رئيس التحرير
عصام كامل

وفاة طالب بسبب «لكمة» من زميله في الدقهلية.. والمحافظ يستبعد مدير المدرسة.. ألعاب الكمبيوتر وغياب دور الأهل وثقافة «الدراع» أهم الأسباب.. ومطالبات بحصص للأخلاق والمُثل العليا لحل ا

حسام الدين إمام محافظ
حسام الدين إمام محافظ الدقهلية

لم يمض شهر على بدء العام الدراسي الجديد حتى ظهرت مشكلات المدارس والمتمثلة في حوادث العنف، سواء من قبل الأهالي كما حدث في مدرسة الخصوص ما أدى إلى إصابة 4 مدرسين، أو على مستوى الطلاب أنفسهم.


كانت بداية حوادث العنف بين الطلاب ما شهدته مدرسة «القطاوي» التابعة لإدارة نبروه التعليمية بالدقهلية أول أمس، حين نشب شجار بين طالبين في المرحلة الإعدادية، وقام أحدهما بلكم الآخر فكانت النتيجة وفاة الأخير.

وعلى إثر تلك الواقعة قرر حسام الدين إمام محافظ الدقهلية استبعاد مدير المدرسة، وإحالته والمشرف العام ومشرف الدور والحصة إلى الشئون القانونية، وأثبتت التحقيقات الأولية أن الطالب «محمد ح» اعتدى على الطالب «محمد ي» داخل الفصل ولكمه باليد مما أدى إلى سقوطه مغشيا عليه ونقله على الفور للمستشفى وتبين وفاته.

وهو ما يثير تساؤلات حول أسباب انتشار السلوك العدواني في المدارس وكيفية منع تكرار مثل تلك الحوداث.

المدرسة أصبحت شارعا
 
يرى الدكتور كمال مغيث، الخبير التربوي، أن الموضوع لم يعد مقتصرًا على سلوك الطلاب العدواني فقط، بل هو مرتبط بإعادة الهيبة والمكانة للمدرسة التي انهارت مكانتها بسبب إهمال التعليم وعدم إعطاء المعلم الحقوق المادية التي تسمح له بأن يعيش حياة كريمة.

وأضاف «مغيث» أن المدرسة قد تحولت الآن إلى جزء من الشارع لا يوجد فيها أي انضباط وإذا أردنا حل المشكلة فيجب أن نضع خطة للنهوض بالتعليم لكي يصبح جزءا من المشروع الوطني للدولة.


تدريس الأخلاق
 
وقالت الدكتورة هالة حماد، استشاري الطب النفسي للأطفال والمراهقين، إن المشكلة ترجع لأسلوب مجتمعنا المصري في التربية، وهو الاعتماد على أخذ الحق باستخدام «الدراع» أو القوة مضيفة أن تلك الحادثة إنذار للمجتمع بالكامل، مشيرة إلى أن ذلك بسبب انتشار الأفلام وألعاب الكمبيوتر التي لها دور كبير في نشر العنف في المجتمع؛ وتدفع الطالب لمحاولة تطبيقها ونقلها من العالم الافتراضي للواقع الذي نعيشه.

وتابعت أن الحل يكون عن طريق نشر المُثل العليا في المجتمع؛ سواء كان في المدرسة أو المنزل أو شخصية عامة، بالإضافة إلى تدريس الأخلاق وعمل حصة لبناء الشخصية، وتعليم الأطفال منذ الصغر على حل المشكلات بالنقاش وعدم اللجوء للعنف.

غياب المدرسة والأهل 

وأكدت الدكتورة إنشاد عز الدين، أستاذ علم الاجتماع العائلي بكلية الآداب بجامعة المنوفية، أهمية تراجع دور الأسرة والمدرسة لأن المراهقين في تلك المرحلة العمرية يتعرضون لمجموعة من التغيرات الفسيولوجية من الصعب السيطرة عليها.


ونبهت إلى ضرورة استخدام أساليب التنشئة الحديثة في التربية، والابتعاد عن استخدام العنف الذي ينعكس بالسلب، مشيرة إلى أن غياب الأنشطة المدرسية مثل حصة الألعاب والموسيقى والرسم التي تساهم في استنفاذ الطاقات السلبية لدى الطلاب.

وأشارت إلى أهمية وجود عدد كاف من الأخصائيين الاجتماعيين أو النفسيين في المدرسة للتعامل مع تلك الأعداد المتزايدة من الطلاب في كل عام، وضرورة التواصل مع الأهل الذين غاب دورهم بسبب البحث عن لقمة العيش.
الجريدة الرسمية