رئيس التحرير
عصام كامل

مالك يا سيسي ؟! ساكت عليهم ليه ؟!


من يعبث في هذا البلد ضد مصالح هذا الوطن؟ هل هو شبح خفى؟ هل عاد الطرف الثالث مرة أخرى، الذي حير الناس كلهم أيام حكم المجلس الأعلى للقوات المسلحة، ثم اختفى اختفاء تامًا مع وصول الإرهابيين إلى حكم مصر؟


من ذا الذي يملك هذه المقدرة الواسعة على اقتراح الأزمات، وصنع الأزمات، ووضع جدول زمنى متتابع لتنفيذ الأزمات؟ من هم معاونوه، ومن هم الوسطاء، وما موقع خلية خلخلة الدولة وإظهار النظام منكوش الشعر، زائغ النظرات، أو عاجزا عن الرؤية واتخاذ القرار؟

مالك يا سيسي؟
ساكت على الشبح سكوتًا غريبًا.. فهل لا تعرفه؟ أم تراك تعرفه؟ رئيسنا كادر مخابراتي حربي من الطراز الرفيع.. خبرة وذكاء وثبات انفعالي، وضبط نفس، يغيظ الخلق.. لم يعد بوسع المصريين أن يتحملوا صبرك الطويل على من يلاحقهم بالأزمات تلو الأزمات لكي تنفض القلوب من حولك !

لن تنفض القلوب من حول رجل افتدى الوطن بعمره... لكن على الرئيس وعلى هذه الحكومة إعلان حزمة من الإجراءات التشريعية، والتنفيذية العقابية ضد:

١-اللصوص من التجار ومافيا الاحتكار، وتحويلهم إلى محاكمات عسكرية فورًا؛ لأنهم يحاربون الشعب في قوته، مستغلين ضغوط الدنيا على مصر، ومن ثم فهم أنصار للأعداء على وطنهم.

٢-على الداخلية أن توجد في الشارع وفي كل المحافظات، لحفظ الأمن بالوقاية من الجريمة قبل وقوعها، ولكي يشعر الناس بأن الدولة حاضرة ولها هيبة، ليس بالتجاوز في تطبيق القانون بل بالحسم وعدم الاستثناء.

٣-على الحكومة أن تعلن عن برنامج صارم لفرض الانضباط الإداري والمروري، لأن مكاتب العمل كافيهات وثرثرات، وساعات العمل دقائق، كما أن الشوارع وقعت تحت سطوة البلطجية !

وخذوا الخبر الكارثة التالي ومصدره النائب مصطفى بكري في حوار خطف أذني على البرنامج العام بعد الخامسة والنصف من أمس الأربعاء..

كيف، مثلا، تعرف الدولة أن تصدير ٢٠٠ ألف طن سكر هو فعل أحمق من أفعال وزير الصناعة والتجارة، في وقت يعاني فيه المصريون من نقص السكر، ومهما ضخت الحكومة ضخًا، سحبته المافيا القذرة وخزنته، وحبسته، تعذيبًا للناس وتثويرًا وتهييجًا للشارع؟!

قام الوزير بالتصدير ليتكسب من ارتفاع السعر العالمي، فإذا به يشعل البلد بحثًا عن السكر الذي كان متاحًا؟!

نفس الفعل والقرار المتعجل غير المدروس، حدث مع تصدير الأرز !
ألا تجلس الحكومة مع الحكومة؟ هل يصغي الوزراء إلى بعضهم البعض؟ ألا يعرفون حجم وهول المصيبة المحدقة؟
بصراحة، لا يملأ أداء شريف إسماعيل عين الشعب، فهو رئيس حكومة ضعيف العلم، ضعيف الحضور، مهذب، لكن الوضع بلطجة !

إن استمرت حالة السيولة التي ضربت ركبتى السلطة، فإن الأمور سوف تتفاقم، ونحن نحذر وننذر، ولن نكف عن دق أجراس الخط، أن الوطن في خطر، من ميوعة في الحضور، وجدية في الغياب !

أين الأسد الذي قاد مع الشعب ثورة الثلاثين من يونيو... لم الثعالب والثعابين، مافيا الاحتكارات، وادع فورًا إلى مؤتمر اقتصادي يحضره علماء متخصصون وسياسيون مجربون، وليبتعد عنهم أي قرار أو تدخل سياسي، واستمع لهم، وناقشهم وسوف يستفيد الوطن من عقول ممتازة مركونة، تمضغ حسرتها ودموعها، بينما في الصدارة الخائبون، والمترددون والمتضاربون؟!

أن قيام طارق قابيل بالسماح بتصدير هذه الكمية الضخمة، لم يأت بعيدًا عن موافقة رئيس الحكومة أو علمه، وهذا دليل على غياب القدرة على التقدير السياسي السليم لرجل على رأس الحكومة للموقف في الشارع المصري؟

الشبح الذي ينظم الفوضى في البلاد، ويسخط الناس على رئيسهم، هم هؤلاء الجاهلون بالسياسة.. يرتكبون الخطأ، يتلقفه الإخوان، يضخمونه، يزايدون عليه بعمليات قطع الطريق على السلع والدولار، ليظهر الرئيس مشتت القرار..
اضربهم يا ريس.. مافيا الاحتكار إنهم أعداء الوطن. ابعدهم يا ريس.. مجموعة الجهل المضاعف!
الجريدة الرسمية