رئيس التحرير
عصام كامل

أوباما يعترف بعجزه في سوريا!


بعد أن قررت واشنطن قطع اتصالاتها المباشرة مع موسكو حول الأزمة السورية عادت لتوافق على اتصالات جماعية تشارك فيها روسيا حول تلك الأزمة في مدينة لوزان في سويسرا ولندن.. وهذا في حد ذاته يعد تراجعا من إدارة أوباما التي قالت قبل أيام إنها تبحث خيارات أخرى بديلة للاتصال والتفاوض مع روسيا حول الأزمة السورية.. صحيح أنه ليس تراجعا كاملا ولكنه في حد ذاته تراجع ضمني عند تلك الخيارات الأخرى البديلة التي أعلنت واشنطن أنها تبحثها والتي قيل إن من بينها توجيه ضربات ضد أهداف للجيش والنظام السوري.. وهذا يعني إما أن الإدارة الأمريكية وجدت صعوبة في اللجوء إلى هذه الخيارات الأخرى أو أنها لا تستطيع تجاهل الوجود الروسي في سوريا، خاصة وأن بوتين قرر زيادة هذا الوجود عسكريا.


ورغم أن هناك - خاصة في السعودية - من يرى أن عقد اجتماعي لوزان أو لندن جاءا بعد إحساس بوتين بثقل الضغوط الدولية التي تتعرض لها بلاده، إلا إن عودة كيري للاجتماع مع لا فروق حتى ولو في وجود مثلي دول أخرى مثل ألمانيا وفرنسا وإيطاليا وإيران والسعودية، هو اعتراف من قبل واشنطن أنه لا يمكن التوصل إلى حل بدون روسيا التي لديها قوات فعلا على الأرض، وهذه القوات تقوم بأعمال عسكرية وتجاهر الآن برفض الإطاحة بنظام بشار الأسد، مثلما هو اعتراف أيضا بأن الحل يتعين أن يحظى بموافقة كل الدول التي لها دور في الأزمة السورية سواء من خلال دعم ومساندة الجيش والنظام السوري مثل إيران أو بدعم ومساندة التنظيمات المسلحة في سوريا مثل السعودية والدول القريبة الثلاث «فرنسا وألمانيا وإيطاليا».
وهذا اعتراف واضح من أمريكا أنها ليست قادرة بالانفراد على حل أي أزمة دولية وحدها.
الجريدة الرسمية