تفاصيل ملتقى الثقافة الشعبية بالهناجر.. المتحدثون يكفرون بثورات الربيع العربي وينادون بخريف الأمان.. جابر نصار: مليون جنيه لمكتبات جامعة القاهرة.. والنمنم: الأصولية تعتبر الموروث «رجس من عمل الشي
أقام المجلس الأعلى للثقافة منذ قليل، الملتقى الدولي للثقافة الشعبية العربية "رؤى وتحولات" في مركز الهناجر للفنون، بحضور ١٠٠ باحث من ١٥ دولة عربية، إضافة إلى حضور حلمي النمنم وزير الثقافة، وأمل الصبان الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة، ورئيس جامعة المنصورة، وعميد كلية آداب جامعة المنصورة وجابر نصار رئيس جامعة القاهرة.
دعوة للبهجة
وفي كلمته قال حلمي النمنم وزير الثقافة إن الملتقى الدولي للثقافة الشعبية العربي، يدعوه للفرح والبهجة لأنه يعكس إستراتيجية تتمناها الوزارة وهي إخراج المخزون الثقافي الشعبية في الوطن العربي، وأكد النمنم أن الدكتور جابر نصار أبلغه أن جامعة القاهرة قررت أن تخصص مليون جنيه لإقامة مكتبات داخل الجامعة لتضع فيها وزارة الثقافة مخزون إصداراتها لبيعها إلى طلبة الجامعة والاستفادة منها.
أبرز التحديات
وفند النمنم أبرز التحديات التي تواجه الثقافة العربية الشعبية، حيث احتلت "العولمة" أولى القائمة، قائلا: "تصر بعض الجهات على محو الثقافة الشعبية وإبادتها من خلال فرض نموذج العولمة، وعلى الرغم من فشل هذا النموذج إلا أن القائمين عليه يصرون على فرضه على الثقافات العربية.
وأوضح النمنم، أن ثاني التحديات تتمثل في الثقافات الأصولية التي تنظر باحتقار إلى الثقافة الشعبية كأنها رجس من عمل الشيطان، وتأتي ثالث التحديات متمثلة في الكيان الصهيوني الذي يحاول تهويد الثقافات وقلب الحقائق مستشهدا في ذلك بما يحدث في الخليل والقدس لتهويده ومحوه، ولكن يؤكد النمنم أنه متفائل لأن خطة التاريخ تقول إنهم لن ينجحوا وسوف تعود فلسطين.
خطر العولمة
فيما قالت الدكتورة أمل الصبان، الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة، إن جلّ ما يواجه التراث الشعبي من خطر في المنطقة العربية، هي "العولمة" وما وفد من عناصرها، التي يشكل تحديا عظيما أمام الثقافة الشعبية العربية، مؤكدة أنه لابد من التعرف على التحولات التي تتعرض لها هذه الثقافة خاصة الجانب اللا مادي منها والروحية والنضالية، ووضع ذلك أمام أعين أصحاب القرار في البلاد العربية، لاتخاذ ما يلزم من إجراءات.
التراث الحضاري
أما سلطان أبو عرابي رئيس اتحاد الجامعات العربية، فطالب جامعات الوطن العربي الاهتمام بالنشر والتأليف إضافة إلى اللغة العربية، مؤكدا أن الجامعات العربية ابتعدت في الآونة الأخيرة عن اللغة العربية والتراث الحضاري القديم، حيث تدرس الجامعات إما بالإنجليزية أو الفرنسية.
وأكد أبو عرابي أن عدد الباحثين في الوطن العربي قليل جدا مقارنة بما تفرزه دول العالم، مؤكدا أن الأزمة الكبرى في البلاد العربية هذه الأيام هي هجرة الأدمغة العربية إلى بلاد الغرب، قائلا: "شركة سامسونج وحدها تمتلك باحثين أكثر مما يملكه الوطن العربي بأسره".
الدكتور رضا سيد أحمد عميد كلية آداب جامعة المنصورة، أكد أن هناك تشويه ومحاولات لمحو كبيرة هذا التراث العربي، مطالبا من المثقفين ووزارات الثقافة العربية تأصيل وبحث وتوثيق التراث بجدية حتى لا يضيع في دوانة، مشيرا أن عميلة التأصيل اصبحت ضرورية ومهمة في هذه الأيام أكثر من أي فترة سابقة.
وأشار رضا إلى أن ثورات مصر الحالية تشبه ثوراتها في التاريخ الفرعوني، مؤكدا أن ثورة ٣٠ يوليو مشابهة لثورة الأسرة ٢٦ الفرعونية.
فيما قال محمد غنيم مقرر الملتقى، أن جامعة المنصورة تعد للمؤتمر منذ عام ١٩٩٨، مؤكدا أنه قد تختلف الرؤى بين الدول العربية في السياسة، وإنما لا تختلف في الثقافة أبدا خاصة الثقافة الشعبية.
ثورات الربيع العربي
وشهدت كلمات الحضور تمحورا واضحا حول استنكار ما ارتكبته ثورات الربيع العربية في التراث العربي من عملية دمار شامل، حيث قال مقدم حفل افتتاح الملتقى في تقديمه لأحد المتحدثين "خذوا ثوراتكم وأعيدوا لنا الوطن العربي.. خذوا ربيع الثورة وأعيدوا خريف الأمن والأمان".
كما اعترض عدد من الباحثين والأكاديميين اللبنانيين، منذ قليل، على وصف مقدم الملتقى الدول للثقافة الشعبية العربية "رؤى وتحولات"، على وصف لبنان بأنها سمسار الشرق، ومصر جامعة الشرق، مؤكدين أن لبنان على مدى تاريخها كانت منارة للثقافة والأدب والفنون، وأخرجت من دروبها مايفتخر به العالم.
وعقب اعتراض الباحثين، تم سحب المقدم في هدوء من على منصة مسرح الهناجر المقام عليه افتتاح الملتقى، وتبديله بمقدم آخر من منظمين المؤتمر بالمجلس الأعلى للثقافة.