توصيات «خارجية البرلمان» لوأد الفتنة بين مصر والسعودية.. وقف التراشق الإعلامي بين البلدين.. تفهم وجهات النظر المختلفة.. حل الأزمات دبلوماسيا.. واحترام اختلاف وجهات النظر حول الأزمة السورية
في الساعات القليلة الماضية، شهدت العلاقات المصرية السعودية حالة من التصدع، نظرًا لتصويت مصر على مشروعي قرار فرنسا وروسيا خلال اجتماع مجلس الأمن الدولي بشأن سوريا، وهو ما أثار حفيظة المملكة، وظهرت أول تبعاتها في وقف شركة "أرامكو" السعودية ضخ المواد البترولية إلى مصر، لتبدأ حرب كلامية وتراشقات من هنا وهناك.
التراشق الإعلامي
ومن جانبه، طالب السفير محمد العرابى رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب بوقف ما وصفه بـ"التراشق الإعلامي" بين كل من المملكة العربية السعودية ومصر، على خلفية تصويت القاهرة لصالح القرار الروسي بشأن سوريا في الأمم المتحدة.
وشدد النائب في تصريحات صحفية على ضرورة إعطاء الدبلوماسية بين البلدين، الفرصة في المناقشة واتخاذ اللازم، بما يبقي على عمق العلاقة بين البدلين.
علاقات تاريخية
وقال وزير الخارجية الأسبق: "لا يجب أن نختزل العلاقة التاريخية بين مصر والسعودية لمجرد الخلاف في الرأي حول قضية معينة معلومة للجميع منذ فترة وليست وليدة اللحظة".
وتابع: "لا مانع من الاختلاف حول أولويات الوصول إلى الهدف، وعلينا ألا نسمح بالنيل من العلاقات الإستراتيجية بين البلدين تحت أي ظرف".
تحفيز الدبلوماسية
كشف النائب جمال محفوظ، عضو لجنة الشئون العربية بمجلس النواب، أن تصويت مصر على مشروعي قرار فرنسا وروسيا خلال اجتماع مجلس الأمن الدولي بشأن سورية، جاء من منطلق تحفيز الدبلوماسية الدولية للتحرك في الملف السوري لتجاوز الاستقطاب الحالي وليس من منطلق المزايدات السياسية التي أصبحت تعوق عمل مجلس الأمن.
وأشار النائب إلى أن مصر تقف بقوة مع الحل السياسي الذي يرضى عنه السوريون، بما يحفظ وحدة كيان الدولة السورية وسلامة أراضيها من خطر التقسيم، وتقرير مصيرها من خلال شعبها دون تدخل من أي أطراف إقليمية أو دولية.
القضايا الإقليمية
وأضاف النائب أنه من الطبيعي أن يكون لكل دولة رؤية إزاء القضايا الإقليمية أو الدولية، مشيرا إلى أن الأشقاء في المملكة العربية السعودية يجب أن يتفهموا رؤية مصر الإستراتيجية وحق القاهرة في أن تتخذ مواقف تبعًا لرؤيتها لمصالحها وأولوياتها، مشيرا إلى أن موقف مصر من الأزمة السورية يخدم أمنها القومي بسبب التخوف من سقوط سوريا في يد الجماعات الإرهابية خاصة أن دمشق تعتبر هي البوابة الشرقية لمصر.
وطالب النائب المجتمع الدولي بضرورة إيجاد مخارج إنسانية تضمد جراح حلب وأهلها، ولعل هذا أضعف الإيمان في ظل غياب أفق الحل السياسي ومرارة الاستقطاب الدولي حول سوريا.
مصر لا تتدخل في الشأن الداخلي
قالت داليا يوسف، وكيل لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب، إن سياسة مصر الخارجية متوازنة تجاه جميع الدول العربية وسياستها واضحة ومعلنة، لافتة إلى أن مصر لا تتدخل في الشأن الداخلى لأي دولة.
وأضافت في تصريح لها اليوم الأربعاء، أن العلاقات التاريخية بين مصر والسعودية أمر مفروغ منه، ونحن كدول عربية قد نتفق في بعض المواقف ونختلف في البعض الآخر، لافتة إلى أن ما تعتبره دولة معينة قضية محورية قد تعتبره دولة أخرى قضية هامشية.
وأوضحت أن الدوائر السياسية والإعلامية السعودية ليس لديها القدرة على استيعاب وجهات النظر الأخرى وهذه نقطة تؤخذ على السعودية ومصر لم تتحدث يوما عن أي مساعدات قدمتها للدول العربية سواء الصحية أو التعليمية أو العسكرية.
وأشارت إلى أن هناك تقاعس في التواصل العربى، من خلال جامعة الدول العربية التي كانت تؤدى إلى تقريب وجهات النظر وتقوية التواصل بين القادة العرب مما يؤدى إلى التفاهم في بعض المواقف والقرارات.