين على مستوى الجانبين تناولوا القضية بتسرع، بإظهار تصريحات وبيانات تمس الأمن القومي للبلدين، وذلك في سبيل البحث عن الشهرة، فالأزمة لا تستدعي التراشق الإعلامي، قائلا: "موقفهم سيصبح صعبا حينما تلتئم العلاقات وتعود المياه لمجاريها".
وأوضح الخبير الإعلامي، أن الخلاف المصري السعودي إشكال سياسي، يقع بين الدول الصديقة والحليفة، كما يمكن أن يقع داخل الدولة من قبل الجماعات السياسية بداخلها، لافتًا  إلى أنه كان من الأفضل إدارة الخلاف بمعزل عن التأثيرات الإعلامية الضارة.

توخي الحكمة
فيما عبرت «حنان يوسف» عميد كلية الإعلام بالقرية الذكية التابعة للأكاديمية البحرية، رئيس المنظمة العربية للحوار، عن استيائها من التناول الإعلامي للقضية الذي ساعد على إثارة الخلاف في المنطقة، قائلة: «يؤكد ذلك أن هناك أصواتا غير واعية، وأخري مغرضة تسعي لتحقيق أهداف أخرى غير معلنة، وخاصة بعد تحولها 180 درجة في تناولها لعلاقات الدولتين لمجرد إثارة خلاف في وجهات النظر».
وأعلنت أن المنظمة العربية للحوار ستصدر بيان انطلاقا من الأمانة المهنية والإكاديمية بمبادرة لأصوات إعلامية تدعو لتوخي الحكمة في معالجة الخلاف المصري السعودية، بعد أن أدركت أن الجو الإعلامي مقلق ويسعي للإثارة، مشيرة إلى أنه بعد عودة العلاقات لطبيعتها ستظل هذه الشوائب التي أثارها الإعلام تعكر صفوها، فالبعض يسعي لابتزاز وشخصنة العلاقات، مؤكدة على أن العلاقات مستقرة، ولا يجب أن تلوثها أصوات غير واعية.


الجريدة الرسمية