رئيس التحرير
عصام كامل

بوتين يضرب.. والغرب يرد بالكلام!


سريعًا تدهورت العلاقات الروسية الغربية بسبب سوريا.. فبعد أن أوقفت واشنطن الاتصالات مع موسكو حول سوريا حدث تداعيات عديدة كلها تقود إلى صدام روسي غربي، وصلت ذروتها إلى التصريحات العدائية لوزير الخارجية البريطاني لروسيا وزعامتها والتهديدات التي وجهها إليها باعتبارها دولة منبوذة مارقة، والتنديد بالرئيس بوتين بأنه سوف يدمر روسيا.. وقبلها ما أعلنته واشنطن عن دراسة خيارات جديدة لها، ثم إلغاء زيارة الرئيس الروسي لباريس.


وقد وضع الكثيرون أيديهم على قلوبهم خشية أن تتدهور الأمور أكثر ليس فقط لتقودنا إلى أجواء الحرب الباردة التي سادت العالم بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية بانقسام العالم إلى معسكرين، وإنما إلى حدوث صدام عسكري في أجواء أو أراضٍ سورية بين القوات والطائرات الروسية وطائرات التحالف الذي تقوده أمريكا الذي أنشأته لمحاربة داعش.

ولكن المتابع جيدًا وعن كثب لهذه التداعيات لن يستطيع أن يمنع نفسه من استنتاج أن الدول الغربية لجأت إلى التصعيد الكلامي ضد روسيا ولم تتخذ إجراءات عملية حتى الآن سوى التلويح بتقديم شكوى ضدها إلى المحكمة الجنائية الدولية بأنها تورطت في جرائم حرب في سوريا.. ومن يتكلم كثيرًا بهذا الشكل يعوض عدم القدرة على الفعل أو القيام بعمل ما، خاصة أن كل الدول الغربية بلا استثناء -حتى تلك التي تحرص على أن تكون على مسافة من واشنطن- لن تقدم على شيء دون قرار من أمريكا.. وأمريكا الآن مشغولة بانتخاباتها الرئاسية والبرلمانية وبما سوف تتمخص عنه.

وحتى بعد انتهاء هذه الانتخابات فإن واشنطن ستضع في اعتبارها أن موسكو لا تقف عالميًا وحيدة بمفردها، وإنما هي تخص بتأييد ودعم قوة دولية مهمة ومؤثرة ولا يمكن تغافلها وهي الصين، والتي صوتت مع المشروع الروسي في مجلس الأمن بخصوص سوريا، خاصة أن الصين تمسك الاقتصاد الأمريكي من عنقه باعتبارها أهم دائن لأمريكا.
الجريدة الرسمية