رئيس التحرير
عصام كامل

بالفيديو.. مفجر الأزمة بين مصر وإثيوبيا يكشف التفاصيل.. أيمن عامر: لست مسئولا رسميا.. «الأناضول» دست الفتنة بين البلدين.. الأمن المصري يلاحق «الأورومو» ويمنعهم من التحدث للإعلام..

فيتو

منذ أيام خرجت علينا وكالة "الأناضول" التركية بخبر تحت عنوان: «التليفزيون الحكومي الإثيوبي يتهم مصر بدعم جبهة الأورومو المعارضة المسلحة في خطوة غير مسبوقة» على خلفية ظهور شخص مصري مجهول اعتبرته "أديس أبابا" مسئولا مصريا يدعم المعارضة نكشف هويته في نهاية التقرير.


اقرأ.. «الأناضول»: مصر تدعم معارضة إثيوبيا.. والخارجية: وكالة تدس الفتن

وكان التليفزيون الإثيوبي قام بعرض مقطع فيديو قال إنه لاجتماع معارضين من «جبهة تحرير الأورومو»، التي تحظرها سلطات أديس أبابا، عُقد في مصر، ووجّه اتهامات للقاهرة بدعم «الأورومو» ومحاولة زعزعة الاستقرار بإثيوبيا.

وقتها سارع المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المستشار أحمد أبو زيد، بنفى هذه الادعاءات معتبرا أن مصر لا تتدخل في شئون الدول الداخلية، متهما الوكالة التركية بدس الفتن والدسائس بين القاهرة وأديس أبابا.

اقرأ.. «الخارجية»: إثيوبيا طلبت لقاء السفير المصري بأديس أبابا للتوضيح

عقب ذلك قامت الخارجية الإثيوبية، باستدعاء السفير المصري لدى أديس أبابا، أبو بكر حفني، من أجل إجراء مناقشات بشأن مقطع فيديو أقلية «الأورومو» بالقاهرة والذي ظهر فيه شخص مصري.

وأكد السفير المصري في لقائه مع المسئول الإثيوبي، أن مصر لا تتدخل في الشئون الداخلية لأية دولة، لا سيما الدول الشقيقة مثل إثيوبيا، وأن ما تم تداوله من مقاطع مصورة أو أخبار مرسلة لا تمت للواقع بصلة، وأنه لا يجب استبعاد وجود أطراف تسعى إلى زرع الفتنة والوقيعة بين مصر وإثيوبيا، مؤكدا على ما شهدته الأشهر الأخيرة من تطور ملحوظ وبناء ثقة في العلاقات المصرية الإثيوبية تأسيسا على المصالح المشتركة بين البلدين والعلاقات التاريخية على مستوى الشعبين المصري والإثيوبي.

اقرأ.. إثيوبيا تتهم مصر بتأجيج الاضطرابات.. والخارجية: لا علاقة لنا بالأزمة

اليوم ومع منتصف النهار تصاعدت وتيرة الأزمة، وقال جيتاتشو رضا المتحدث باسم الحكومة الإثيوبية في مؤتمر صحفي بعد الإعلان أمس الأحد عن فرض حالة الطوارئ في البلاد: "هناك دول متورطة بشكل مباشر في تسليح تلك العناصر وتمويلها وتدريبها".

وذكر المتحدث بالاسم إريتريا التي لها نزاع حدودي قديم مع إثيوبيا ومصر التي لها نزاع مع أديس أبابا بشأن اقتسام الحقوق المائية في نهر النيل بوصفهما مصدرين لدعم "العصابات المسلحة".

لكنه قال: إن من المحتمل أن تلك العناصر التي تؤيد المسلحين في الداخل تعمل دون دعم حكومي رسمي وليست "أطرافا رسمية".

وأضاف بحسب وكالة "الأناضول" التركية أيضا: "العناصر المناوئة للسلام في إثيوبيا تتلقى دعما ماليا وتدريبا في القاهرة، وقيادات المعارضة المسلحة انتقلت من إريتريا إلى القاهرة لتلقي الأوامر من الأخيرة، لزعزعة الاستقرار واستهداف أمن إثيوبيا القومي"، وفقا لمزاعمه.

اقرأ.. الرئيس الإثيوبي يتهم مصر بدعم المعارضة المسلحة في بلاده

وبعدها بساعات، اتهم الرئيس الإثيوبي ملاتو تشومي، في كلمة أمام البرلمان، مؤسسات مصرية رسمية بدعم المعارضة المسلحة في بلاده بهدف منع أديس أبابا من بناء سد النهضة.

واتهمت إثيوبيا عناصر في مصر وإريتريا ودول أخرى بتسليح وتدريب وتمويل مجموعات تلقى عليها بمسئولية موجة من الاحتجاجات والعنف في مناطق محيطة بالعاصمة، بحسب «روسيا اليوم».

وأعلنت الحكومة الإثيوبية حالة الطوارئ في البلاد، أمس الأحد، بعد أكثر من عام من الاضطرابات، في منطقتي أوروميا وأمهرة، حيث يقول محتجون إن الحكومة تعدت على حقوقهم خلال سعيها لتحقيق تنمية صناعية.

فيديو الأزمة 
وبالرجوع لأصل مقطع الفيديو الذي فجر الأزمة بين مصر وإثيوبيا، تبين أنه تم تصويره خلال احتفالية الجالية الأورومية بالقاهرة بحضور ٣ نشطاء مصريين ، وهم: محمد عبد النعيم، رئيس ما تسمى "المنظمة المتحدة الوطنية لحقوق الإنسان"، والثاني: أيمن عامر، صحفى وناشط حقوقى، ويعمل أيضا منسقا عاما لما يسمى «البرلمان الأفريقي»، والثالث هاني بكري، مذيع بقناة «الخليجية» الفضائية.

وفي مارس 2014، دشن عدد من النشطاء المصريين والأفارقة من عدة دول أفريقية "البرلمان الأفريقي" كتجمع شعبي دون تمييز يتبنى قضايا الشعوب، ودعم الديمقراطية وفصل المنازعات، وتقصى الحقائق وحل الأزمات بين الدول من خلال تقديم المقترحات والحلول. 

وقال محمد عبد النعيم، صاحب المبادرة حينها، إن البرلمان سيعمل على إيجاد حلول للمشكلات الداخلية، وكذلك المشكلات البينية بين الدول الأفريقية، مشيرا إلى أنه سيعمل على حل أزمة سد النهضة، بالتعاون بين أعضاء البرلمان، موضحا أن أعضاء البرلمان سيكونون بمثابة إصلاحيين، وليس معارضين، وتجمع للشباب وبلورة أفكارهم وأطروحاتهم، والعمل على تنفيذها وتقديمها للحكومات والأنظمة. 


تعليق مفجر الأزمة 

وتعليقا على جميع هذه التطورات قال أيمن عامر، الشخص الذي اتهمته إثيوبيا، في تصريحات خاصة لـ"فيتو"، إنه لا يشغل أي منصب رسمي بالدولة كي تتهمه إثيوبيا بدعم المعارضة هناك، كاشفا أنه تقدم باستقالته من عضوية البرلمان الإفريقي الشبابي الذي ضم ممثلين شباب عن 15 دولة بالقارة، وأن البرلمان تم تجميده وحله بعدها ولم يصدر عنه أي بيانات أو تصريحات.

واتهم عامر وكالة الأناضول التركية التي ساهمت في ترويج هذه الأكاذيب بمحاولة زرع أزمة لمصر مع إثيوبيا، بهدف تعقيد ملف سد النهضة، مؤكدا أنه لا يستبعد تورط الوكالة في تزويد التليفزيون الإثيوبي بالمقطع من خلال مكتبها بالقاهرة.

وأضاف مفجر الأزمة "أيمن عامر"، من المؤكد أنه ليس لى علاقة بما تشهده إثيوبيا من احتجاجات وتوتر داخلي. 

مؤكدا في سياق تصريحاته، أن السلطات المصرية قد لاحقت أعضاء "الأورومو"، وقاموا بترحيل من ليس لديهم أوراقا ثبوتية، وطالبوا ممن يحملون أوراق بعدم استغلال القاهرة كمنبر إعلامي ضد "أديس أبابا" والامتناع عن الحديث في وسائل الإعلام المحلية والأجنبية عن أمور داخلية تخص دولتهم، وقامت بترحيل مخالفين للتعليمات.
الجريدة الرسمية