فصل توفيق الحكيم بسبب مقال يتهم المرأة والبرلمان بالثرثرة
في مجلة المصور عام 1987 كتب ألفريد فرج عدة مقالات عن الأديب توفيق الحكيم بعد وفاته سرد في إحداها وقائع وأسباب فصل توفيق الحكيم من وظيفته فكتب يقول: "كنت اعتبر نفسى صديقا لتوفيق الحكيم، وبرغم اختلافنا الدائم في الرأى وفى الأسلوب العنيد والانتماء السياسي فإننى أدخر له دائما المودة والحب الصادق".
وسأعجب كما تعجبون من أن الحكيم كان يعانى دائما من القلق والخوف من السلطة وهو تحت مظلة الأهرام برغم الاهتمام الشخصى الذي كان الرئيس جمال عبد الناصر يوليو للكاتب الكبير حين قال (لا يوجد إلا توفيق الحكيم واحد فقط).
وأرى أن أسباب قلقه الدائم أعمق من كل ماكان يصرح هو به، فحين تعرض للفصل من وظيفته الحكومية امتنع عن مجرد ذكر اسمه فنانو المسرح القومى الذي كان له أكبر الفضل في إنشائه حتى إن مسرحيات الحكيم توقفت عن العرض بالقومى من عام 1938 وحتى عام 1953 بعدها عرضت له مسرحية " الأيدي الناعمة " واستمر في نشر أعماله حتى فصل من الاتحاد الاشتراكى عام 1973 بسبب الوثيقة التي وقع عليها الكتاب تطالب بالديمقراطية.
وقتها توقفت المسارح عن تقديم أعماله حتى بعد إلغاء قرار الفصل، ولم يعد إلى المسرح إلا مع مسرحية "ايزيس " التي ناضل المخرج كرم مطاوع لعرضها عام 1985.
وتعرض توفيق الحكيم للفصل من وظيفته عدة مرات في حياته، كان أولها من إدارة التحقيقات بوزارة المعارف عام 1938 وكان وزير المعارف حينئذ الدكتور محمد حسنين هيكل، وكان توفيق قد نشر مقالا في مجلة آخر ساعة عنوانه (أنا عدو المرأة والبرلمان لأن طبيعتهما الثرثرة ) وثار ضد المقال محمد محمود خليل رئيس مجلس الشيوخ، وثار رئيس الوزراء محمد محمود باشا الذي قرر فصل توفيق الحكيم من وظيفته الحكومية.
وقدم توفيق للتحقيق وأعلن أن تصرفه يخالف المادة 144 من القانون المالى، وكتب العقاد يهيب بالقراء ويقول (أليس للحرية ثمن) فرد عليه الحكيم في آخر ساعة قائلا: (نعم ياأستاذ عقاد هناك ثمن وأنا الذي دفعته من مرتبى).