جائزة لمن يجد هذا الناشط السياسي !
اذهب إلى بائع الصحف.. احمل معك صحف الصباح والمساء.. ومجلات السياسة والرياضة والفن وعد إلى بيتك وفتش فيها.. ثم اجلس أمام التليفزيون.. انتقل من قناة إلى أخرى.. ومن برنامج إلى آخر.. تابع مقدمي البرامج وضيوفهم وراقب المداخلات المرئية والمسموعة.. ثم اترك التليفزيون وانتقل إلى الراديو.. سارع بالاستماع إلى أول محطة ستستمع إليها عند بدء الاستقبال ثم انتقل أيضًا من محطة إذاعية إلى أخرى ومن برنامج إذاعي إلى برنامج إذاعي آخر.. وتابع الضيوف والمداخلات ثم اترك الراديو وانتقل إلى شبكات التواصل الاجتماعي..
ادخل إلى حسابك على فيس بوك.. أو تويتر.. وابدأ بأصدقائك.. ثم أصدقاء الأصدقاء.. وانتقل إلى الصفحة العامة.. قم بجولتك.. واتبعها بجولة إضافية.. إن وجدت أحدًا ممن كان يهاجم طوال العامين الماضيين الرئيس السيسي يتهمه فيه بالتهاون في القرار السياسي لمصلحة دول عربية أخرى أو من كان يهاجمه ويتهمه بالتهاون مع الأزمة السورية وما يجري من تمزيق بلد عربي شقيق هو الأقرب إلى المصريين.. فلك جائزة.. ولمن يبحث عنه معك ويجده لك.. أيضًا جائزة !!
بالطبع نطلق الوعد السابق باطمئنان بالغ.. فكل هؤلاء لا يعنيهم أصلا لا السعودية ولا سوريا.. ولا حتى مصر.. كل ما تعنيهم هي مصالهحم ومصالح من يستخدمونهم.. فبعضهم يعنيه إسقاط مصر ذاتها ولا يمكنه بأي حال أن يجاهر بذلك لكنه بين مجاميع النشطاء يؤدي دوره بإتقان.. وبعضهم يستهدف الرئيس السيسي نفسه يفتش كل حين عما يشعل الصدور ويقلق العقول ويغضب القلوب.. وهناك من يعتقد أنه يعارض الرئيس أو النظام أو الحكومة ولكنه يحب بلده ولكنه تأخذه العزة بالإثم..
فلا يعرف للاعتذار سبيلا ولا للاعتراف بالحق طريقا ولا فائدة من كل هؤلاء إلا المساهمة في إرباك حال البلد والناس وتصدير القرف للجميع..
لو كانوا يعرفون فضيلة الاعتراف بالحق ولو لمرة واحدة -مرة واحدة- لاحترمناهم حتى لو فعلوها على سطر من بعد سطر.. لو كانوا يعرفون الفرق بين المعارضة والاستعراض لاحترمناهم أيضا.. أما الانتقال كل مرة من أزمة إلى أخرى ويخزهم الله في كل أزمة وأخرى.. ولا نرى إلا التكبر إلى حد النطاعة.. فعنئذ لا يمكننا إلا الدعاء بالدعاء:
"حمى الله مصر من شرور بعض أبنائها" !