رئيس التحرير
عصام كامل

«فرنسا صائدة نوبل للآداب».. 15 جائزة لمدينة النور (تقرير)

نوبل
نوبل

الرقم "15" هو عدد المرات التي فاز بها أدباء فرنسا بجائزة نوبل للآداب منذ تدشينها عام 1901، حيث كانت بلاد النور والجان هي أول من اقتنص الجائزة عام إطلاقها، ثم توالت الجوائز عليها في نفس الفرع، ليثبت أدباء فرنسا بأنهم الأجدر للقب أفضل أدباء العالم وأكثرهم شهرة.


وتلتها الولايات المتحدة التي فازت بها 12 مرة لما تتميز به من تنوع بين شريحة أدبائها وكتاب الرواية، لتبقى فرنسا تحتل المقدمة بجدارة.

ويكمن سبب فوز أدباء فرنسا بالجائزة أكثر من أدباء العالم، لما تتضمنه الرواية الفرنسية من خصائص مميزة، لاتتوفر في غيرها، حيث تصل الرواية عند الأدباء الفرنسيين إلى حد الكمال في الكثير من الأوقات، لما يمتلكونه من تاريخ طويل في تطويرها، إضافة إلى المدارس الكثيرة التي أعطت للرواية الفرنسية ثقلا كبيرًا.

ويعطي معظم الأدباء الفرنسيين أهمية كبرى للشكل واللغة والأسلوب والتراث، كما يتقيدون أكثر من غيرهم بالقواعد والنماذج، إضافة إلى إعتمادهم على العقلانية، التي يعتبرونها عنصرًا أساسيًا في أعمالهم، فالعقل عندهم هو القوة التي تتحكم في السلوك البشري.

ولا يمل أدباء فرنسا من محاولة إظهار قوتهم في كتابة أشكال إبداعية وأدبية جديدة، الأمر الذي يسبقون إليه جميع أدباء العالم، ليظهر في رواياتهم أشكال أدبية غير تقليدية، فمنذ الخمسينيات والستينيات من القرن العشرين أضحى هناك تطوران رئيسيان في الأدب الفرنسي، يعتمد التطوّر الأول على ظهور مسرح اللامعقول، حيث دأب كتاب المسرحية في هذه الحركة على محاولة إظهار ما يعتقدون أنه طبيعة الحياة التي هي بالضرورة لا معنى لها.

أما التطور الرئيسي الثاني فقد كان للرواية الجديدة، وقد ابتعد هؤلاء الكتاب عن الأفكار التقليدية للرواية مثل سرد القصة الواقعي والعقد، وبدلًا من ذلك فقد كانت قصصهم تركز على وصف الأحداث والأشياء كما رأتها شخصيات القصة.

لتبقى الرواية الفرنسية الجديدة جهدًا مميزًا طوره الرواد وحققت منجزات أدبية وتقنية ولغوية هامة أثرت في جنس الرواية في العالم، وأصبح لها تلاميذ بحيث تحولت الرواية الفرنسية الجديدة حاليًا إلى سمفونية وطنية يعزفها المشهد الروائي الفرنسي في غالبيته.

يذكر أنه من المقرر إعلان اسم الفائز بجائزة نوبل للآداب لعام 2016، صباح الغد، بالأكاديمية السويدية.
الجريدة الرسمية