رئيس التحرير
عصام كامل

دعوات «مقاطعة شراء السلع» في عيون المختصين.. «شعبة القصابين»: تصب في صالح التجار.. «تجارية الجيزة»: تجبر المنتجين على الالتزام بالأسعار.. و«الثروة الداجنة»: تغي

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

شهدت أسعار السلع خلال الآونة الأخيرة ارتفاعات وقفزات، نتيجة لعدة عوامل من بينها ارتفاع سعر "الدولار" وكسره لحاجز 15 جنيها في السوق السوداء، مما أثر بشكل كبير على ارتفاع أسعار السلع المستوردة، الأمر الذي أجبر البعض لطرح فكرة المقاطعة.


الضرائب
كما أدى فرض مزيد من الضرائب إلى ارتفاع أسعار العديد من السلع والخدمات خاصة مع إعلان تطبيق قانون الضريبة على القيمة المضافة بنسبة 13%، مما ساهم في تحريك أسعار الكثير من السلع والخدمات، بالإضافة إلى غياب آليات ضبط الأسعار وغياب دور الأجهزة الرقابية.

ورغم أن ارتفاع الأسعار يصاحبه دائما حالة من الركود في المبيعات، وانخفاض في الطلب على السلع نتيجة لارتفاع الأسعار، ألا أنه لا يوجد من يلجأ لتخفيض أسعار السلع لجذب المواطنين وأحدث حالة من الرواج والانتعاش في المبيعات.

دعوات المقاطعة
ومن حين لآخر تظهر دعوات لمقاطعة شراء السلع التي ارتفعت أسعارها، في محاولة لإجبار التجار والمتحكمين في السلع سواء تاجر أو منتج أو مقدم خدمة، لخفض السعر، كان آخرها الدعوة التي أطلقتها جمعية "مواطنون ضد الغلاء" لمقاطعة شركات الاتصالات نتيجة لارتفاع أسعار الكروت.

مقاطعة شركات الاتصالات
وطالبت الجمعية المواطنين بمقاطعة شركات الاتصالات الثلاث لمدة ساعة كاملة، وعدم إجراء أي مكالمات بهدف الضغط على الشركات لتنفيذ مطالبهم، وتحمل الضريبة الجديدة بالكامل من فوائض أرباحهم، ومعالجة سوء وضعف الخدمة وتقوية الشبكات، بالإضافة إلى محاسبة المواطنين بالدقائق.

استيراد اللحوم
من جانبه أكد يحيى قرطام، عضو شعبة القصابين بغرفة القاهرة التجارية، أن مصر تستورد نحو 70% من اللحوم من الخارج بالعملة الصعبة، مما يعنى ارتباط 70 % من اللحوم بسعر العملة، كما أن أسعار الأعلاف مرتبطة هي الأخرى بسعر الدولار.
وأشار «قرطام» في تصريح لـ«فيتو»، إلى أننا دولة مستهلكة للحوم بشكل كبير، لكن الثروة الحيوانية لدينا ضعيفة للغاية حيث لا يتجاوز 30% من الموجود بالسوق، مطالبا بضروة الحفاظ على الثروة الحيوانية وزيادتها وتجريم ذبح البتلو والإناث.
وأوضح «قرطام» أن دعوات المقاطعة تصب في صالح التجار، نظرا لأن العملة كل يوم في ازدياد وبقاء المواشى لدى التجار يعنى زيادة رأس ماله.
وأوضح أن الزيادة في الأسعار نتيجة طبيعة لضعف الثروة الحيوانية، مشددا على ضرورة زيادة الإنتاج ومضاعفة الثروة الحيوانية حتى يمكن النزوال بالأسعار، لافتا إلى أن الجزارين أنفسهم مضطرون من ارتفاع الأسعار.

«الثروة الداجنة»
في السياق ذاته، أكد الدكتور عبد العزيز السيد، رئيس شعبة الثروة الداجنة بغرفة القاهرة التجارية، أن دعوات المقاطعة لخفض أسعار السلع لاتجدي ولا تحقق أغراضها في النزول بالأسعار إلى السعر الذي يناسب المواطنين.
وأوضح «عبد العزيز» لـ«فيتو»، أن تكاليف الإنتاج لدى المزراعين والمربين مرتفعة لذلك تكون الأسعار مرتفعة قليلا، مشيرا إلى أن دعوات المقاطعة غير مجدية والمواطن البسيط لا يلجأ إليها وفى غنى عنها. 

خفض الأسعار
من جهته أكد ممدوح زكى عضو الغرفة التجارية بالجيزة ورئيس شعبة الاستيراد والتصدير بالجيزة، أن المقاطعة حل يساهم في خفض الأسعار، لكن قبل الدعوة إلى مقاطعة أي منتج أو خدمة يجب الأول تغير المواطنين لثقافتهم في الاستهلاكية. 

وأضاف «زكى» أن المواطنين يساهمون في زيادة الأسعار في بعض الأحيان، خاصة عندما يشعر بوجود نقص في سلعة معينة يتكالب على شرائها وتخزينها. 

وأشار إلى أن المقاطعة تجبر التجار على الالتزام بالأسعار خشية عزوف المواطنين عنهم، لافتا إلى أن المواطن ليس لديه ترشيد في الاستهلاك لذلك أسلوب المقاطعة يكون صعب جدا بالنسبة له، مشددا على ضرورة تغيبر الثقافة الاستهلاكية التي ستؤدى إلى إحداث حالة من الاستقرار في الأسواق وفى الأسعار بشكل عام.


الجريدة الرسمية