رئيس التحرير
عصام كامل

سيناريوهات العلاقة بين مصر والسعودية بعد أزمة قرار مجلس الأمن.. نهى بكر: ليس كل المتحالفين متفقون.. رحيل الأسد نقطة الخلاف.. بيومي: القاهرة والرياض متفقتان على الخطوط العريضة

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

صوت مندوب مصر أمام مجلس الأمن أمس ضد فرض هدنة في حلب، مؤيدا بذلك مشروع القرار الرّوسي، بعد استخدام موسكو لحق النقض “الفيتو“ ضد مشروع قرار فرنسي إسباني آخر لفرض الهدنة، وخالفت القاهرة بذلك الدول العربية في واحد من أغرب المواقف الدبلوماسية المصرية.


وتسبب تصويت مصر إلى جانب مشروع القرار الروسي في استهجان عدد من الدول العربية وعلى رأسهم المملكة العربية السعودية، وقال المندوب السعودي، عقب تصويت مصر لصالح المشروع الروسي: "من المؤسف أن يكون موقف ماليزيا والسنغال أقرب من موقف مصر".

خلاف الحلفاء
«لم يكن بين الأصدقاء والمتحالفين اتفاق تام، ولكنهم يعلمون جيدًا كيفية التعامل مع الأزمات والخلافات»، هكذا وصفت "نهي بكر أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية، خبيرة العلاقات الخارجية، السيناريو المتوقع للعلاقات المتبادلة بين مصر والسعودية، بعد خلاف الطرفين على هدنة حلب أمام مجلس الأمن، مشيرة إلى أن مصر تملك ثوابت تمليها عليها سياستها الخارجية، فوجهة نظر الجانب المصري أنه لابد من الحفاظ على الإقليم السوري حتى لو ببقاء بشار الأسد خلال فترة انتقالية، في حين أن السعودية ترفض تواجد الأسد وتسعي إلى عزله.

وتابعت نهى بكر،: "تري مصر أن رحيل الأسد سيفتح الباب لتقسيم المنطقة كما حدث في العراق ويحدث في لييبا"، وقالت: "لا أحد يعلم حتى الآن وصف المندوب السعودي لموقف مصر بالمؤلم والمؤسف، تعبير عن رأي الخارجية السعودية أم أنه نابع من وجهة نظر شخصية من المندوب، فمنذ ثورة 30 يونيو وموقف مصر والسعودية اتجاه الجانب السوري واضح رغم أنه يحمل الكثير من الخلاف، فمصر والسعودية متحالفان، وليس كل متحالفين متفقان ولكنهم يعلمون جيدا كيف يمكن التعامل مع الخلاف".

خطوط عريضة
وفي نفس السياق، أشار السفير جمال بيومي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إلى أن الغرض من تصويت مصر على رفض الهدنة وقف القتل ونزيف الدماء، مواجهة تقسيم الدولة، والسعودية تري أنه لابد وأن تكون شروط الاتفاق أن يتخلي بشار عن السلطة، مؤكدا أنه مجرد خلاف في وجهات نظر عن كيفية تحقيق أهداف واحدة، ولكن الخطوط العريضة متفق عليها.

وأضاف أن ما نشر عن رد فعل الجانب السعودي مبالغ فيه وهو ما أكدته الخارجية المصرية، ففي حالة التعامل مع دولتين شقيقتين كمصر والسعودية لابد من تخطي هذه التفاصيل حتى لا تكون حديث الإعلام الغربي.

المندوب السعودي
وقال أحمد القويسني مساعد وزير الخارجية السابق، ربما كان من الأفضل أن يتمهل المندوب السعودي قبل إطلاق تصريحاته عن نمط تصويت مصر أمام مجلس الأمن، فربما كان من الأجدى أن يكون هناك تنسيق بين الوفدين، مشيرًا إلى أن التصويت المصري لا يعكس خلافا بين مصر والمملكة فيما يتعلق بالأمور السورية، وإن كان هناك بعض الاختلافات في موقف الدولتين اتجاه سوريا.

دراسة جدوي
وركز القويسني على أن التصويت المصري في مثل هذه الأمور، تسبقه دراسة جدوى سياسية، مؤكدا أن القرار الروسي يلبي مقتضيات الموقف المصري فوافقت مصر عليه وتم إلغاؤه في "فيتو" أمريكي.

وأوضح مساعد وزير الخارجية السابق أنه لا يوجد تطابق 100% في المواقف السياسية لأنها رؤي متعددة وخيارات مطروحة، كما أنه لا يوجد خلاف جوهري بين الطرفين، ولكن كانت الأفضلية تحتم أن يتمهل الجانب السعودي للإطلاع على وجهة نظر الجانب المصري قبل إطلاق تصريحاته ضد القاهرة.


الجريدة الرسمية